الخبر وما وراء الخبر

لا تقلق !

62

بقلم | سكينة المناري.

لقد توطّت أقلامنا بالكتابة عن أحوال الحرب والسياسة والتي صرفت أنظارنا عن كتاباتنا في الأدب ، وهو كذلك يجب أن نكون جنوداً مقارعة للظلم نواجه الحرب الغشوم على بلدنا اليمن بما نملك حتى بأقلامنا ،فإن لم تُوجّه أقلامنا ضد الباطل، وتنطق بالحق، وإن لم تكتب في مسار الدفاع عن عزة وإباء هذا الوطن، وإن لم تُشّحِذ الهمم وتشّد من العزائم، لا خير فيما نكتبه ولا يجب عليكم أن تقرؤا ما نكتبه بل ارموه في سلة المهملات.

بطبيعتي أنا لا أُحب روتين الحياة أن يظل كما هو وأن تظل الأشياء من حولي متصلّبة لا يبدوا عليها تغييراً أو إضفاء نوع من التجدّد
أحب التجديد في كل شيء حتى في غرفتي لا بد أن يتم تغيير وضع الأشياء والأدوات الموجوده فيها كل أسبوع ،يقولون أني أجهد نفسي كثيراً وليس عندي مشكلة أن أجهد نفسي في سبيل أن أرى الأشياء كما أُحبها..

اليوم وجدت نفسي لدي من الوقت وإن كان بالوقت القليل فالأعمال المتراكمة والمهام الملقاة قد تجعلنا نفترق مع أقلامنا لمدة من الزمن، أحببت اليوم أن أكتب بعيداً عمّا أكتبه في شأن الحرب .
و موضوعي لا يخلوا من الفائدة
عن القلق الذي يساور أذهان الكثير ، ويشغل تفكير الكثير منا، ممّا يجعلنا نرى
الحياة تبدو سلبية وقاتمة يسودها الإحباط والتوتر ، قد يشعر أي واحدا منا بالقلق حين يواجه مشكلة أو أمر يريد تنفيذه أو خطوة لمشروع ،خشية شعور القلق بالفشل أو الخطأ
لا تقلق أيها الإنسان إن أخطأت فكل الناس يخطئون ولو لم يكونوا كذلك لكانوا ملائكة وليس بشر
قد تقلق أيها الإنسان خشية الفقد ، قد تقلق لتأمين لقمة العيش ، ولكن لماذا تقلق والله هو المدبر إن سعيت وبذلت

قلقاً أنت لهموم الغد ؟!
لا تشوّه جمال يومك بحمل هموم الغد الذي يخضع لقانون التغير !
لا تشغل نفسك بالقلق ولا تجعله يسطير عليك فتصيب بالإنهيار والتأزم النفسي
عش يومك بكل لحظاته الجميلة ولا تجعل القلق يسبلها منك ويسلبك رونق الحياة
يقول العالم “جون راسكن” أضع على مكتبي قطعة من الحجر منقوش عليها كلمة واحدة “اليوم”

وأنا لا أضع قطعة حجر على غرفتي إنما ألصق على مرآتي قصاصة ورق مكتوب عليها هذه المقطوعة النثرية لكي أطالعها كل صباح وهي من نظم الكاتب الهندي الشهير “كاليداس”

انظر إلى هذا اليوم!
إنه الحياة. جوهر الحياة.
في ساعاته القليلة
تكمن حقيقة وجودك
معجزة النمو!
مجد العمل !
روعة الإنتاج !
فالأمس ليس إلا حلماً والغد ليس إلا خيالا
أما اليوم إذا عشناه كما ينبغي فإنه يجعل من الأمس حلما سعيدا!ً
ويجعل من الغد خيالا حافلاً!
هكذا يجب أن نحيي الفجر!

فإذا أردت أن تطرد القلق من حياتك ثقّ بالله أولاً وعد إليه بكل جوارحك وشعورك ثم اغلق الأبواب على الماضي السيء
إسأل نفسك هذه الأسئلة:
لماذا يجب عليّ أن أقلق ولدي ربّ يملك ناصيتي وبيده كل أمور حياتي؟

هل هذا القلق كُتب عليّ أم هو من صنع الأشياء حولي, بإستطاعتي التغلب عليه ؟

هل أجعل حياة اليوم مريرة بتحسري على ما فات في الماضي الذي لن يعد!

الكثير من الناس حطّموا حياتهم في صورة غضب لأنهم امتثلوا للقلق الذي لا طائل وراءه،
لا تقلق وابدأ بتطبق هذا المبدأ
واسأل نفسك
متى سأبدا بتطبيق هذا المبدأ؟
الأسبوع القادم؟
غداً؟
اليوم؟
القارئ ،إذا كنت قلقاً لإمر يجول في خاطرك وقد دمرك هذا الشعور ،استعد طاقتك مرة أخرى ثقتك هنا ،أعطِ لك الصلاحية للعثور على الشجاعة التي تم إخفاؤها في قلبك ، أجعل من يومك حديقة تحتوي كل أنواع الأزهار ، لا تقلق فأنت إنسان أعطاك الله الكثير من المدارك الواسعة لتعالج الأمور المقلقة لديك بحكمة عالية.
أرجوا أن تتقبلوا هديتي في طرد القلق واستعادة شعور الإرتياح وطمأنينة الروح والخطوة نحو ضوء الشمس التي ننتمي إليها.