الخبر وما وراء الخبر

الهدنة في ساعاتها الأولى: يد ممدودة للسلام وأخرى على الزناد.

46

ذمار نيوز| تقرير: فؤاد الجنيد 11 ربيع ثاني 1440هـ الموافق 18 ديسمبر 2018م

شهدت الليلة الماضية تصعيد واسع لتحالف العدوان في العمليات العسكرية قبيل دخول موعد وقف إطلاق النار في عدد من المدن اليمنية، وتواصلت زحوفات المرتزقة على مدينة الحديدة مدعومة بالطيران الذي شن 79 غارة إضافة إلى أكثر من 10 زحوفات ومحاولات تسلل، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي على أحياء مدينة الحديدة خلال الـ 48 ساعة الماضية مع اقتراب موعد سريان الهدنة ووقف إطلاق النار بالحديدة.
ويستميت العدوان لتحقيق اي انتصار يذكر ليصور لمرتزقته أن إتفاق السويد كان من مصدر قوة، وأن توقيع وفدنا للإتفاق لم يكن سوى ملجأ اضطراري نتيجة للضغط العسكري الكبير على مدينة الحديدة ومينائها، لكنه فشل في ذلك بكل المقاييس، وفشلت معه الماكينة الإعلامية المضللة على مدار الساعة.

هدوء حذر

يسود الهدوء شوارع مدينة الحديدة، منذ صباح اليوم الثلاثاء، باستثناء اندلاع اشتباكات فجراً بدأت بها قوى العدوان بُعيد دقائق من بدء سريان اتّفاق هدنة برعاية الأمم المتّحدة، وقال سكان في الحديدة إنه لم تقع أي معارك بين الطرفين منذ الثالثة فجراً، بينما أوردت قناة المسيرة عصر اليوم الثلاثاء أن طيران العدوان لا زال يحلق في أجواء الحديدة رغم سريان تنفيذ الإتفاق.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أنّ وقف إطلاق النار سيطبق بدءاً من منتصف الليل، رغم أنّ اتّفاق الهدنة الذي تمّ التوصل إليه الخميس في السويد نصّ على وقف فوري لإطلاق النار.

غريفيث يجدد

أعلن مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مساء الاثنين، أن وقف إطلاق النار في الحديدة يسري في تمام الساعة 00:00 يوم 18 ديسمبر 2018 بالتوقيت المحلي. وأوضح بيان صادر عن المكتب أن لجنة تنسيق إعادة الانتشار وهي اللجنة المشتركة المسؤولة عن تنفيذ اتفاق الحديدة، سوف تباشر عملها في التواجد لتحويل الزخم الناتج عن مشاورات السويد إلى واقع ملموس على الأرض.

عبدالسلام على العهد

بالتزامن مع ذلك، أكد رئيس وفدنا الوطني محمد عبدالسلام، مساء الاثنين، الالتزام باتفاق ستوكهولم، الذي أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة، واعتبر الإعلان عنه وقف للعمليات العسكرية في الحديدة والتهدئة في تعز، وأكد عبدالسلام، أن وفده سلّم ممثليه الثلاثة في لجنة التنسيق للأمم المتحدة وهم كل من اللواء علي الموشكي، والعميدين علي الرزامي ومنصور السعادي.

الفار وفقاعات الصابون

من جانبه ظهر الرئيس الفار عبدربه منصور هادي، صباح الأمس وهو يترأس اجتماعا مشتركاً لمستشارية ورئيس وأعضاء الوفد المشارك في مشاورات السلام التي عقدت في السويد، قائلا: «انطلاقاً من حرصنا الدائم نحو السلام الذي ننشده وقدمنا في سبيله التضحيات الجسيمة واستجابة لمساعي الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن وجهود المجتمع الدولي، وقبل كل ذلك دور الأشقاء في دول التحالف العربي، ذهبنا وأيادينا ممدودة للسلام في السويد وقبله في محطات عده في جنيف وبيل والكويت، لحقن الدماء وعودة الحياة والأمن والاستقرار لربوع الوطن لتحقيق السلام المرتكز على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الاممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216».

يغط في نوم الفشل

ومن تصريحات الرئيس الفار يبدو أنه لا زال نائما حتى اللحظة، ولا يعلم أن إتفاق السويد قد جب ما قبله من القرارات الأممية، وأن المرجعيات الثلاث التي يتحدث عنها قد عجز العالم عن تنفيذها عسكريا واقتصاديا، وأن الميليشيات الإنقلابية التي توعد باستئصالها ورفع العلم في جبال مران قد وقفت ندا له في طاولة واحدة وهي تمثل اليمن أرضا وانسانا، وفرضت شروطها واملاءاتها بعد أن اعترف بها العالم كسلطة سياسية وشرعية، ومنظومة حاكمة تمثل الجمهورية اليمنية سلما وحربا.