الخبر وما وراء الخبر

 هكذا يجب أن يكونَ ارتباطُ الأُمَّـة بنبيها

54

بقلم | عبدالله اليوسفي

أراد اللهُ لهذه الأُمَّـةِ أن تكونَ مرتبطةً بنبيها الارتباطَ القائمَ على أَسَاسِ الوَلَاءِ الصادق والطاعة (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِ) (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ) أُمَّـة تقتدي بنبيها تتعرف عليه على صفاته تستفيد من هديه تستفيد من حياته من منهجه (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً)، فمسؤوليتُه هو وأمته ترتبط بالناس عموماً بالعالمين (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) نصل إلى نتيجة أنه يتحقّـق للناس من خلال اتباع الرَّسُـوْل والقرآن التحرر من عبودية الطاغوت ويتحقّـق لهم عبادة الله بشكل صحيح في إقَامَة دينه متكاملاً بما يحقّـق لهم الخير.

ربّى المسلمين على الاهتمام والمبادرة

الرَّسُـوْلُ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ) ربّى المسلمين على الاهتمام، ربّى المسلمين على المبادرة، ربى المسلمين على استشعار المسئولية، على أن تكون لديهم روح وثّابة داخل كُـلّ شخص منهم، روح جهادية روح تستشعر المسئولية فتنطلق، لا تنتظر الأعداء وإن كانوا كباراً، وإن كانوا يمتلكون مختلفَ وسائل القُــوَّة، لا ينتظرونهم حتى يهجموا عليهم.

ربى الأُمَّـة تربيةً توحي لها بأن في استطاعتها أن تقفَ على قدميها

اللهُ -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- أراد أن يعلمنا بأن دينَه يستطيعُ أن يجعلنا أُمَّـةً مستقلةً، تقفُ على قدميها، عزيزةً، رافعةً رأسَها، تقهرُ الأُمَـمَ الأُخْــرَى، ما الذي يحصل الآن؟ أليس كُـلّ العرب يتجهون إلى أمريكا لتفكهم من إسرائيل؟ ولو أن أمريكا هي المحتلّة وإسرائيل هناك للجئوا إلى إسرائيل تفكهم عن أمريكا! يلجئون إلى أمريكا وروسيا راعيتَي السلام أن تفك فيهم من إسرائيل. النظرة القاصرة التي أراد الله أن يمسحها من أذهان العرب – لو تربوا على دينه، لو تربوا على نهج نبيه (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ)، لو عرفوا سيرته وهو في جهاده من بدر إلى آخر غزوة لم يلجأ إلى طرف آخر، لم يلجأ إلى الفرس، أَوْ يلجأ إلى الروم، وهما القوتان التي كانت تُمَثِّـلُ القوى العظمى في العالم في ذلك العصر لم يلجأ إلى الفرس ليساعدوه ضد الروم، ولا إلى الروم ليساعدوه ضد الفرس، ولا إلى الفرس ليساعدوه على قريش، ولا إلى الروم ليساعدوه على قريش، ربى الأُمَّـة تربية توحي لها بأن في استطاعتها أن تقف على قدميها وتقارع الأُمَـم الأُخْــرَى. وكان أبرز مثال على هذا ما عمله هو في ترتيبات [غزوة تبوك]؛ لأَنَّه كان رجلاً قرآنياً (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ) يتحَـرّك بحركة القرآن، ويعرف ماذا يريد القرآن أن يصل بالأمة إليه في مناهجه التربوية وهو يربي نفوسهم كيف تكون كبيرة، كيف تكون معتزة بما بين يديها من هذا الدين العظيم فلا تحتاج إلى أية قوى أُخْــرَى.

لم يلجأ إلى الفرس ليساعدوه ضد الروم، ولا إلى الروم ليساعدوه ضد الفرس، ولا إلى الفرس ليساعدوه على قريش، ولا إلى الروم ليساعدوه على قريش، ربى الأُمَّـة تربية توحي لها بأن في استطاعتها أن تقف على قدميها وتقارع الأُمَـم الأُخْــرَى.

وكان أبرزُ مثال على هذا ما عمله هو في ترتيبات [غزوة تبوك]؛ لأَنَّه كان رجلاً قرآنياً (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ) يتحَـرّك بحركة القرآن، ويعرف ماذا يريد القرآن أن يصل بالأمة إليه في مناهجه التربوية وهو يربّي نفوسَهم كيف تكونُ كبيرة، كيف تكون معتزة بما بين يديها من هذا الدين العظيم فلا تحتاج إلى أية قوى أُخْــرَى.

ربّى المسلمين على الاهتمام، وَعلى استشعار المسئولية

القرآنُ الكريم جعله اللهُ نوراً للمؤمنين، نوراً للمسلمين يهتدون به قبل أن تهجمَ عليهم الظُّلْمة، يتحَـرّكون هم على أَسَاسه قبل أن يهجم عليهم العدوّ إلى عُقرِ ديارهم، سواء بفساده، أَوْ أن يصل بقدمه وبنفسه، ألم يتحَـرّك الرَّسُـوْل (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ) هو في غزوة [تبوك] ليهاجم هو، وعلى مسافة طويلة جداً من المدينة نحو (750 كم) إلى تبوك ليواجه دولة عظمى في ذلك الزمن هي دولة الرومان. أراد أن يقول لأمته: إن من ينتظرون، ويصمتون هم من سيكونون أذلاء إذَا ما هجم عليهم العدوّ، هم من سيكونون معرّضِين لأن يُفتنوا عن دينهم، ولأن يتنازلوا ببساطة عن دينهم إذَا ما هجم عليهم العدوّ إلى داخل ديارهم، الرَّسُـوْل (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ) ربّى المسلمين على الاهتمام، ربّى المسلمين على المبادرة، ربى المسلمين على استشعار المسئولية، على أن تكون لديهم روح وثّابة داخل كُـلّ شخص منهم، روح جهادية روح تستشعر المسئولية فتنطلق، لا تنتظر الأعداء وإن كانوا كباراً، وإن كانوا يمتلكون مختلف وسائل القُــوَّة، لا ينتظرونهم حتى يهجموا عليهم.

إلى هذه الدرجة، أن نرى ما يبعث على الخزي أن نرى ما هو مؤسف حقا من عمل ضد الإسْـلَام، والمسلمين في كُـلّ منطقة، ثم بعد نحن لم نتجه اتّجاهاً جاداً، أَوْ الكثير بعد لم يخطر على باله، لم يخطر على باله بعد أن يتحَـرّك، أَوْ أن يعمل شيئاً ما، هذا يَدُلُّ على انحطاط إلى أحط مستوى في فهمنا لديننا، وفي ثقتنا بربنا، وفي اعتزازنا بهذا الدين، وافتخارنا بهذا الدين العظيم، أن لا نتحَـرّك حتى على الرغم مما نشاهده، مما نعلمه حرباً شديدة ضد ديننا، وضد أمتنا، وضد كُـلّ فرد فينا، وكل أسرة في مجتمعنا.

وأنهم سيعملون على أن يكون لهم وجود هنا في اليمن، وقواعد في اليمن، أي أن يسيطروا على اليمن سيطرة مباشرة، أما الهيمنة فهي قائمة، كُـلّ الدول العربية تخضع لأمريكا في مختلف شؤونها، في المجال السياسيّ، وفي الاقتصادي، وفي الثقافيّ، وفي مختلف المجالات، لكنهم لا يكتفون بهذا، هم يريدون أن يدخلوا مباشرة إلى أعماق كُـلّ قطر إسْـلَامي..

ونحن من عانينا كثيراً من فسادهم كيهود ونصارى، وهم من لا يزالون في بلادهم، وصل فسادهم إلى كُـلّ أسرة داخل بلادنا، وصل فسادهم داخل كُـلّ أسرة في البلاد العربية، فكيف إذَا ما دخلوا هم بأنفسهم؟ – سيذلّون الناس، سيحاربون الدين من داخل البلاد، سيذلون كُـلّ إنْسَان سيقهرون اليمنيين، سيذلونهم، سيجعلونهم عبيداً لهم، خيرات بلادنا سينهبونها، سيتحكمون في كُـلّ شيء في هذه البلاد..

نحن نرى الآخرين، اليَهُود والنصارى هم من يتحَـرّكون في البحار، في مختلف بقاع الدنيا مقاتلين يحملون أسلحتهم طائراتهم دباباتهم قواعدهم العسكريّة برية وبحرية، فرقاً من الجنود من أمريكا ومن ألمانيا ومن فرنسا وإسبانيا وكندا ومختلف بلدان العالم الغربي.

هم من ينطلقون فاتحين، هم من يتحَـرّكون يحملون أسلحتهم في مختلف بقاع الدنيا، وهذه الأُمَّـة الإسْـلَامية أُمَّـة القرآن، القرآن الذي أراد أن تتربى على أن تحمل روحاً جهادية أن تحمل مسؤولية كبرى، هي مسؤولية أن تعمم دين الله في الأرض كلها، حتى يظهر هذا الدين على الدين كله على الديانات كلها حتى يصل نوره إلى كُـلّ بقاع الدنيا.

هذه الأُمَّـة التي قال الله عنها مذكراً بالمسؤولية: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} للعالم كله {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: من الآية110) أَصْبَـح الآن الحديث عن الجهاد، الحديث عن المواقف القرآنية العملية في مواجهة أعداء الله، الحديث عن نصر دين الله، الحديث عن بذل المال عن بذل النفس عن العمل أَصْبَـح غريباً..

حرّك المجتمع

كان رَسُـوْلُ الله (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ) يحشدُ الناسَ معه، ويحشد أشخاصاً هو يعرفُ ليسوا صناديد مواجهة لكن هو عمل طريقة جديدة في الحرب صف، يصف أصحابه من هناك إلى هناك، ورآهم العدوّ هناك أُمَّـة، هذا الشخص يشكّل رقماً، أليس هو يشكل رقماً هناك، إلى آخره.

فالإسْـلَام يستوعب الأقوياء من أول يوم، يستوعب الذين بعدهم، يستوعب الذين بعدهم، يستوعب الذين بعدهم، يستوعب الكل، ولهذا يأتي بخطاب: يا أيها الذين آمنوا، أليس يا أيها الذين آمنوا؟؛ لأَنَّ كُـلَّ مؤمن يستطيعُ أن يشتغل، وكل مؤمن هو مدعوّ إلى ميدان يتسع له مع الآخرين كيفما كانت وضعيتهم، من ناحية التركيبة الاجتماعية، أَوْ باعْتبَار البيئة الحاصلة، باعْتبَار الوضعية الحاصلة، لاحظ كان رَسُـوْلُ الله (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ)، هكذا، يحرك المجتمع، نفس المجتمع، ذلك المجتمع على ما هو عليه، لا يوجد عنده فكرة أنه أولاً يدرسهم، يدرسهم، يدرسهم، يحميِّه، يحميِّه، يحميِّه، وفي الأخير يفلته. لا، ناس يسلمون وقال: هيا يسرح معهم، يسرح معهم، يسلم أول يوم، وثاني يوم يسرح معهم؛ ولأن اللهَ يتدخل في بناء النفوس، هذه القضية أَسَاسية، يرفع معنويات الناس، يشد قلوبهم، يربط على قلوبهم، ينير أفكارهم فيصبح الذين كانوا يرون أنفسهم أغبياء في الأخير يصلون إلى أن قد عندهم قدرة، عندهم قدرة في إدراك الأشياء، في فهم الأشياء، في تحليل الأشياء، رؤية الأشياء، وهكذا.