في الطريق إلى ستوكهولم
بقلم | عبدالفتاح علي البنوس
في الطريق إلى العاصمة السويدية ستوكهولم يمضي الوفد الوطني ومن خلفه الشعب اليمني ويسنده ويعزز من موقفه أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والكرامة، أياد ممدودة للسلام المشرف الذي لا يمس بسيادة وثوابت اليمن، ولا يتنكر لتضحيات الشهداء الأبرار، وفي المقابل أياد على الزناد تتربص بأعداء الوطن من الغزاة والمحتلين والمرتزقة الذين يحاولون عبثا التقدم في جبهة الساحل الغربي طمعا في السيطرة على الحديدة واحتلالها، وتحقيق تقدمات في باقي الجبهات قبيل انعقاد مشاورات السويد.
غادر الوفد الوطني بعد عصر أمس مطار صنعاء الدولي حاملا معه آمال وتطلعات أبناء الشعب اليمني ، الذين يتوقون للسلام العادل المشرف ، السلام الذي ينتصر لمظلوميتهم غير المسبوقة ، حيث يتطلع اليمنيون أن تحمل مشاورات السلام انفراجا تاما، في أوضاعهم المعيشية والاقتصادية ، وأن تتوج هذه المشاورات بإيقاف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الذي يتعرض له الوطن منذ ما يقارب الأربع سنوات ، وأن تفضي إلى صرف المرتبات ورفع الحظر المفروض على مطار صنعاء ، وإيقاف المغامرة الهمجية الإجرامية التي تستهدف الحديدة ، وتضع نهاية لنزيف الدم اليمني المستباح من قبل الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم ، وأن يرفع الخارج أياديه عن اليمن واليمنيين ، ويجلس اليمنيون على طاولة الحوار لاستكمال خطوات التوصل لصيغة توافقية تنهي الأزمة اليمنية التي كانوا على وشك الانتهاء منها بإشراف المبعوث الأممي الأسبق جمال بن عمر لولا تدخل الكيان السعودي بشن عدوانه الهمجي والإجرامي الغادر في ال26مارس 2015 م وهو ما ذكره بن عمر في إحاطته الأخيرة قبيل تغييره نتيجة ضغوطات سعودية قوية على الجانب الأمريكي الذي دفع بالأخير إلى ممارسة ضغوطاته داخل الأمم المتحدة لتغيير بن عمر وهو ما تم .
في الطريق إلى استوكهولم لخوض جولة مشاورات سلام ، تذهب قوى العدوان لتلقين مرتزقتها بما يجب عليهم إثارته من ملفات وقضايا في هذه الأيام ، ووصلت بهم الجرأة وكما هي عادتهم قبيل أي جولات للمفاوضات أو المشاورات إلى طرح بعض الشروط التعجيزية والترويج لها عبر أبواقهم الإعلامية على أنها من القضايا التي سيتم مناقشتها وإقرارها خلال مشاورات السويد ، رغم أنهم يدركون تماما بأن لا شروط مسبقة يمكن أن يقبل بها الوفد الوطني ، فنحن ذهبنا للسلام في السويد لا الاستسلام ، ولن نقبل على أنفسنا إملاءات وشروطا مسبقة ، وقد جرب مرتزقة الرياض والإمارات مثل هذه المحاولات في الجولات السابقة ، ولكنهم فشلوا وأخفقوا وعادوا يجرون أذيال الخيبة والخسران .
ذهبنا كيمنيين للسلام الذي نؤمن به ونعشقه ، ولن نخسر شيئا في حال أصر مرتزقة العدوان على غيهم وتمسكوا بشروطهم التعجيزية والتي من المستحيل القبول بها بأي شكل من الأشكال ، الأيادي على الزناد والأبطال يواصلون خوض معركة التحرر والكرامة ، معركة النفس الطويل التي تهدف إلى تطهير البلاد من دنس الغزاة والمحتلين والمرتزقة وتأديب الغزاة والمحتلين ، فإن جنح الغزاة والمرتزقة للسلم والسلام جنحنا ، وإن ركبوا غرورهم وغطرستهم وأصروا على المضي في الحرب والاستمرار في العدوان والقصف والتصعيد العسكري ، فنحن جاهزون ومستعدون لهم بالمرصاد وعليهم أن يستعدوا لما هو أشد وأنكى وأكثر إيلاما ، وعليهم أن يثقوا بأن القادم سيكون أعظم .