الخبر وما وراء الخبر

رواد الرسالة ورجال الكرامة

117

بقلم | سعاد الشامي

من اليمن الذين حملوا رسالة الإيمان فصانوها ووهبوا قبس الحكمة فأجلوها ؛ تنفس الربيع أريج العشق المحمدي وتفتحت أول زهرة في رياض المحبة ؛ وابتهجت السماء ببركة الرحمة المهداة ؛ وتزينت الأرض بألوان الوفاء المنسوجة من حرير الأباء؛ ورفت الفرحة بأجنحتها على تجاويف القلوب المنكسرة وهي تحتفي بأسارير مولد النور المبين ؛ نافضة غياهب حزنها ورامية بثرات أوجاعها خلف جدران صمودها؛ معلنة حبها وولائها ونصرتها لرسولها الأعظم ليظل هو مثلها الأعلى في تجسيد معالم التضحيات ؛ ونبراسها الدري فيما تسلكه من طرق الحياة.

فدلائل استحواذ اليمانيون على حب محمد صلوات ربي عليه وآله لا تخفى على أحد فهي كالنيران على رؤوس الأعلام ؛ فقد كانوا منذ البداية هم الآذان الصاغية والقلوب الواعية التي شهدت بالرسالة وآمنت بالنبوة واستماتت في سبيل نصرة هذا الرسول الذي بعثه الله بدين الإسلام والسلام ليقوض صروح الظلم ويطمس معالم الشكر فخذلته طواغيت قريش وناصرته قبائل اليمن تشد أزره ويشتد بها عضده في تبيلغ رسالة السماء.

جرى حب محمد صلوات ربي عليه وآله في أوردة وشرايين أبناء اليمن حتى تغلغل إلى ثكنات نفوسهم وصار شيئا مرتبطاً بكيانهم الشخصي وموثقاً في موروثهم الديني والثقافي ؛ وأصبح كل بيت في اليمن لا يكاد يخلو من إسم محمد وكل لسان لا يبخل بذكر محمد والصلاة عليه في كل مجالسها وفي شتى مناسباتها.

إن ما يتعرض له اليوم أبناء اليمن من بشاعة العدوان وفظاعة الإجرام ماهو إلاحلقة من سلسلة الحقد والغل على هذا الرسول وكل من يناصره ويجسد محبته بتطبيقات سلوكية على واقع الحياة في مصارعة قوى الطاغوت ؛ وهذا ما جعل صهاينة العرب المتأسلمين يهرعون إلى تلبية نداء أمريكا بالإعتداء السافر والإستهداف الممنهج لبلد الإيمان عسى هذا العدوان يستأصل بذرة المحبة اليمانية وينزعها من بين ثنايا أرواح طاهرة جسدت صدق إيمانها في مناصرة نبيها .

ولكن هيهات لهم ؛ خابوا وخابت آمالهم ؛ فمثل هذه العلاقة السرمدية بين خير قائد وخير أنصار له هي اليوم التي تغالب عدوانهم؛ وتضعف شوكتهم ؛ وترعد مفاصلهم ؛ وتقض مضاجعهم ؛ وتقلق أنفسهم ؛ وتكدر صفوهم ؛ وتفني جبروتهم؛ وتحرق أسلحتهم ؛ وتنكل بجحافلهم ؛ وتؤصد في وجوهم أبواب الأمل كلما سارعت إلى شحذ عزائم اليمنيين وأحيت فيهم روح الصمود ؛ حتى نراهم اليوم أشد فرحاً وأحسن حالاً وأعز شأناً وأقوى سلطانا ؛ يساومون على الفناء ولايساومون على حب نبيهم ومنهج كرامتهم.