الـسـَّـفـَــرُ إلــــى رَبـِــيــعِِ خَــالـِـــد
عبدالرحيم البازلي
أسرى بقلبي شوقه وهواه
فطوى الحجاب بوجده وطواه
ومضى يُسابقُ طفل عينيه الذي
خنق السكون : متى يطل لُقاه
أرأيت كيف يذوبُ مصلوباً على
نار الجوانح كيف صرت أنا هو
وأنامل الأحزان في أكتافه
ظمأى تُخضّبُ بعضها بدماه
ومراكب الساعات فوق دخانه
كالإنتظار يسيرُ نحو قفاه
عرُضتْ مدارات الشجون فلفًّه
سقمٌ يُشاغب فدفدي بدجاه
يا قبلة الصوت اليتيم متى متى
هجع المحبُ أو استظل عصاه ؟!
ومتى استشفّ الظلُّ وجه ردائه
وفم الخريطة يستفزّ خطاه ؟!
أوليس من أدب المسافة عندما
فتحت هواه بأن ترد غطاه !!
فعلام تختصرُ الدموع صلاتها
ودمُ المهاجر لا تنام لظاه
أيشمًّ رائحة الوصول ولم يزل
قدم الطريق مُلطخاً بقذاه
وقوافل الولع المسافر في دمي
زمرٌ تموتُ على شفير نواه
وعواصفُ الأشواق يأكل بعضها
بعضاً !! فواحرّ الذي ألقاه
يارب ما لي في جوار أحبتي
أردُ الحِمامَ على بلاطكَ يا هو ؟؟!
وشواهد الأيام خلف مدامعي
سكرى ومثلي سُكره بأساه
والنفسُ والشيطانُ شقاني إلى
نصفين.. مشلولين .. يا الله
فادرك رهينَ الأبترين فإنّ في
كتف البزوغ نعيمه وشقاهُ
وامننْ عليّ بنعمة تُحيي بها
قلباً يهبكَ شبابه وصباه
فمن المجير سواك إني في الهوى
قدرُ الضريرِ إذا انثنت قدماه
فأنا يموت الحرف قبل فطامه
بفمي وحسبي ضعفه وعياه
يبست قواميس البكاء بصمتها
وتلفع اللحنُ الأصم صداه
فارحم ببابك واقفاً بدموعه
الظمأى فكفكُ لا يجفّ نداه
أكلت اصابعي الندامة والتوى
نظري إليك فلا ترد رجاه
واعطف عليّ بنفحة أطفي بها
شجني واخمدُ في الضلوع لظاه
وابلغ حبيبي أن قلب محبه
يذوي فليتك في الحنين تراه
استغفر المحبوب حُبّ معذبي
بهواه أن اشكو إليه قِراه
أو يغفل النسيان ذكر خليَّه
وهو المعلَّلُ باللقاء مُناه
تتيمم الكلمات عند لقائه
بدمي وتذكي نايتي لقياه
ومباسمُ الألحان بين أناملي
بالكادِ تهمسُ أيُنا مضناه
فأنا .. وأجفان السكون نذوب في
صمت الشموع على ضجيج هواه
هو من ؟!!حبيبكَ من أحب وليس لي
طيفٌ يُعانقُ لوعتي إلا هو
هو عالمي المكنون ورد حُشاشتي
فُتحت نوافذ غيهبي بضياه
هو حيلة اللاغين حبلهم الذي
عُقدت بجاه المصطفى طرفاه
ووسيلة الملهوف تحت ذنوبه
يوم الورودِ فجلّ من أولاه
صلوا عليه فكل ثغر في دمي
صلى كأن جوارحي أفواه
تتبسم الدنيا بذكر محمدٍ
طرباً .. ويذبل ثغرها لنواه
ويخامر الأزهار دفئ بزوغه
بدم الحياء على حرير ضحاه
صلى عليه الله ما برق الهوى
بفمي وأرّق عاشقيه سناه
وعليه صلى الله مولاي الذي
ختم الرسالة باسمه وحباه
يا من وهبت هواك كل مواسمي
ومضيت في أثر الذين تباهوا
وشربت حبك ما اكتفيت ولا انطفى
جشع المُحب ولا ارتوى بشذاه
ولبستُ هديك في الطريق فزادني
شرفاً وأشعل خطوتي بهداه
لو كنت أبعد من مداي لما انطوى
ومُناه منك قميصه وشفاه
بيني وبينك عمر ألف سفينة
وسفينة ظمأى فواشوقاه
تتعثر النجوى متى استنفرتها
سكنت !! وقنديل الهوى نجواه
فاوصل إذا وفدت صبايا لوعتي
ودع المشوق لعله وعساه
وارفق بعصفوري المحّوطِ بالردى
أيموتُ ؟!! إنك طبه ودواه
فهواك عرّى معصميه وخط في
مجرى الأنين من النوى أواه
وبه .. عليه .. إليك .. منك .. لو انطفى
وجع المفرّد لاحتفى بفناه
صلوا عليه فكل ثغر في دمي
صلى كأن جوارحي أفواه
الرحمة المهداة إن تجردي
للقاك أحسن ما يكون قلاه
فاللذة الخضراء عصر جوانحي
بيد الحبيب فما ألذّ جفاه
أظما .. وأروى .. في حماه وكلما
هاجرت أشرق خاطري بسناه
صلوا عليه فكل ثغر في دمي
صلى كأن جوارحي أفواه
يا منحة الرحمن ما لعواطفي
لغة وصوتي تاه فوق مداه
كل المحبين الذين تزينوا
بهواك شفّهم الحنين فتاهوا
عطشوا فأمطرت الشجون عليهم
بَرَدَ السُّلوّ وما إليك تناهوا
وكأن حبك في أكف قلوبهم
كتب السماء فعزّ من أوحاه
صلوا عليه فكل ثغر في دمي
صلى كأن جوارحي أفواه
فعليه صلى الله ما برق الهوى
بفمي وأرّقَ عاشقيه سناه
وعليه صلى الله مولاي الذي
ختم الرسالة باسمه وحباه