وسقط رداء ” خادم الحرمين” .. حسنا فعل ترامب..
المسيرة نت : إبراهيم الوادعي
سلسلة الفضائح السعودية متواصلة والرئيس الأمريكي يدافع عن نفسه داخليا بفضيحة جديدة يسوقها عن النظام السعودي، ويستحق في مقابلها أن يكون الرئيس الأمريكي الوحيد الذي أماط اللثام علنا وأمام وسائل الإعلام عن المغزى الحقيقي من وجود مملكة آل سعود.
أمام حشد من وسائل الإعلام في فلوريدا ادلى ترامب بتصريح تحاشاه لعقود الرؤساء الأمريكيون حتى في خضم تفجير أبراج مانهاتن عام 2001م:”.. لو لم تكن السعودية لما كانت لدينا قواعد عسكرية كبرى، إذا نظرت لإسرائيل لكانت في مأزق كبير بدون السعودية، أعني إذًا، ماذا يعني هذا؟ رحيل إسرائيل؟! هل ما تريدونه هو رحيل إسرائيل؟ ”
من الملك وحتى ولي العهد وعلى مستويات الأسرة المالكة السعودية والنظام السعودي جميعهم بلعوا ألسنتهم وتواروا عن المشهد، كلام الثرثار ترامب كما وصفه الرئيس الإيراني لم يكن متوقعا، وكان صادما مفاجئا للحلفاء قبل الأعداء.
وزير الخارجية السعودي بلع لسانه كذلك وهو صاحب المقولة المشهورة: ” لسنا جمهورية موز” إبان الأزمة مع كندا عقب تصريح خفيف اللهجة تساءلت فيه الخارجية الكندية عن قلقها إزاء اعتقال عدد من الناشطات السعوديات..
يشير المتابعون للشأن الأمريكي الداخلي إلى أن ترامب ما كان ليقولها ويفضح السعودية بهذه الفجاجة لولا تداعيات قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، وفتح ملف علاقاته مع الأسرة السعودية.
الشيوخ الديمقراطيون وعدد من الشيوخ الجمهوريين على رأسهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس بوب ووكر تعهدوا بنقل القضية – مقتل خاشقجي – إلى الكونجرس بما في ذلك فرض عقوبات حقيقية على النظام السعودي، وهو ما يعني بداية مواجهة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في الولايات المتحدة الامريكية، تدرك إدارة ترامب نفسها خاسرة فيها بعد تقرير الاستخبارات الأمريكية إلى سي آي إيه الذي يحمّل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المسئولية عنها.
السي آي إيه مائلة إلى جانب الديمقراطيين الذين يناصبون إدارة ترامب العداء بشكل غير مسبوق في تاريخ الإدارات الأمريكية، وبعد مقتل الصحفي خاشقجي انضم إليهم عدد من الشيوخ الجمهوريين، وانسلخت عن تأييده عدد من المؤسسات الأمريكية بينها صحيفة واشنطن بوست حيث كان خاشقجي أحد كتابها، وتعهد ناشرها بالعمل بصبر وجد لإسقاط الرئيس ترامب كما فعلت الصحيفة بسلفه الرئيس ريتشارد نيكسون في فضيحة ووترجيت.
الأخطار المحدقة على بقائه في سدة الرئاسة دفع بالرئيس الأمريكي ترامب إلى تذكير المناوئين بالقاسم المشترك وهو ” إسرائيل ” لعدم هز استقرار السعودية..
وإليهم وجه سؤاله: هل تريدون من إسرائيل الرحيل؟ وهو يطمع في أن يسنده اللوبي الصهيوني لإقفال ملف قتل الصحفي السعودي بداخل قنصلية بلاده وعلاقاته الشخصية المشبوهة بالعائلة الحاكمة السعودية وجني شركاته أرباحا من وراء ذلك.
تقول المصادر إن السعودية طلبت من إسرائيل مساعدتها في إنهاء تفاعلات قضية خاشقجي في الداخل الأمريكي سريعا، وأن الأخيرة قبلت بشرط تسريع إنجاز صفقة القرن، ولن يجرؤ بن سلمان أن يرفض أو يؤجل.
الجمعة الماضية صرح المتحدث باسم رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو سيزور البحرين، وأن الزيارة ستمهد لحدث كبير..
ووصف العلاقات الإسرائيلية الخليجية بأنها تتطور في أسابيع بشكل لم يحصل خلال ال 20 عاما الماضية.
اعتراف رسمي بإسرائيل من قبل الممالك الخليجية بات وارد، لكن هذه الخطوة تأتي أيضا متأخرة جدا، في ظل صحوة شعبية إسلامية تقف على حقيقة الأعداء من الأصدقاء.
بتصريحه الصادم، ترامب يهدد بهدم المعبد على رؤوس الجميع إن لم يتحركوا لضمان بقائه في البيت الأبيض، فعلى مدى عقود تحاشا الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون الحديث بوضوح عن الدور السعودي في حماية ” إسرائيل ” حتى لا يتم استفزاز العالم الإسلامي، وتأليب المسلمين عليها.
والأمر المهم والأساسي والوفود الإسلامية لم تنفض بعد غبار المؤتمر ال 32 للوحدة الإسلامية الذي انعقد الأيام الماضية في العاصمة الإيرانية طهران، هل أيقن هذا العالم الإسلامي أن اليمنيين يقاتلون ” إسرائيل الكبرى ” منذ أربع سنوات وأنها تقبع منذ عقود على حدودهم الشمالية لا توفر فرصة لقتل اليمنيين منذ نشأتها، وجريمة قتل الحجاج اليمنيين في تنومة خير شاهد.
، وهل لهذا العالم الإسلامي أن يرفع الصوت بعد أربع سنوات من الصمت على مجازر السعودية بحق الشعب اليمني بأن السعودية فعلت ذلك لتحقيق المصالح الصهيونية في المنطقة وإبقاء البحر الأحمر بحيرة صهيوينة بامتياز، ويجب أن يتوقف ذلك الإجرام أم سيواصل تعمية عينيه وبصيرته.
وثمة أمر يتعلق بالجناية الكبرى التي حضرت ولاتزال ندوبها في جميع الأقطار الإسلامية قتلا وبشاعة في المسلمين وتشويها للإسلام، ويعاد التساؤل ؟.. لصالح من نقل حكام السعودية وعلى رأسهم الملك سلمان عراب الجهاديين العرب إلى أفغانستان، وأزهقت حياة عشرات الآلاف من الشباب العرب المتحمسون للجهاد بدل استثمارها في المعركة الحقيقية لتحرير فلسطين.
يقول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصحيفة واشنطن بوست ابان زيارته الى واشنطن بان السعودية احتضنت المذهب الوهابي وقامت بنشره وتفريخ الجهاديين لتحقيق المصالح الغربية.
سؤالان برسم الأنظمة الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي، أي حجة تبقت وقد باح الأمريكي بمكنون السر المخبأ عن مملكة ال سعود حامية ” إسرائيل في جزيرة العرب، وطفت حقيقة القاعدة وداعش معها.
وحسنا فعل ترامب، فمنذ اللحظة لم يصدعنا الحكام السعوديون بكونهم قادة العالم الإسلامي، وعلى الحكام السعوديين القادمين – ولا نعتقد ببقاء المملكة السعودية طويلا – أن يبحثوا عن لقب يليق بدورهم المفضوح بدل التلطي بلقب خادم الحرمين، والمثل العربي يقول:
ما جفت البركة وبانت ضفادعها..