قرار العفو العام فرصه للعودة الى حضن الوطن والدفاع عنه .
بقلم/ محمد صالح حاتم.
لا يوجد شيء في الحياة أغلى من الوطن ،فهو الهواء الذي نستنشقه والماء الذي يروي ظمأنا والزاد الذي نقتات به ،وهو الدم الذي يجري في اوردتنا وشرايين قلوبنا، لذلك تجد الانسان الحر والشريف يجود بماله ونفسه في الدفاع عن وطنه، ليعيش في وطنه حرا ًعزيزا ًمكرما ًوشريفا ً،ولا يبني الأوطان الا ابنائها المخلصون والشرفاء الوطنيون الاحرار، ولا يوجد انذل ولا أحقر من العمالة والارتزاق وخيانة الاوطان والقتال مع العدو والمحتل والغازي ضد الوطن، مقابل دراهم وريالات لا تساوي حفنه من تراب ارض وطنك الطاهر.
وحياة الأنسان وتاريخه عبارة عن قرارات و مواقف، فأما ان تضع نفسه في المكان الصحيح والمناسب من خلال مواقفك المشرفة وقراراتك الحكيمة والصائبة، والتي سيجلها لك التاريخ في انصع صفحاته وتتناقلها الأجيال، او تضع نفسك في المكان الخطاء من خلال مواقفك الغير مشرفه وقراراتك الخاطئة، والتي ستكون في مزبلة التاريخ، فالأنسان هو بصيرة نفسه.
وهذا هو حاله المرتزقة الذين يقاتلون في صف العدو ،يقاتلون معه من اجل احتلال ارضهم ونهب ثروات بلادهم ،يقاتلون في صف المحتل والغازي ليسلبهم حريتهم وينتهك اعراضهم ويزج بهم في غياهب السجون وظلمه المعتقلات السرية ليمارس بحقهم وحق ابناء بلدهم اشد انواع التعذيب ويغتصب النساء والرجال، وهذا ما حصل من قبل المحتل السعوامارتي في المحافظات التي يحتلها في عدن وحضرموت والمخاء والخوخه، وهذا حسب تقارير لجنه الخبراء الدوليين التابعة للأمم المتحدة، واليوم بعد ما يقارب من اربعه اعوام من الحرب والعدوان والحصار على اليمن لايزال هنالك المئات من المرتزقة المغرر بهم يقاتلون مع العدو، ويدافعون عنه في جبهات ما وراء الحدود في نجران وجيزان وعسير ،ويقاتلون بدلا ًعنه في جبهات الساحل وباقي الجبهات وذلك مقابل حفنه من المال السعواماراتي، ورغم هذا كله وانطلاقا ًمن باب المصلحة العامة وحقنا ًللدم اليمني وحفظا ً ًعلى النسيج الاجتماعي ،وافشالا ًلمخططات الاعداء وحفاظا ًعلى الوحدة اليمنية وأيمانا ًبمبدأ العفو التسامح ،فقد اصدرت القيادة السياسية الحكيمة لليمن ممثلة ًبمجلس السياسي الأعلى قرارا ًبالعفو العام عن كل المغرر بهم الذين يقاتلون في صف العدو ،ضد وطنهم وابنائه الشرفاء والاحرار من ابطال الجيش واللجان الشعبية ،وهذا القرار كان قد اعلن عنه الرئيس الشهيد صالح الصماد ،واليوم لايزال القرار ساري المفعول والفرصة لازالت متاحه من خلال ما اعلن عنه الاستاذ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى خلال كلمته بمناسبة العيد ال55 لثورة اكتوبر المجيدة، والذي دعاء كل المرتزقة والمغرر بهم الاستفادة من قرار العفو العام والعودة الى جادة الصواب، وان يعودوا ليدافعوا عن الوطن.
فاليمن اليوم يتعرض لعدوان ظالم وغاشم وحصار جائر ،ويتعرض لمؤامرة دنيئة ومخطط شيطاني خطير يستهدف كل ابنائه ولن يستثني احد ،وان على من يقف في صف العدو ويقاتل معه ان يدرك خطورة المؤامرة وخبث المخطط، وان لا يكونوا هم وقود لهذا العدوان ،وان عليهم ان يعلموا انما هم عبارة عن مطايا يتم من خلالهم تدمير اليمن واحتلال أراضيه ونهب ثرواته، وانهم عبارة عن جسر عبور للغزاة والمحتلين يتم اجتيازه فقط لمرة واحدة حتى يصلون الى غايتهم وبعدها يتم تدميره ونسفه.
فبعد اربعه اعوام من الحرب والعدوان على اليمن، بعد اربعه اعوام من الكذب والتظليل الاعلامي، قد اتضحت الاهداف وانكشفت الأقنعة وظهرت الحقائق ،وبطلت حجج العدو واعذاره التي شن الحرب على اليمن من اجل لها ،وهي الشرعية والخطر الايراني ،والتي كانت الشماعة التي يعلق عليها العدو ويعزف على وترها، ويكذب على العالم بها ، فكل هذا لم يعد حجه ًاو عذرا ًبعد كل القتل والدمار الذي لحق باليمن الارض والانسان.
فمن لم يفهم المخطط ،ويعقل ماذا يحاك ضد اليمن بعد اليوم، فلا يمتلك عقل او ذرة من وطنية.
وهنا رساله وجهتها قيادتنا السياسية ونحن اليوم نوجهها ونقول لهم :
وان عليكم ان تعلموا وان تفهموا ماذا عمل المحتل والغازي الإماراتي للمحافظات التي احتلها في عدن وحضرموت وشبوة وابين ولحج والظالع وسقطرى والمخاء ماذا قدم لأبنائها ماهي الخدمات التي اوجدها، ماهي المشاريع التي افتتحها في هذه المحافظات اذا كان فعلا ًجاء من اجل اليمن وابنائه، ويقاتل من اجل اعادة الشرعية !
فأين الرئيس الشرعي واين حكومته الشرعية لماذا لم يعودو ويستقروا في اليمن ؟
فالعدو والمحتل اليوم يزج بكم الى محارق الساحل الغربي، لتكونوا وقودا ًلعدوانه ،وهو في نفس الوقت يحافظ على حياة جنوده وضباطه، فحياتكم عنده ليس لها قيمة ،وان قيمتكم عنده هي ما يدفعه لكم من ريالات العمالة ودراهم الارتزاق ،انتم في نظر العدو لا تساوون شيء ،لأنكم بعتم وطنكم وبعتم شرفكم وكرامتكم وعزتكم وحريتكم، ولذلك لا يهمه كم قتل او جرح منكم .
عليكم ان تعلموا وتفهموا ان العدو السعودي والاماراتي ،عندما يستغني عنكم سيرميكم ويتبرأ منكم، وانه لن يقبلكم ولن يدافع عنكم.
فهذا العدو الذي لا يمتلك ذره من انسانية، هذا العدو الذي يذبح ابناء وطنه، وينشر اجسادهم بالمنشار ويرتكب ابشع الجرائم، بحق الانسان لأن هدفه هو الحفاظ على كرسي الحكم وارضاء أسياده الامريكان والصهاينة، فالسعودية اليوم تعيش اسواء عصورها وان عرشها أيل للسقوط في أي لحظه، وان امريكا واسرائيل سيتبران منها ومن اعمالها، وسيتركانها وانها ليست الا بقرة حلوب سيتم ذبحها عندما يجف ضرعها كما وصفها ترامب.
فعودوا الى وطنكم واستفيدوا من قرار العفو العام فالوطن يتسع لجميع ابنائه الشرفاء والاحرار ،وانكم لن تجدوا وطنا ًيأويكم او بلدا ًتعيشون فيه ،غير بلدكم اليمن السعيد.
وعاش اليمن حرا ًابيا ًوالخزي والعار للخونة والعملاء