الخبر وما وراء الخبر

كيف تجرأ برمي الحذاء في مملكة #المنشار ؟

71

بقلم | أمةالملك الخاشب

سؤال يبحث عن اجابة
في بلد مثل السعودية معروفة بقمعها للشعب ولكل صوت مناهض لها حيث لا تفاهم ولا تسامح فيكون مصير من يتجرأ فقط لإنتقاد نظام الحكم إما المنشار وإما الاعدام بالسيف
في بلد مثل السعودية التي لم نسمع فيها طول تاريخها أن أحدا من أبناءها عارض أو قاطع ولو بكلمة أي أمير أو مسوؤل سعودي في أي مؤتمر يقام هناك رغم تزايد عدد المبغضين لنظام الحكم هناك وتزايد عدد المظلومين ولكن يظل الخوف من قمع وبطش ال سعود هو الغالب والمسيطر
فكيف ياترى يتم وبكل أريحية وبساطة يتم رمي وزير هارب مفترض أنه يكون وصل للحضن الدافئ حضن المناشير ومفترض كأقل واجب أن يتم تقديره حتى أول يوم وصوله بعد عناء السفر وفي أول ظهور له أمام وسائل الاعلام وبعدها مش مشكلة يتم اهانته وضربه على قفاه مثلما يفعلوا مع غيره من السابقين
لكن ليس من أول يوم !!!وهكذا الاستقبال المخزي ؟
هذا لم يأت بالصدفة أبدا أبدا وإلا لما تجرأ من رمى الوزير الفار بأن يفعلها
الفاعل يعلم تماما أنه ليس في بلد الديمقراطية حتى يتصرف من تلقاء نفسه ودون أوامر
لو كان النظام السعودي غير موافق على رمي الوزير بالحذاء لكان مصير الفاعل لن يكون أفضل من #خاشقجي لأنه تمرد عليهم وتصرف دون أمرهم

في الحقيقة التي قد تكون غابت عن الكثير هي أن رمي الوزير بالحذاء وأمام الكاميرات هي اهانة لكل اليمنيين أولا ليعرفوا اليمنيين قدرهم في نظر النظام السعودي لأنه ينظر لليمنيين بنظرة دونية وبكل استحقار فرؤيتي الشخصية لهذا التصرف من خلال قراءتي القليلة لعلم النفس أنهم ربما يريدون كسر واذلال اليمنيين بشكل عام انتقاما من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية وانتقاما من الاعلام الحربي الذي مرغ أنوفهم في التراب وفضحهم ووثق مشاهد لفرار جنودهم ولجثث قتلاهم
فلعل الحالة النفسية التي أصابت ابن سلمان ومن حوله جراء تلك المشاهد والهزائم لعلها تخف أو ترتاح عندما تشعر أنها أهانت اليمني وأمام وسائل اعلام عالمية يعني مثلما يقول المثل المصري ماقدروش على الحمار تشطروا على البردعة
بمعنى أن عجزهم وانكسارهم أمام أبطال الجيش واللجان وشعورهم بالنقص جعلهم يوعزون لذاك التابع لهم والعبد الذليل بأن يفعل ما فعل فهو لا يملك قرار نفسه حتى يتجرأ على ذلك التصرف في بلد المناشير
لعل إهانة اليمني تشفي مافي صدورهم من غل ومرض تجاه اليمنيين بشكل عام .
وبالنسبة لجابر الخائن الذي توسل لهم بأن لا يبثوا المقطع هو كان يعلم قبل فراره ومع تواصله مع أصدقاء له سابقين ومهانين كان يعلم علم اليقين أنه سيهان وأنه سيذل لكنه أخر ما كان يتوقع أن تكون الاهانة أمام وسائل الاعلام فكان سيقبلها لو كان لوحده دون تغطية خبرية لأنهم اعتادوا حياة العبودية والخيانة فلم يطيقوا صنعاء التي تنعم بالاستقلال والحرية وأصبحت رمزا للصمود العربي بل وللصمود العالمي وسمعت أصواتا تبرر له بحجة انه كان مضغوط هنا على أساس انه سيهاجر للحبشة أو لبلد الحرية والديمقراطية التي كان يفتقدها هنا حسب زعمهم الكاذب اللامسؤل
وفي هذا الموقف أيضا كانت رسالة قوية من سلطة الرياض بأنها طفشت من السابقين الذين لم يقدموا للسعودية سوى النكبات والمصائب ورسالة لمن لا تزال نفسه تحدثه بأنه يريد أموالا سعودية ولو باع والديه وإخوانه فلا مشكلة لديه رسالة لهم بأننا ولو دفعنا لكم فإننا سنهينكم بأموالنا فمن يريد الالتحاق بنا في الرياض فليعتبر نفسه كمن هو في ملك اليمين
وأخيرا
مسلسل الانشقاقات هذا الذي بدا بالحامدي الخائن جاء فقط لرفع معنويات مرتزقة العدوان في الحديدة بعد الهزائم والانكسارات المتوالية لهم وبعد مقتل قاداتهم فيحاولوا ان يرفعوا معنوياتهم وهم يقولون لهم انظروا الى وزراء الحوثي كيف ينشقون عنه ويكذبون عليهم ويقولون صنعاء ستسقط قريب ويعزفون نفس الموال منذ 4 سنوات ولم يعد يصدقهم سوى الأغبياء والحمقى أو اللقطاء مجهولي النسب مع اعتذاري عن الجملة الأخيرة لكنها هي الحقيقة التي يحاولون اخفاءها
ومن يهن الله فما له من مكرم
فالله تعالى لم يهينهم إلا بأعمالهم وبعدهم عنه وبتراكم الذنوب التي سلبتهم التوفيق نهائيا وأدت بهم إلى هذه النهاية المخزية في الدنيا والأخرة
ودماء الشهداء وأنات الجرحى وصراخ اليتامى والثكالى سيظل يلاحقهم ولن يذوقوا طعم النوم الهانئ ابدا حتى يختار الله في امرهم ويحكم فيهم بحكمه وهو أحكم الحاكمين.