الأحزاب السياسية ومنظمات مجتمع مدني يؤكد: المشاركة في مؤتمر الرياض إهانة للشعب اليمني واتفاق السلم مرجعية لا يمكن التنازل عنها
المسيرة- خاص:
عبرت الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية عن رفضها ومقاطعتها لما يسمى “مؤتمر الرياض” الذي انعقد أمس الأحد في السعودية مشيرين إلى أنه يمثل إهانةً للشعب الـيَـمَـني وللتَأريخ.
وأكَّدوا تمسُّكَهم باتفاق السلم والشراكة الذي يعتبر أحد مرجعيات الحوار، مشيرين إلى أن محاولةَ المملكة إلغاء هذه الاتفاقية يعني العودة إلى مربع الصفر وفرض مشروع الأَقَاليْم وتقسيم الـيَـمَـن.
وأكد الأمين العام لحزب الحق حسن زيد أن المشاركة في مؤتمر (الرياض) يعد “إهانة لأنه لا يمكن أن يشارك فيه إلَّا مرتزق أسهم في قتل أبناء الـيَـمَـن من اطفال ونساء وشيوخ ووافق على استمرار الحصار الظالم الذي يهدف إلى خلق مجاعة واستمرار قتل المرضى والمحتاجين.
ولفت زيد إلى أن إلغاء اتفاق السلم والشراكة الهدف منه فرض الأَقَاليْم لتقسيم الـيَـمَـن إلى ستة كيانات متناحرة وتفتيت الوَحدة الوطنية وإلحاق أجزاء من الـيَـمَـن بالسعودية وإعَادَة الاستعمار المباشر إلى أجزاء من الجنوب، ولكن الذي سيجري في الواقع أمر مختلف؛ لأن الدماء التي سُفكت والتضحيات التي قُدِّمت لن تذهبَ سدىً ولا يمكن أن تكسر ارادة الـيَـمَـنيين الذين اثبتوا للعالم انها اقوى واصلب من أن يكسرها همجي.
ونفى المتحدث الرسمي باسم المؤتمر/ عبده الجندي موافقة الحزب على المشاركة في ما يسمى “مؤتمر الرياض”.
وأكد الجندي، أن أي حوار بين المكونات اليمنية، لا بد أن يسبقه وقفٌ «للعُـدْوَان السعودي المستمر” على اليمن، كما أكد على ضرورة عقد أي حوار مقبل في «بلد محايد«.
من جانبه قال محمد مسعد الرداعي الأمين العام المساعد للتنظيم الشعبي الناصري بأنهم متمسكوْن بكل المرجعيات وبكل ما تم الاتفاق عليه بما فيه اتفاق السلم والشراكة،” وهذا ما نصت عليه بياناتنا حتى مبادرتنا الأخيرة ذكرت التمسك باتفاقية السلم والشراكة، وليس لأي طرف أن يلغي هذا الاتفاق، خَاصَّـة الجانب العسكري والأمني”.
كما أكدت قياداتُ وكوادر التنظيم الناصري في بيان لها على عدم القبول بأي حوار قبل إعلان إيقاف العدوان بشكل نهائي ورفض أَي تدخل أو رعاية للحوار أو العملية السياسية من قبل كافة الدول المشاركة بالعدوان.
وأوضَحَ البيانُ ضرورةَ حرمان كُلّ الخونة الذين استدعوا وأيَّدوا العدوان من المشاركة بالحوار ومن أَي حزب كان (بشُخوصهم وليس بكياناتهم الحزبية إلَّا إذَا كانت الخيانة من الحزب برُمَّته)، باعتبار هذا الأمر قراراً شعبياً واجبَ التنفيذ.
إلى ذلك قال محمد النعيمي رئيسُ الدائرة السياسية لاتحاد القوى الشعبية بأنهم مع الحوار في بلد محايد تشارك فيه كُلّ الأَطْـرَاف السياسية، مشيراً إلى أن ما يسمى بمؤتمر الرياض هو خاصٌّ بدول العدوان ومؤيديه، ولا يعتبر حواراً ويجب أن يكون في إطار الأمم المتحدة.
وأوضح النعيمي أن انعقاد هذا المؤتمر في بلد خصم للـيَـمَـنيين نعتبره إساءةً للشعب الـيَـمَـني والتَّأريخ ومثل هذه القضايا لا يمكن القبول بها ولكن للأسف هذه قراءة خَاصَّـةٌ بالمشاركين.
وعن محاولة السعودية في إلغاء اتفاقية السلم والشراكة أكد النعيمي أن أَي قرار ينتقصُ من أَيِّ توافق قام عليه كُلّ الأَطْـرَاف السياسية يعتبر التفافاً على المرجعيات الوطنية وأن السلم والشراكة اتفقت عليه كُلّ القوى السياسية وجزء مكمل للحوار الوطني، “وباعتقادي لا يمكن أن تقبل كُلّ القوى السياسية التي أجمعت أن تنتقص من أية مرجعية من مرجعيات الحوار الوطني أو من الاجماع الوطني”.
إبراهيم شجاع الدين ممثل عن منظمات المجتمع المدني قال: إن منظمات المجتمع المدني لا يمكنُ أن تشاركُ في هذا المؤتمر؛ لأن مشاركتها يعني تأييدَ العدوان الذي قتل الأَبْـريَاء من الـيَـمَـنيين.
وأكَّد شجاع الدين أن اتفاقية السلم والشراكة مرجعية لا تقلُّ أهميةً عن أية مرجعية من مرجعيات الحوار؛ كونها تمت بموافقة كُلّ الأَطْـرَاف السياسية ووثيقة حظيت بتأييد دولي من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأَمْن ومجلس التعاون الخليجي.
وأكد حزب البعث في بيان مشترك مع الأحزاب والقوى السياسية المشاركة في موفمبيك على أن ما يسمى بمؤتمر الرياض لا يعني اليمنيين وحوارهم في شيء، حيث إنه لا يعقل أن نطمئن إلى أي مساعي للحل من قبل طرف يسفك الدم اليمني ويفرض على اليمنيين حصارا خانقا ويدمر منازلهم ومؤسساتهم وكل ماله صلة ببنية البلد التحتية.
واعتبر ناصر النصيري أن من ذهبوا إلى السعودية يعتبرون خونه وغير يمنيين ويجب على الأحزاب السياسية مكافحتهم، ودعا إلى صمود الشعب اليمني في وجه العدوان السعودي، مؤكداً بأن السعودية لن تفلح في تحقيق أهدافها طالما أن الشعب اليمني صامدا ومتكاتف .
وأكدت مصادر سياسية مطلعة أن الأمانة العاصمة للتجمع الوحدوي اتخذت قرار عدم حضور ما يسمى مؤتمر الرياض كونه لا معنى له لغياب الأطراف السياسية المهمة في البلد عن حضوره، وكونه ينعقد في بلد معتدي على اليمن.
ومن عنوان مؤتمر الرياض “من أجل انقاذ الـيَـمَـن وبناء الدولة الاتحادية” يتضحُ جلياً، حرصُ هؤلاء على الاستمرار في مشروع تقسيم الـيَـمَـن والذي ابتدأوه عقبَ انتهاء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وحالوا تمريرَ هذا المشروع في مسودة “صياغة الدستور” العام الماضي.
ولعل هادي الذي يتحدثُ عن “الـيَـمَـن” لم يعد مدركاً أنه بات خارج حدودها وفي أحضان دولة تشُنُّ عدواناً غاشماً دمّر كُلّ شيء، من مستشفيات ومدارس ومطارات وموانئ وأحياء سكنية… إلخ، وكيف لهذا الرجل أن ينقذ بلده وهو يتوسل الفتات من أعداء الوطن.
في المؤتمر تقاطر أعداءُ الوطن من كُلّ صوب وحدب، فظهر حسين الأحمر كواجَهة لهذه الأسرة التي عاثت في حاشد فساداً وأذاقت أهلَها سوء العذاب، ثم قاد الرجل حرباً على صعدة واضعاً لنفسه تسمية “زعيم أهل السنة”!!، لكنه الأحمر الصغير هرب وغادر البلاد بعد هزيمته في مدينة حوث بمحافظة عمران.
كما ظهر فيه بعض الشخصيات الذين لجأوا إلى السعودية وفضّلوا مصالحهم الشخصية على مصالح الوطن.
ويرى مراقبون سياسيون أن ما جرى (الرياض) يوصف بحوار “الطرشان” واصفين الحوارَ بالبحث السعودي لإيجاد ورقة ضغط ضد الشعب اليمني، مشيرين إلى أن ما يحدث هي “تمثيلية ستكون نتيجتها صفرَ اليدين”؛ لأن مؤتمر الرياض لم يجمع كافة الأَطْـرَاف الـيَـمَـنية،
وغاب عن هذا المؤتمر علي سالم البيض وعلي ناصر محمد ونبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، في دلالة على أن الحوار لا جدوى منه.