الخبر وما وراء الخبر

بعد النصر الكثيرُ سيتحقّق.

68

بقلم | حمود أحمد مثنّى

يقيناً سيأتي الزمنُ الذي يعقُبُ النصر، لن يكون هناك يمني يبيعُ دمَه للأجنبي، ولن يكون هناك ولاءٌ للخارج أياً كان الدافع! أَوْ السبب! أَوْ الظرف! سواءٌ أكان دينياً أَوْ سياسيّاً أَوْ اقتصادياً.

إيمانُنا وقيمنا ومبادئنا وأهدافنا الكلية قوامها إرادة الأبطال ودماء الشهداء الزكية التي تطهر الأرض من رجس الغزاة ومرتزِقتهم والمنافقين لن تنهار أَوْ تتزعزع أَوْ تفقد توازنها أَوْ ترضخ أمام الترغيب والترهيب أَوْ التضليل والتزييف وستمحى ثقافات الصراع المبنية على أحقاد وثارات مناطقية وجهوية ومذهبية وقبَلية تراكمية (بفعل أحداث أغلبها سياسيّة مرتبطة بمحرك خارجي) يستفيد منها العدوّ ويؤسّس عليها مشاريعَه التخريبية لاستمرار تدخلاته وضمان عدم استقرارنا أياً كان اسم العدوّ وهُويته وشعاره.

نعم سيأتي اليوم الذي لن يجرؤَ العدوّ على حربنا وقتالنا ما دمنا موحّدين مع قيادة كفئة رشيدة، سيأتي اليوم الذي لن يستطيعَ العدوُّ أن يستغلَّ فقرَنا وحاجتنا ولن يستطيع استغلالَ جهلنا ويقوم بتضليلنا وخداعنا ويقتل أطفالَنا ويدمّـر بيوتنا بعذر تحريرنا أَوْ إعادة شرعية إجرامية.

حتماً سيأتي الزمنُ الذي لن يعيّنَ علينا الخارج رئيساً أَوْ وزيراً يختارهم لنا من بين التافهين ليخدموا مصالحَه ومعيقين لنهوضنا واستقرارناً.

سيأتي اليوم الذي لن يكونَ اليمنُ وشعبنا الكريم والأصيل رهناً لما يريده أَوْ تريده عواصم المركز العربي أَوْ تكون أرضنا ميداناً يعبث بها أياً كانت عاصمة ذلك المركز وتوجه قيادته، بل نكون معهم شركاء ومتحالفين ومتكاملين. ولن نكون تابعين مطلقاً لأحد.

سيأتي ذلك اليوم الذي نكون فيه أذلاء ومرتهنين، نحن أسياد أنفسنا ومسؤولون عن أرضنا وثرواتنا وقرارنا ولن تحلق طيران العدوان في سمائنا لتقتل أَوْ لتتجسس وتكون بلادنا خاليةً من الفساد المنظّم وثقافة الفساد والتعليم النوعي والتخصصي والعلمي بكل مراحلة مجاني للجميع والصحة والغذاء حق للجميع.

ولن يبقى اليمنيُّ مثالاً للجهل والتخلُّف والمرض يتنقل في عواصم العالم للبحث عن عمل ومستشفى للعلاج ولجوء إنْسَاني أَوْ سياسيّ، فأرضنا تحتوي كُـلَّ خيرات الدنيا وفيها رجالُ البأس والحكمة والعلم والأدب والإبداع وخبرات زراعية وصناعية منذ آلاف السنين.

وبعد الانتصار لا بد من تحقيق النظام والعدل اللذين هما أهمّ مرتكزات بناء الدولة القادمة واستقرارها وتطورها وتكافؤ الفرص في الوظيفة والترقية.

بعد انتصار شعبنا على العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي بعون الله سيتحقّقُ الكثيرُ والكثير، إذاً لا بد من الانتصار.