الخبر وما وراء الخبر

رسول الله سيد الجهاد والمواقف، والثبات؛ يجب التأسي به.

84

(لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) رسول الله سيد الجهاد وسيد المواقف، سيد الثبات سيد الحق (لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) يقول أيضاً: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ) شاهدوا وعاينوا جموع الأعداء وقد وصلت (قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) في مقابل أن أولئك قالوا (مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) هؤلاء قالوا (وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) ثقة بوعد الله سبحانه وتعالى (ومازادهم إلا إيمانا وتسليما) سبحان الله كيف أثر الأحداث الإيجابي في نفوس المؤمنين الصادقين، يزدادون إيماناً ويزدادون تسليما، عندما يقول جل شانه: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) في الروايات أن أول مصداق وأول طليعة لهذه الفئة من المؤمنين الصادقين هم علي بن طالب وجعفر بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب، وتشمل كل المؤمنين الصادقين الأوفياء الذين يلقون الله بالوفاء، وهم قائمون بواجباتهم ومسؤولياتهم، (ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) ما تأثروا لا بالأحداث ولا بالظروف ولا صدمتهم المتغيرات ليتراجعوا عن مواقفهم، لأن مواقفهم نابعة من إيمانهم ليست مواقف زائفة، فتجد كيف يتجلى موقف المؤمنين بثباتهم بصبرهم باستمراريتهم بتحملهم للمسؤولية، وكيف يتحركون بناءً على هذا الأساس لا يؤثر فيهم الإرجاف أبداً، نجد قول الله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فزادهم إيماناً، أيضاً عند المعاينة لجموع الأعداء وقوتهم لم يتراجعوا (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) كذلك عند الشدائد والمحن والآلام يزدادون ثباتاً ونقاءً (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا) يتخلصوا من الشوائب أكثر بدلاً من أن تغرقهم أو تعصف بهم تلك الشوائب فتخرجهم عن طريق الحق، (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).

ثمرة الاستجابة لله سبحانه وتعالى هي صدق وعد الله، أن يحقق الله وعده، يمكن للناس أن يمروا بمتعرجات بظروف صعبة بتحديات فإذا تجاوزوا الاختبار وتجاوزوا تلك المراحل الصعبة بثباتهم وإيمانهم، وتضحيتهم ووفائهم مع الله سبحانه وتعالى فالله يفي معهم ولا يمكن أن يخلف وعده وقد وعد بالنصر ولكنه يختبر ويمتحن كما قال: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ) اختبار أولاً فيمن سيجاهد واختبار ثانيا فيمن سيصبر يصبر في المحطات الصعبة والظروف من لديه روحية العطاء والثبات في كل المراحل، لا يتغير ولا يتبدل (وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) قناعاتهم ثابتة، مواقفهم ثابتة، مسارهم العملي ثابت ماهناك تبديل أبداً، هذه الروحية الراقية مطلوبة.

في الحالة الثانية حالة التراجع التي تكشف عن خبث لدى الإنسان وخلل كبير ولا مصداقية في انتمائه، هذا جانب من الجوانب المهمة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم
المحاضرة السادسة للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى الهجرة النبوية 1440هـ