الخبر وما وراء الخبر

عن نتائج مشاورات السويد…

50

بقلم / حمير العزكي

أثارت نتائج مشاورات السويد برغم اقتصارها على بعض الجوانب الانسانية وعلى تهدئة محدودة الجغرافيا في مدينه الحديدة وما حولها تباينات كثيرة وعميقة على كافة المستويات وفي جميع الاطراف فبعد أن نظر اليها اليها الجميع بإعتبارها نصرا عظيما له وهزيمة نكرى لغيره سرعان ماعاد الجميع الى رشده وأعاد تقييم النتائج حسب قيمه ومبادئه وأهدافه وغاياته .

هذا التباين الكبير كان له دوافعه ومسبباته فعلى مستوى الوفد الوطني كانت النتائج شبه مرضيه لأن معاناة الشعب اليمني الذي يمثله بالإضافة إلى حياة وسلامة الكانت ومازالت على راس قائمة اولوياته واي تقدم في طريق تخفيف تلك المعاناة او ضمان سلامة المدنيين يعتبر انجازا بالنسبة له وبالنسبة ايضا للاغلب الاعم من الرأي العام في الداخل ومع ذلك ظهر أيضا المتشائمون لدرجة الاحباط والمتفائلون لدرجة الانتشاء وهذا امر طبيعي ووارد ولكن اللامنطقي واللامقبول هو تبادل التخوين بينهما.

اما على مستوى العدوان ومرتزقته كان دافع التباين إختلاف الاهداف ففي الوقت الذي تهدف قوى العدوان الى تجميل صورتها البشعة والخروج من مأزق الأزمة الإنسانية التي تسبب بها عدوانها وحصارها والتي بدأ الرأي العام العالمي يضج بها وبفظاعتها بينما كان المرتزقة بلا هدف رئيسي وانما مجموعة من الأهداف الشخصية والحزبية والمناطقية الضيقة التي جعلتهم يظهرون في أسوأ وارخص صور الارتزاق على الاطلاق وهم يتمترسون خلف طلبات قوى العدوان بملكية اكثر من الملك.

وهناك ايضا التباين المتجذر والمتزايد بين المرتزقة قديمهم وجديدهم فالقدامى من الاخوان ومن اليهم والسلفيين ومن يدفع بهم انقسموا ما بين مرحب ليس بالنتائج وانما بمايترتب عليها من تحجيم لاطماع المرتزقة الاخرين وبين مغلوب على امره لم يجرؤ على اظهار عدم ترحيبه وأما المرتزقة الجدد ( العفافيش) فكانوا الاكثر عويلا وتذمرا واستياءا باعتبار نتائج المشاورات قضت على حلمهم في الحصول على موطئ قدم ينطلقون من خلاله للدخول كطرف من اطراف المعادلة الجديدة والتي مازال خونة القضية الجنوبية والمزايدين بإسمها خارجها برغم قرابين العمالة التي قدموها وطقوس الخيانة التي لم يسبقهم في ممارستها احد في الدنيا.

وبرغم تباين المواقف فإن هناك الثوابت الذي لاتراجع عنها ولن تؤثر عليها نتائج مشاورات السويد ولا التهدئه ولا حتى التسوية السياسية وهي حرية وكرامة وسيادة ووحدة واستقلال البلاد واستمرار الصمود والتصدي والمواجهة والمقاومة ورفض الوصاية والهيمنة والانتصار للوطن ولقضايا الأمة والحفاظ على مبادئ وانجازات ثورة ال21 من سبتمبر 2014م والوفاء لتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى، هذه الثوابت التي لايساورنا أدنى شك فيها مادامت معمدة بوعود قيادة حكيمة لم تخلف يوما وعدا قطعته لشعبها.