الخبر وما وراء الخبر

اردوغان اعتذر .. هل انتهى مطاف الأزمة ؟

208

أبو بكر عبدالله 

لم يمض الكثير من الوقت على سلسلة تصريحات نارية وعنتريات طافحة بالاكاذيب الدعائية البالية اطلقها اردوغان حيال تداعيات أزمة اسقاط القاذفة الروسية في الاراضي السورية وكللها برفضه الاعتذار لموسكو.. عاد اردوغان اليوم ليتلوا منكسرا أمام مواطنيه بيان اعتذار طويل كشف فيه الوجه الحقيقي لهذا الطاغية صاحب الصوت الاجش والوجه الصارم.

في اجتماع بمدينة بالق اسير كان احتمال الرجل قد نفذ من بقائه منفردا في غياب حلفائه الغربيين فالقى منكسرا بيان الاعتذار الطويل ..

لقد أحزننا هذا الحادث كثيرا.

إنني في الواقع حزين للغاية جراء ما حدث.

نحن لم نكن نريد ذلك، ولكن الأمر قد وقع وآمل في ألا يتكرر”.

سنبحث هذه المسألة ونجد لها حلا.

بيان الاعتذار المثير للشفقة جاء بعد ساعات من عنتريات متخبطة انكر فيها اردوغان اسقاط الطائرة فوق الاراضي السورية ولفق اكاذيب عن اختراق القاذفة الروسية لاجواء تركيا وانذارها عشر مرات ثم تخبطه بأن قواته لم تكن تعلم أن الطائرة روسية قبل أن يزمجر بالوعيد باسقاط أي طائرة تنتهك المجال الجوي التركي واخيرا اعلان رفضه الاعتذار لموسكو.

بيان الاعتذار جاء ايضا بعد تصريح الرئيس بوتن نيته كشف الأنظمة والدول الضالعة في رعاية الإرهاب الداعشي في سوريا والعراق والدور المحوري لتركيا في صناعة داعش، وهو الاعلان الذي فتح الطريق لسلسلة فضائح كبيرة كشفت ارتباط اردوغان وافراد عائلته بتنظيم “داعش” وتورطه بعمليات نهب النفط الخام العراقي والسوري وعمليات غسيل الأموال والثراء غير المشروع وغيرها من الجرائم التي تورط فيها اردوغان في سنوات قيادته لمشروع الفوضى والحروب والصراعات في دول المنطقة العربية بما احدثه فيها من خراب وصراعات لا تزال جراحاتها مفتوحة في العديد من الدول العربية.

لكن هل سينهي مطاف الأزمة بهذا الاعتذار الذي كان اردوغان سبقه ببروبغاندا العراب الكبير لتنظيم الأخوان والنموذج العثماني الغارق في مشاريع الانقلابات والحروب وفوضى الصراعات التي داهمت بلا هوادة دول المنطقة العربية.

الجواب قطعا لا .. ففي مقابل محاولة فاشلة من أردوغان لبناء منطقة عازلة في سوريا تكبح الدور الروسي في القضاء على “داعش” وتمنح التنظيم الإرهابي فرصة جديدة للحياة ورط نظامه تركيا لدفع ثمن باهظ: اقفال الاجواء السورية التي تعربد فيها الطائرات التركية بأحدث منظومات الدفاع الجوي الضاربة أس 400 التي منعت وإلى الأبد تحليق الطائرات التركية فوق سوريا وأكثر من ذلك تحول تركيا مرغمة من لاعب رئيس في المنطقة إلى ورقة للعب بيد اللاعبين الكبار.

الأمر لم ينتهي عند هذا الحد .. فثمة تداعيات اقتصادية مريعة لا يزال الاقتصاد التركي يتكبدها طاولت عملته التي سجلت انهيارا كبيرا امام العملات الاجنبية.

ثمة تداعيات داخلية وخارجية كثيرة لن يكبحها اعتذار اردوغان الموجه اساسا للكرملين، أكثرها على صلة بملف داعش ” المحاصر من أوروبا وباريس الجريحة وثمة مفاجآت وخسائر واستحقاقات كلها تؤشر إلى أن اردوغان ونظامه سيدفعون ثمن جرائهم العاصفة في دول المنطقة دفعة واحدة.

ما يهم أن الدفاع عن الحق في الحياة والمصالح