الخبر وما وراء الخبر

اتفاق الحديدة اتفاق ذو حدين فقد يضع السلام وقد ينسفه

61

زين العابدين عثمان

بعد تشاور وتقارب نسبي بين الوفد الوطني ووفد تحالف العدوان والجهود الاممية المركزة، ثم دخل اتفاق الحديدة حيز التنفيذ في متنصف ليلة يوم الثلاثاء اليوم 18ديسمبر والذي استند على عدد من الاجراءات والبنود التي تتضمن ايقاف العمليات العسكرية بالكامل من كل الاطراف كخجوة اولية يليها اجراءات تفريغ مدينة الحديدة من المظاهر المسلحة يناظره انسحاب قوات تحالف العدوان من اطراف وتخوم المدينة الى نقاط وحدود انتشار متفق عليها تخضع لرقابة واشراف اللجان الاممية ولجان من طرفي قيادة الجيش واللجان الشعبية ومن قيادة تحالف العدوان ،.

اتفاق الحديدة والذي يكاد يراوح يومه الاول منذ دخوله حيز التنفيذ يعتبر اتفاقا له ابعاده الجيوبليتيكية الجوهرية التي من واقعها ستكون فاتحة حقيقية لانهاء الحرب باليمن بالكامل اذا ما نجح ، كونه يحتضن الحديدة احد اكثر المحافظات اليمنية سخونة سياسيا وعسكريا واكثرها اهمية جيو استراتيجية على واقع الصراع وكثرها تعقيدا، فالاتفاق على اخراجها من دائرة الصراع سيكون انجازا كبيرا لانه بالفعل سيفك احد اكبر العقد المتشنجة امام مفاوضات ايقاف الحرب باليمن التي كلما وصلت لها تعثرت واخفقت كما حصل في المحافل التفاوضية السابقة لذا اذا ما حقق اتفاق الحديدة القائم حاليا النجاح سيكون “كلمة السر” لانهاء الحرب بشكل شامل باليمن .

اما في حال انهياره وارتطامه بالفشل فبتأكيد سيكون كلمة السر لتفجير التهدئة ومخرجات مشاورات السويد للسلام ليطلق بعدها لجام التصعيدات العسكرية الذي ستكون حتمية والتي ايضا صارت شبحا يخيم حاليا في الافق نظرا لاستمرارية خروقات طرف تحالف العدوان الممنهجة الذي يتعمدها الى اللحظة دون اي مراعات بنود الاتفاق وبدعوات المبعوث الدولي مارتن غريفث الاخيرة التي دعت الى الالتزام ببند وقف اطلاق النار ، ..

اننا نرى ومن خلال اخر المستجدات القاىمة بان اتفاق الحديدة رغم كم الايجابيات الذي يحملها ومفاعيله الجيوسياسية نحو تحقيق السلام لكنه مهدد فعلا بالانهيار والفشل فبند “وقف اطلاق النار “الذي هو العامل الاساسي لنجاحه لازال بندا لايلتزم به تحالف العدوان ولا يلقي فيه اي اهتمام عدا عنتريته وغطرسته المعهوده الذي عهدناها في خضم كل اتفاق وتهدئة بالتالي مايضمن نجاح هذا الاتفاق هو التزام هذا التحالف المتهور به وببنوده وهذا ربما انه سيكون امرا مستبعد منه .

لانستطيع في الوقت الراهن ان نتوقع الكثير في ما يتعلق بنجاح اتفاق الحديدة لانه مازال فريسة سهلة لخروقات تحالف العدوان وتصرفاته التصعيدية التي اذا ما استمرت فستكون بمثابة طلقة الرحمة التي سترديه في الفشل والاخفاق من ناحية ومن ناحية اخرى ستكون بلاشك طلقة تضرب مستودع بارود سينفجر على اثرها الوضع وتشتعل كل الجبهات وخصوصا الحديدة التي سعود للاشتعال من جديد بوتيرة ربما ستكون خارج كل الحسابات والتوقعات العسكرية والتي ستكون تداعياتها مدمرة جدا على قوات تحالف العدوان فهي التي ستتضرر وستدفع ثمنا باهضا لتصرفاتها العشواىية التي ما تزال تعتمد استراتيجية اضرام النار بالهشيم …