عادات جسمنا تمنعنا من العيش بشكل طبيعي!
فقدت بعض سمات الجسم البشري خلال عملية التطور معناها، فإذا كان لبعضها أهمية في السابق، فقد أصبحت اليوم غير ضرورية ولا حاجة لها.
العادات التي بقيت هي:
الخوف من الظلام- لطالما كان الناس يخافون من الظلام، وكانوا يعتبرون الليل بمثابة تهديد لحياتهم، حيث كانت الحيوانات المفترسة تستيقظ مع حلول الظلام، فيما ينام الإنسان، فيصبح من دون حماية.
والآن نلاحظ أن الأطفال الصغار يخافون الظلام، مع أن البيت خال من أي غريب، والسبب في ذلك هو اعتقادهم بأن “الوحوش” تختبئ في الظلام، وهذا هو صدى الغرائز التي انتقلت إلينا من أسلافنا، والخوف من دون وعي، ما يمنع العديد من الناس من ممارسة حياة طبيعية هادئة.
الكسل- الكسل ظاهرة طبيعية في حياة كل إنسان، ومع ذلك يمنعنا من العيش بهدوء، حتى أن الرياضي في بعض الأحيان يفضل الاستلقاء على الأريكة، بدلا من الذهاب إلى صالة الرياضة للتدريب، والسبب في ذلك يتمثل بالشفرة الوراثية.
هذا يعلمنا عدم هدر الطاقة عبثا، ففي الأفق حيوان مفترس أو فريسة. أي أن دماغنا يعتبر التدريبات الرياضية مسائل غير مهمة ولا معنى لها، وهي مضيعة للقوة فقط. نفس الشي يشمل رمي النفايات والذهاب إلى السوق وتنظيف السكن، فجميع هذه الأمور لا تعجبنا ونرغب دائما بتأجيلها وهذا يمنعنا من ممارسة حياتنا الطبيعية.
الاحتفاظ باحتياطي لـ”اليوم الأسود”- الشخص الذي نحف مرة واحدة في حياته يعلم أن الجسم يكافح بلا هوادة هذا الأمر الجدي، فالجسم لا يرغب بالتخلص من الشحم الزائد الذي يحتفظ به لليوم الأسود.
وعندما يقلل الشخص السعرات الحرارية، يخفض الجسم عملية التمثيل الغذائي، وهو بهذا يمنعنا من التخلص من الوزن الزائد، والسبب هو وجود جين في النسيج الدهني يسمى مستقبل الأنسولين،.
هذا الجين يأمر بالاحتفاظ بالسعرات الحرارية، وهو ما يمنعنا من الاسترخاء، لأن احتياطي “اليوم الأسود” لا يسمح للجسم بأن يصبح رشيقا.
الجسم ينقذ ما هو ثمين- عندما يشعر الإنسان بالبرد، فإن أول ما يرغب به هو تدفئة أصابعه، فالأطراف تبرد لأن الجسم يسحب منها الدم، وبالتالي الحرارة، وينقلها إلى الأعضاء المحتاجة لها.
ومع الأسف، فإن جسم الإنسان لا يدرك أننا سوف ندخل إلى مكان دافئ، وليس من الضروري تجميد الأصابع والأطراف.
الاعتماد على الضوء- الضوء يحدد نظام النوم، وفي السابق، كانت نشاطات الناس مقترنة بضوء الشمس، أي مع حلول الفجر يجب النهوض والذهاب إلى الأعمال، وعندما يحل الظلام، يبدأ وقت النوم.
ويعود السبب في هذا إلى هرمون ميلاتونين الذي يساعد على النوم، إذ أنه عندما يسقط ضوء على شبكية العين، فإننا نستيقظ، وهذه مشكلة كبيرة.
تناول كل ما هو موجود في الطبق- نتعود على هذه العادة منذ الطفولة، بإلحاح الوالدين على ضرورة تناول الطعام الموجود في الطبق كاملا، هذه العادة تراكمت منذ القدم، لأن الإنسان القديم لم يكن يعلم متى سيتناول الطعام ثانية.
حيث لم يكن لديه برنامج واضح بهذا الشأن، كما في مسألتي النوم واليقظة، هذه الغريزة غير ضرورية تماما، لأننا نتمكن من تقسيم وجباتنا الغذائية كما نريد، بحيث لا تضر بالجسم، ولكن مع ذلك نستمر في تطبيق مبدأ “تناول كل ما في الطبق”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه العادة ضارة جدا للجسم، لأنها تسبب زيادة الوزن والسمنة ، ومشكلات في عملية التمثيل الغذائي.
لذلك يُنصح بالتحكم بكمية الطعام عن طريق الاستماع إلى الجسم، وليس إلى صوت الأم التي تصر دائما على أن كل هذا من أجلك، ومن أجل أن تشبع.
عموما من الضروري والمفيد الاستماع إلى الجسم لأن علينا أن نشعر به ونفهمه، فحياتنا بمجملها تعتمد عليه.