الخبر وما وراء الخبر

مكاسب طرفي المفاوضات

58

بقلم / أمين الجرموزي

الوفد الوطني ودول العدوان يعلمان مسبقاً أن المفاوضات لن تأتي بنتيجة أو أنها ستوقف العدوان، فقرار إيقاف العدوان لم يصدر بعد من صاحب القرار الحقيقي (الأمريكي)، ومشاركتهم فيها هي من أجل مكاسب ثانوية فقط.

فمثلاً الوفد الوطني كسب وسيكسب ما اشترطه للموافقة على المشاركة في المفاوضات، وهي عودة الجرحى العالقين في الخارج (تم)، وإخراج الجرحى للعلاج في الخارج (تم)، وصرف المرتبات (تم جزء منه)، وحل ملف الأسرى (تمت الموافقة وسيجري التنفيذ)، والتوقف عن استهداف العملة وتدمير الاقتصاد (يتم ولو بشكل مؤقت)، هذه هي شروط الوفد الوطني لقبول المشاركة في المفاوضات وهذه هي مكاسبهم.

أما دول العدوان فليس لديها إلا مكسب واحد وهو امتصاص الغضب الدولي وتخفيف الضغط عليها، ومع ذلك فهو مشكوك في حصولهم عليه كون مشاكل وأزمات هذه الدول كثيرة وجرائمها فوق أن تنسى.

وعليه فدول العدوان هي الطرف الخاسر أو الأقل مكسباً في هذه المفاوضات، لذلك أغاظها هذا الأمر ولم تجد ما تشفي به غليلها ويعوض خسارتها إلا بإبادة مرتزقتها، وذلك بالدفع بهم للتصعيد في جبهة نهم للضغط على الوفد الوطني علهم يحصلون من وراء ذلك على مكسب سياسي يعوضون من خلاله انتكاساتهم العسكرية المتكررة في كل الجبهات وتحديداً جبهة الساحل الغربي، وكذلك لتعويض انتكاساتهم السياسية والتي أصبحت محط سخرية الرأي العام العالمي.

ولكنهم وبغباء منقطع النظير حيث أنهم وبعد هزائم مخزية في جبهة تعتبر تضاريسها هي الأفضل والأنسب لهم وهي (جبهة الساحل الغربي) يطمحون لتحقيق انتصار أو تقدم عسكري في جبهة أذاقتهم خلال ثلاثة أعوام جحيم تضاريسها الصعبة، والتي تعتبر أفضل وأنسب تضاريس لمجاهدي الجيش واللجان الشعبية وهي (جبهة نهم)، بالإضافة إلى التحرك الشعبي والذي بدأ فعلاً لرفد جبهة نهم بمئات المقاتلين للدفاع عن وطنهم وللتمتع بمشاهدة التنكيل بالعدو ومرتزقته من أرض الواقع، وليس عبر عدسة الإعلام الحربي فقط.