الخبر وما وراء الخبر

ما يحتاجه الرئيس التركي رجب طيب اوردغان اليوم!

160

بقلم عامر محمد الضبياني


 

بقدر ما يتمتع به الرئيس التركي رجب طيب اوردغان من ذكاء خارق وفكر واسع وعقل راجح، الا انه يفتقر لما يفتقر اليه حكامنا العرب -سابقا والان- من السياسة والحنكة والدبلوماسية في حل بعض الأمور قبل فوات الاوان. فمثالا على ذلك الرئيس العراقي الراحل الشهيد صدام حسين -رحمه الله واسكنه الجنة- لم يكن يعلم بحجم المؤامرة الامريكية عليه وعلى نظامه عندما بدأ الخلاف واضحا بينه وبين حكام الكويت، لتجيبه السفيرة الامريكية في بغداد انذاك ردا عليه عندما اشتكى لها عن عدم تجاوب الكويتيين رغم انه بعث لهم اكثر من رسالة لأعادة النظر في شأن المديونية التي على العراق وحل مسألة حقل الرملية بالمفاوضات، حيث قالت له السفيرة بالحرف الواحد “أود ابلغكم حضرت الرئيس بان قيادتنا السياسية قررت عدم تدخلها في شأنكم مع الكويت، حتى ولو استخدمتم القوة لضمها الى أراضيكم” هنا وبسرعة البرق الخاطف وغباء العقل العربي المفرط سارع الرئيس العراقي الى احتلال الكويت وغزوها دون ان يفكر حتى في عقوبة ذلك الاجراء، او انه قد يكون بمثابة فخا امريكيا للايقاع بدولة العراق وجيشها الفتي لايجاد الثغرة المناسبة لزعزعة الدول العربية وزرع الفتنة.

هنا وبعد ان بدأ ملامح الفرح والسرور على وجوه الكثير ممن يعتبر حادثة اسقاط الطائرة الروسية على يد المقاتلات التركية قبل ايام نصرا مؤزرا، اقول لهم تذكروا اطماع الغرب وحربهم الصليبية على الاسلام، فاسقاط الطائرة الروسية قد يكون فخا لاسقاط نظام الرئيس التركي رجب طيب اوردغان، نظرا لما تحتلها تركيا من مكانة استراتيجية هامة في المنطقة فهي البوابة الرئيسية لاحتلال الشرق الاوسط والحصن الحصين لتأمين القارة الاروبية من خطر العرب والمسلمين. مع اني لست حزينا ابدا على اسقاط الطائرة الروسية بل متخوف من عقوبة ذلك واقحام بلدا مسلم في الصراع خصوصا وان الاعداء تتربص بنظامه من الداخل والخارج، والسياسة الامريكية واضحة فهي من تزين لنا الاشياء وتجملها وسرعان ما تقلب الاحداث راسا على عقب وتغير مجرياتها لتخدم مصالحها فقط، وهذا ما اخشاه، فالروس والامريكيون على ما يبدو متفاهمين جدا على تدمير الوطن العربي وتقاسم ثروته ولا يهمهم مصلحتنا ابدا مهما ادعو ذلك، وما يحتاجه الرئيس التركي حاليا هو معالجة المشكلة بطريقة تجنبه المواجهة خصوصا وان حلف النيتو بدأ متحفظا تجاة انتهاك الروس لسيادة الاتراك ولم ولن يحرك ساكنا.