لن ننحني ولن نخضع ولن نركع للغزاة والمستعمرين.
بقلم اللواء ركن| محمد محمد المؤيد*
تعد الحرب الاقتصادية علَى بلادنا يمن الإيْمَـان والحكمة من أقذر أشكال عدوان التحالف الإجرامي الصهيوسعودي والإماراتي مع أمريكا ونحن علَى مشارف العام الخامس وفيه يتبين مدى الانحطاط الأخلاقي لمن يقومون بهذا العدوان وسقوطهم الشامل السياسي والقانوني والإنْسَاني فمنذ اليوم الأول لشن عدوانهم أطبقوا الحصار البري والبحري والجوي وعلَى نحو جائر وظالم، محولين يمنَ الإيْمَـان والحكمة إلى سجن كبير وساحة للإبادة الجماعية بطائراتهم وصواريخهم وقنابلهم الذكية والغبية الأمريكية البريطانية الغربية الإسرائيلية.
مرتكبين أبشع الجرائم ضد شعب حضاري عريق مسالم لم يحصل أن اعتدى علَى جيرانه أَوْ أية دولة في هذا العالم لا قديماً وَلا حديثاً، بل علَى العكس من ذلك كان ولا يزال ملاذا آمناً ومصدر خير لأشقائه وجيرانه في الجزيرة العربية والخليج والقرن الإفريقي والعرب والمسلمين والبشرية كلها، ليس هذا فحسب، وإنما مصدر إشعاع حضاري ومعرفي وتأريخي عبر آلاف السنين، حتّى صارت الكثيرُ من الشعوب والقوميات تفخر بجذور انتمائها لهذا البلد بلد الإيْمَـان والحكمة.
شعب شجاع وكريم لم يخضع ولم يركع ولن يقبل الذل ولن يسمح للغزاة والمستعمرين باحتلال أرضه أَوْ النيل من شموخه وكبريائه.
كُـلّ هذا تؤكّده حقائقُ التأريخ والجغرافيا ويجسده اليوم في ملحمة صموده الأسطوري العظيم في وجه قوى البغي والطغيان الامبريالي الرجعي الأمريكي السعودي الصهيوني الذي لم يكتفِ بقتل اليمنيين بأسلحته الفتاكة والمحرمة دولياً بل وبالتجويع الممنهج من الحصار الجائر إلى نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن والى ضرب العُملة اليمنية كإحدى صور حربه العدوانية التي طوال سنواتها تستند إلى قوة الشر والاستكبار العالمي أمريكا والى مالهم النفطي المدنس الذي اشتروا به المجتمعَ الدولي المنافق وكل المنظمات التابعة وغير التابعة للأمم المتحدة وكذلك أنظمة ووسائل إعلام.
وهذا كله ضاعف قذارة عدوانهم علَى شعب مفقر بفعل التآمر الصهيو سعودي عليه طوال تأريخه المعاصر حتّى صار اليمانيون مجمعين علَى اعتبار النظام الصهيو سعودي عدواً تأريخياً لهم وأداة معيقة لأمنهم واستقرارهم وبناء دولتهم الوطنية الديمقراطية الموحدة والمستقلة والحديثة.
اليوم تنكشف كُـلّ خيوط المؤامرة واوراق العدوان لكل أبناء الشعب ويتأكّد بشكل جلي لا لبس فيه حتّى لأولئك الذين انخدعوا بمواقف تلك النخب السياسية الفاسدة والعميلة صاروا علَى يقين أن لا هدف لهذا العدوان سوى إبادة اليمنيين بشتى الوسائل وأبشعها التجويع.
وهي في هذا لا تستثني أحداً، وما تشهده المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة من احتجاجات يومية وعصيان مدني ضد قوَى الاحتلال ومرتزِقتها ما هو إلّا مؤشر على أن طوفان هذا الشعب الصابر الصامد سوف يجرف الغزاة والمحتلّين وأذنابهم مطهراً تراب الوطن من دنسهم ملقياً بهم إلى مستنقعات التأريخ العفنة عما قريب.
وهذا كله بفضل صمود اليمانيين المؤمنين الواعين لحقيقة هذا العدوان وعدالة القضية التي يقدمون التضحيات من أجل انتصارها مقدمين قوافل الشهداء يومياً؛ دفاعاً عن السيادة والاستقلال وعن الأرض والعرض وفي طليعتهم منتسبو الجيش واللجان الشعبية.
ومما سبق نخلص إلى القول: إن شعب الحكمة والإيْمَـان ما كان يوماً أشِراً وَلا بَطِراً، إنما مدافعٌ عن نفسه وحقه بإمساك زمام قراره بيده والتخلص من أزمنة الوصاية والهيمنة مهما كلفه ذلك من ثمن، ولن تجدي سياسة التجويع التي لجأ إليها العدوانُ بعد أن مُنِيَ بالهزائم في كافة الجبهات، ولم تنفعه أسلحته الفتاكة، وسيهزم في مؤامراته الإجرامية المتمثلة بالحرب الاقتصادية الهادفة إلى استكمال حرب الإبادة بإماتة اليمنيين جوعاً.
ونقول لهؤلاء المعتدين المجرمين: لن يترككم شعبٌ أبي وعظيم أن تميتوه جوعاً، وسينتصر؛ لأن الحقَّ معه والباطلُ مزال.
* مستشار وزير الدفاع