الخبر وما وراء الخبر

أسرار عن الثورة اليمنية جهلها الكثير

132

عابد حمزة


حتى تتضح الحقيقة ويعرف الجميع أن الثورة اليمنية كانت ثورة ناجحة استطاعت دون غيرها من ثورات الربيع العربي أن تبتر يد الخارج وتحصن نفسها من سمومه دعونا نتحدث عن تحولات مثيرة وأشبه ما تكون بالخيال سبقت دخول صنعاء وما تلى ذلك من أحداث انتهت بحرب دولية اعلنت من واشنطن في سابقة تعد الأولى من نوعها بعد أن أجبر المقاتل اليمني الولايات المتحدة على النزول من الشجرة والتظاهر بأنها أكبر وأرفع من التنازل لمصارعة شعب مستضعف لا يستحق الالتفاتة إليه

لقد ساد اعتقاد لدى تحالف الشر الأمريكي ومرتزقته في الداخل أن ثوار شمال الشمال بإمكانهم تحقيق بعض المكاسب وإحداث بعض الثغرات هنا أوهناك أما الزحف باتجاه صنعاء ودخولها فهذا شئ مستحيل ولا يمكن تصديقه وعليه وبناء على هذا الاعتقاد جاءت احداث عام واحد صادمة واشبه ما تكون بالخارق للعادة فمن فك الحصار عن صعدة وطي جبهات التكفيريين في كتاف ودماج وحرض إلى دخول بلاد حاشد وسقوط محافظة الجوف وحجة والمحويت وعمران وأخيرا محاصرة صنعاء ودخولها في ثلاثة أيام والعجيب هنا أن كل محافظة دخلها المجاهدون في ذلك العام شهدت انضباط أمني وأخوة وتعايش سلمي بين المواطنين بجميع طوائفهم وانتماءاتهم القبلية والحزبية والمذهبية حتى العاصمة صنعاء التي ظن الكثير من السياسيين والكتاب ومعهم الغالبية من عديمي الوعي أن شباب الثورة غير قادرين على ضبط الأمن وتأمين حياة الناس جاءت أحداث المناطق الوسطى لتكشف لهم مدى هشاشة تفكيرهم وجهلهم بالقوة المؤيدة بنصر الله للثورة الشعبية المباركة

فما هي إلا أسابيع معدودة من دخول صنعاء وطلائع الجيش واللجان الشعبية تقتحم ثكنات وحصون القاعدة في ذمار وإب والبيضاء والحديدة وفي غضون ثمانية عشر يوما تم الحسم وطردت القاعدة من تلك المحافظات وحقق الجيش واللجان الشعبية انتصارا عظيما لو لم يكن فيه إلا أنهم استطاعوا فضح اكذوبة أمريكا الكبرى التي ظلت لأكثر من ثمانية عشر عاما توهم العالم بأنها تقود حربا كونية على قاعدتها الاستخباراتية في اليمن حدثت الانتصارات تلك في الوقت الذي كان العمل جاريا على قدم وساق لقصقصت ما تبقى لأمريكا من أوراق واجنحة داخل أجهزة الدولة وملاحقة الخلايا الإجرامية التي خصصت لإثارة الفوضى والقتل والتفجيرات والإغتيالات وما شابه ذلك وبانتهاء معارك المناطق الوسطى تم الانتهاء من قصقصت ما نسبته 95% من تلك الأجنحة

العدو من جانبه لم يستسلم للأمر الواقع وما ألت إليه الأحداث بل بدأ بتدشين مرحلة جديدة من الصراع مع الشعب اليمني تمثل بحشد ما تبقى من المرتزقة وقطاع الطرق وفلول الهاربين من المحافظات الوسطى وعمد أيضا إلى تهريب هادي ثم الشروع في تنفيذ جريمة جامعي الحشحوش والمحطوري وكانت هذه الجريمة البشعة بمثابة اعلان حرب سابعة من قبل العدو الذي خطط  لأن تكون في بداية الأمر حربا استنزافية يديرها عبر عملائه في محافظتي مأرب وتعز غير مدرك أن الثورة قد تجاوزت هؤلاء الأقزام بمراحل ومسافات طويلة فما هي إلا ايام وأغلب مديريات عدن وأبين والضالع وشبوه ولحج قد سقطت وحسم الأمر فيها وعليه وجد العدو الخارجي بقيادة أمريكا وليس السعودية كما يزعم البعض نفسه أمام خيارين إما الإقرار بالهزيمة وتسليم اليمن لليمنيين أرضا وسيادة أو الحرب ولا خيار إلا الحرب وغير الحرب معناه ضياع مشروع استعماري كبير والتفريط فيه أو التقاعس عن تنفيذه معناه دق ناقوس الخطر على أمن إسرائيل ومصالح أمريكا في المنطقة