الخبر وما وراء الخبر

“نداء قائد الثورة للشباب والشابات: الأهمية والتوقيت”.

87

ذمار نيوز | خاص | كتب| أمين النهمي  21 ربيع أول 1440هـ الموافق 29 نوفمبر، 2018م

في خطابه التاريخي المفصلي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم, لهذا العام 1440ه, أشار قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي- حفظه الله- إلى عدد من القضايا الهامة, وما تشهده البلاد في المرحلة الراهنة من عدوان صهيوني أمريكي سعودي إماراتي, للعام الرابع على التوالي, ووضع النقاط على كثير من القضايا والموضوعات التي ينبغي على الجميع ترجمتها والعمل على ضوئها للنهوض بواقعنا اليمني, ولا يتسع المقام لإبرازها في هذه القراءة, الذي نركز فيها على نداءه للشباب والشابات, وأهميته وتوقيته في هذه المرحلة الفاصلة.

ولاشك أن المتأمل لهذا النداء, سيجد أنه يحمل في طياتها مضامين مهمة, وأبعاداً ودلالات واسعة, ومفاهيم عميقة, وأهمية كبيرة جداً, محاولا قدر الإمكان في هذه القراءة تقديم إضاءات حول أهمية هذا النداء, وتوقيته.

يقول السيد عبدالملك: “وندائي للشباب أنتم ذخر الأمة وعماد نهضتها, وأنتم مُستهدفون من قوى الطاغوت، ليس فقط بالقنابل الذكية والصواريخ المدمّرة والأسلحة القاتلة، بل إضافة إلى ذلك أنتم مستهدفون في إيمانكم وفي وعيكم, وفي شرفكم, وفي أخلاقكم, وفي كرامتكم، وفي طهارتكم وفي عفتكم”.

والحقيقة إن هذا النداء يمثل مشروعا متكاملا, واضح الطريق, والرؤى, والملامح, والأهداف, ويمثل سياجا منيعا مخاطر الحرب الناعمة, التي تسعى قوى العدوان من ورائها إلى استهداف الشباب والشابات, واختراقهم بكل الوسائل, وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤلا مفاده: ماذا يعني أن يتقدم السيد القائد- حفظه الله- بذلك الخطاب, وبذلك النصح الصادق لهذه الفئة والشريحة الهامة تحديدا دون غيرهم, في خطاب مفصلي, وأكبر مناسبة عظيمة وحاشدة في العام كله… يحذرهم من معركة من نوع آخر وصفها لأنها أخطر من القنابل العنقودية ؟.

وللإجابة على هذا التساؤل, فأن سماحته يعرف عمق المعرفة أهمية الدور الكبير والفاعل لهذه الفئة, وأوضح ذلك مسبقا في بداية نداءه بالقول:” أنتم ذخر الأمة وعماد نهضتها”, ولذلك يكتسب هذا النداء أهمية كبيرة من حيث:

– أنه جاء من قائد عظيم وحريص يحمل روحية آل بيت النبوة, نداء الصادق المحب المخلص, والناصح الأمين, الحامل لقضايا وهموم الأمة الإسلامية, يعرف خطورة الواقع ويعرف, ما يخطط له من استهدافه لهذه الشريحة .

– خلاصة لخطاب تاريخي مفصلي بارز متعلق بمناسبة عظيمة, وهي ذكرى المواد النبوي الشريف على صاحبها وآله أزكى الصلاة وأتم التسليم.

– أشار فيه إلى أنواع الاستهداف التي يسعى العدو إلى ضربها, والمتمثلة في” إيمانكم وفي وعيكم, وفي شرفكم, وفي أخلاقكم, وفي كرامتكم، وفي طهارتكم وفي عفتكم”, لأن العدو يعي أن هذه الشريحة تمثل ركيزة أساسية في المجتمع, فهي ذخر الأمة وعماد نهضتها كما أشار إليها السيد القائد.

هذه المعركة كما وصفها السيد القائد, بأنها أخطر من القنابل العنقودية, لأنها معركة تتجه بشكل مباشر إلى استهداف الشباب وغزوهم وإفسادهم, وتسعى لهدم الروح الإسلامية, والتربية الإيمانية, وإفراغها من محتواها ومن فطرتها التي فطرها الله عليها, ووسائل وأساليب هذه المعركة إعلامية وثقافية وفكرية تحت عناوين الحرية والانفتاح والتطور والحداثة, ومهمة هذه المعركة هي مسخ القيم والمبادئ والأخلاق المتجذرة في قلوب وعقول الناس واستبدالها بمفاهيم ومصطلحات خبيثة وشريرة حتى تصنع من الشخص المستهدف عنصراً شيطانياً وخطيراً على نفسه وعلى مجتمعه وأمته.

ولهذا يؤكد السيد القائد, بالقول: “فالله الله كونوا في هذه المعركة وفي هذا الميدان عند مستوى الأمل بكم في اتجاهكم الجاد نحو التمسك بهويتكم وانتمائكم ,في سعيكم الجاد للتثقف بثقافة القرآن الكريم, والتحصن بالوعي العالي والتحصن بأخلاق القرآن التي هي مكارم الأخلاق، وفي اهتمامكم بزكاء أنفسكم في حذركم من كل ما يمس بوعيكم, وبزكائكم”، فهي معركة من أهم المعارك التي يخطط لها الأعداء إلى جانب الحرب النفسية والحرب الإعلامية والغزو الفكري, ولها أهداف وغايات كثيرة ومتعددة أهمها السيطرة على هذه الشريحة الهامة, وضربها واستعبادها وإفراغها من مضمونها الإيماني.

ويدعو الشباب والشابات إلى التحصن وسبل المواجهة لهذه المعركة من خلال: “الاستبصار بنور القرآن في كشف كل الظلمات, والحذر من كل الظلاميين والتكفيريين الذين افتضحوا بكل وضوح بتبعتهم لأمريكا وعملائها, ومن الإباحيين الفاسدين الذين يسعون لضرب القيم والأخلاق لضمان السيطرة عليكم عن طريق إفسادكم”, من خلال نشر الرذيلة والانحطاط والدعارة, عبر القنوات الفضائية, والإذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي, والمنابر, والمجالس, والكتب, والثقافات المغلوطة التي تم تأليفها وصناعتها في أروقة الاستخبارات الأمريكية والصهيونية لاستهداف هذه الأمة.

ويشير السيد- حفظه الله- في هذا النداء إلى إن هذه المرحلة مرحلة فاصلة في تاريخ البشر, ولابد أن يعي الشباب خاصة, والشعب عموما أن هناك تحرك أمريكي بريطاني صهيوني خليجي, يعمل وفق ترسانة إعلامية ضخمة بكل الوسائل لضرب المجتمع وإفساده, فنحن في مرحلة “أما أن نكون أو لا نكون”, فليجعلوا من هذه الذكرى المباركة محطة للتعبئة الأخلاقية والروحية، وليكونوا للأمة العربية والإسلامية اليوم في محنتها ذراعها الضارب, وسياجها الحصين, وتاجها الزاهي”, “وعلى الله فليتوكل المؤمنون”.