بعد مغادرة الوفد الوطني صنعاء.. مبادرات سعودية إماراتية لإفشال مباحثات السويد قبل انعقادها
ذمار نيوز | تقارير26 ربيع اول 1440هـ الموافق 4 ديسمبر 2018م
بعد فشل مباحثات جنيف بين طرفي “صنعاء الممثل للمجلس السياسي الأعلى من جهة والرياض الممثل لحكومة الرئيس المستقيل هادي الموالية للتحالف الذي يقود الحرب على اليمن من جهة أخرى”، يسعى التحالف اليوم لإفشال مباحثات السويد التي ترعاها الأمم المتحدة بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب.
المباحثات التي من المقرر أن تنطلق الخميس المقبل، لاقت ترحيبا واسعا من السلطات في صنعاء بعد موافقة الأمم المتحدة على تأمين الوفد الممثل للعاصمة وإجلاء جرحى الحرب لتلقي العلاج في الخارج، وعلى ذلك غادر الوفد مطار صنعاء متجها نحو العاصمة السويدية “ستوكهولم” التي تستضيف المباحثات، رغم أن اليمنيين لا يثقون باحتمالية نجاحها خاصة أنها ليست الأولى، إذ تأتي بعد جولات مشاورات كثيرة باءت كلها بالفشل، لكنهم يثقون في الوفد الممثل لهم، والذي غادر صنعاء حاملا شرعية أكثر من 22 مليون يمني فرض عليهم التحالف حصارا خانقا منذ الـ 26 من مارس/ آذار 2015.
وعلى العكس من وفد الرياض الذي لا يحظى سوى بشرعية الرئيس المستقيل هادي والتحالف الذي ارتكب جرائم حرب بحق اليمنيين وساهم في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم، يحظى وفد صنعاء بشرعية كبيرة أظهرت الاحتفالات بالمولد النبوي جزءا منها، حيث احتشد اليمنيون في سبع ساحات جماهيرية معلنين رفضهم للوصاية وتمسكهم بشرعية الأرض وحرية اتخاذ القرار والاستقلال الكامل لليمن، وتظهر جبهات القتال ضد التحالف مدى تمسك اليمنيين بأرضهم وعدم تخليهم عنها إلى جانب إدراكهم أن التحالف يستهدفهم ويسعى للسيطرة على وطنهم كما فعل في بعض المحافظات الجنوبية.
التحالف الذي يرفضه الجميع يسعى اليوم إلى إطالة أمد الحرب من أجل تضييق الخناق أكثر مما هو عليه اليوم على اليمنيين، فهو يرى أن أربعة أعوام لم تفلح في السيطرة على اليمن وبالتالي يرى أنه خسر الكثير من الأموال دون فائدة، ما يدفعه اليوم لاتخاذ أية إجراءات تمكنه من إفشال المباحثات الجديدة.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه صنعاء موافقتها على المشاركة في المباحثات، وبينما كان وفدها يستعد لمغادرة المطار، شن التحالف خمس غارات على أمانة العاصمة في خطوة تصعيدية تؤكد رفضه للكلام وسعيه لاستمرار العمليات العسكرية، وهو ما أكده التصعيد العسكري في مختلف جبهات القتال بما في ذلك الساحل الغربي التي شهدت اليوم اشتباكات عنيفة صد الجيش اليمني واللجان الشعبية فيها زحوف المسلحين وأجبروهم على التراجع إلى أماكن تمركزهم، بينما كان الطيران الحربي والاستطلاعي للتحالف يساند تلك الزحوف ويشن غارات كثيفة على مناطق المواجهات والقرى المحيطة بمدينة الحديدة.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث أعلن قبل أكثر من أسبوع من الحديدة تهدئة تمهيدية لإحلال السلام غير أن التحالف ما لبث أن عاد إلى التصعيد عقب مغادرة المبعوث للمدينة.
إلى ذلك قال السفير السعودي لدى حكومة هادي محمد آل جابر في تغريدة على “تويتر”: “أن الحوثيين سيسلمون ميناء الحديدة مرغمين”، وهو ما يعكس نوايا المملكة السعودية تجاه اليمن، كما يعكس رغبتهم في إفشال المباحثات قبل انعقادها، خاصة أن وفد صنعاء غادر إلى السويد من أجل السلام وليس من أجل أن يسمع مثل هذه التصريحات، فموقف صنعاء اليوم أقوى مما كانت عليه بداية الحرب وهذا ما أثبتته النتائج اليومية التي تكشف ستارها عن صناعات عسكرية يمنية جديدة ومنها صواريخ باليستية وصلت إلى عمق الرياض، كما أن الجيش واللجان أفشلا الكثير من التصعيدات للتحالف والتي كان آخرها التصعيد في لاحتلال الحديدة، حيث لم يستمر سوى 12 يوما ليعلن مسلحو التحالف أن قيادتهم أوقفت الهجوم على المدينة، بينما أعلن ناطق الجيش أن خطوط الإمداد للمسلحين تم قطعها، وهو ما أثبته الطيران بقصفه الذي لم يتوقف حتى اللحظة.
وفي الوقت الذي يسعى فيه التحالف لإفشال الحل السياسي، تحذر الأمم المتحدة من أن استمرار الحرب يهدد حياة 16 مليون يمني بعد معاناتهم من الجوع نتيجة انقطاع سبل الحصول على الغذاء بسبب الحرب والحصار وانقطاع مرتبات الموظفين منذ أكثر من عامين، بينما يستعد اليمنيون لمواجهة أية خيارات تتخذها دول التحالف ضد اليمنيين، فرفد الجبهات مازال مستمر واندفاعهم لمواجهته يكبر يوما بعد آخر.