الخبر وما وراء الخبر

نوفمبر.. ثقافة طرد الاحتلال

189

بقلم/ طالب الحسني


 

تمر الذكرى الثامنة والأربعون للاستقلال وطرد الاستعمار البريطاني من جنوب البلاد في ظل محاولة تموضع استعماري أمريكي وبريطاني جديد وبأدوات خليجية ومحلية

ثمانية وأربعون عاما ،  من عمر الاستقلال وطرد الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن ، استوعبت هذه السنوات  تاريخا طويلا من مقاومة الاحتلال البغيض  بشتى الوسائل، انطلاقا من ثورة الرابع عشر من أكتوبر ثلاثة وستين  التي كانت نتاج تحركات شعبية ونخبوية أشعلت  شرارة  الثورة والتحرير والاستقلال وقطعت ثلاث سنوات من النضال والصمود  في كل مدينة وشارع وصولا الى طرد اخر جندي بريطاني في الثلاثين من نوفمبر سبعة وستين رسخ هذا الانتصار ثقافة طرد الاحتلال  والتخلص من الاستعمار ايا كان نوعه واهدافه ومطامعه.

ومع ما يمر به جنوب البلاد وبالتزامن مع الذكرى الثامنة والاربعين للاستقلال  من تحشيد دولي واستعماري جديد  واستقدام قوات اجنبية وتمويل القاعدة وداعش بهدف  التمهيد للسيطرة الكاملة لاستعمار امريكي وبريطاني بادوات خليجية  تتضح ملامح  الهيمنة الناعمة

هيمنة تتضح معالمها تدريجيا فتدمير البنية التحتية واضعاف المؤسسات الحكومية  والقضاء على المؤسسة العسكرية والامنية تحت شعارات منمقة لا تختلف نوعا ولا شكلا عن الاستعمار البريطاني الذي فرض الوصاية واسس للانتداب وكأن التاريخ يعيد نفسه

فليس ثمة فرق بين الاستعمار البريطاني الذي احتل الشريط الساحلي الجنوبي وادخل قوات عسكرية برية وصادر القرار السياسي مستعينا بأدوات محلية  مقابل توزيع مناصب وهمية ..وبين الاستعمار الامريكي  الجديد بأدوات عربية  تستقدم قوات عسكرية وتزرع مندوبين ساميين وتفرض سلطة سياسية لا تملك من أمرها شيئا،، وما اشبه الليلة بالبارحة

وكما تشكلت مقاومة احتلال بريطاني استمر أكثر من قرن، فهناك رياح عاتية تتشكل لاقتلاع الغزاة الجدد، ورفض  الوصاية  والهيمنة، فثقافة التصدي للاستعمار هي الفكر الذي يتلقي عليه اليمنيون، وما دون ذلك فهو عابر.