اليمن وإشراق النبوة
بقلم / عبدالحميد الغرباني
ثلاثة أيام تفصلنا عن ذكرى المولد النبوي واقترابنا من اليوم المركزي للذكرى يستنفر الجميع أدوارهم، لتتويج التفاعل مع الذكرى بالحضور الكبير في ساحات الإحتشاد التي حددت لإحياء هذه الذكرى التي تكتسب أهمية كبرى لدى عموم المسلمين، كونها قاعدة التغيير الدائم التي تشكل لأبناء الأمة الإسلامية الفرصة المتجددة للإلتحام بجوهر الرسالة وتوسيع مساحة النهوض بالمسؤولية ومواصلة العمل على إعادة تشكيل وعي رسالي وثاب يحقق وعد جدارة الأمة بالريادة .. ،
إن إحتشاد اليمانيين و الزمن عدوان على البلد يعد ضربا من ضروب المواجهة مع أعداء الرسالة والأمة والوطن، إذ جوهر الرد على مشاريع الإستعمار يكمن في تعزيز الارتباط العميق بالنبي الأكرم والاتباع المتين لرسالته ..
كما أن استذكار مآثر الرسول الأكرم ونهضته بالأمة وكيف طوى الجاهلية التي عادت تحكم العالم اليوم باسم النظام العالمي.
أو ما يسميها ثوار وأحرار الأمة بالاستكبار العالمي .. ، يضع أمة المليار مسلم أمام المهام التي نهض بها الرسول وجيل الإسلام الأول … والطريق إلى ذلك يمر بتصحيح وضعها أولا وطي صفحات التخلف في مختلف المجالات وفصول الأنظمة العميلة التي تدفع للكيان الصهيوني وتطبع معه وتمول مشاريعه وتحارب لحساب تثبيت و تأبيد استعماره ونهبه ثروات الأمة وخيراتها ..
والأمر ليس في خانة المستحيلات، المستحيل هو أن يشرق العالم العربي والاسلامي بالتطبيع … ،
هذا عصر الشعوب وهي قادرة على قلب كل المعادلات وصناعة المتغيرات وهذا اليمن الشاهد على هذه الحقيقة، هذه تجربته في الثورة والتغيير وتصفية نفوذ القوى الأجنبية ..، وصموده في وجه حرب شبه عالمية تشكل معجزة الراهن والدليل أن الشعوب لا تهزم ومهما خانها بعض العملاء والمرتزقة الذين ارتبطوا بالسفارات الأجنبية وأدمنوا الارتزاق …
يليق باليمنيين في خضم المواجهة مع قوى العدوان وكلما حمي الوطيس الإحتماء بالرسول الأعظم تماما كما حدث فجر الاسلام ..،
يليق باليمن أن يكون التعبير الدائم عن اشراق النبوة وأن يكون مقاتليه البواسل على مر التاريخ الشاهد لروح الرسالة الخالدة..
يليق باليمن وهو يقارع عدوان متوحش يدعمه الكيان الصهيوني وتشارك فيه أمريكا أن يطل على العالم من مناسبة المولد النبوي فيعبر بالفعل لا القول والادعاء عن الامتداد الحقيقي لمسيرة النبي الأكرم الحاضر في مسيرتهم مشروعا ونهجا وقائدا وملهما …
إن إحتشادنا والتفافنا الثلاثاء القادم وتحت سطوة السلاح الأحدث لأعداء الإسلام والعروبة والإنسانية نلبي الرسول الأكرم.
سيعبر من جديد عن عمق الإتباع وتواصل الذود اليماني عن النهج المحمدي ويؤكد تواصل الملحمة اليمانية التي حمل رفع راياتها في البدء عمار بن ياسر وأبو ذر الغفاري ثم تتابعت الملحمة وخفقت الراية
وما تزال وهذا شاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني يعبر عن ذلك بقصيدته “بشرى النبوة ” التي ختمها مخاطبا النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم بهذه الأبيات ..
أنا ابن أنصارك الغـرّ الألـى قذفـوا
جيش الطغـاة بجيـش منـك جـرّار
تظافرت في الفدى حوليـك أنفسهـم
كأنّهـنّ قــلاع خـلـف أســوار
نحن اليمانين يا ” طـه ” تطيـر بنـا
إلـى روابـي العـلا أرواح أنصـار
إذا تذكّـرت ” عـمّـارا ” و مـبـدأه
فافخر بنا : إنّنـا أحفـاد ” عمّـار ” …