الخبر وما وراء الخبر

متى تغضب ؟!

56

بقلم العلامة | الحسين أحمد السراجي.

أيها الصامت .. المتفرج .. الشامت .. المتخاذل .. الواهم .. المرجف .. المثبط .
أيها الزاعم التعاطف بقلبه فقط .. المتلون الذي قلبه مع الوطن وسيفه عليه .
أيها الفاجر في خصومته .. العابث بضميره .. المنخلع من دينه .
منذ أربع سنوات وأنت ترى وتشاهد وتتابع البغي والعدوان والإجرام والتآمر وقد تأكد لك عدوانية ما يتعرض له وطنك ومازلت صامتاً ساكتاً متفرجاً !! بالله أخبرني أيها المريض متى تغضب ؟!
تشارك في التشييع وتشاهد قوافل الشهداء وربما تكون من أهل العزاء !! ترى بأم عينيك الخراب والدماء والدفن تحت الأنقاض والمقابر التي فاضت بساكنيها ومازلت مصراً على العبث بضميرك وانتعال عقلك !! أخبرني أيها الخاسر متى تغضب ؟!
ترى آلاف الأرامل المحروقات والأمهات الثكالى المقهورات والأيتام المفجوعين !! تدرك حجم الأسى الذي يعتصر قلوب اليمنيين فلا تتحرك !! ترى المرضى يعانون ويموتون !! أخبرني أيها البغل متى تغضب ؟!
قد علمت يقيناً بأنها حرب صليبية صهيونية لا مراء فيها يقودها متصهينون ووقودها عملاء ومرتزقة خائنون ومازلت متخاذلاً واهماً فبالله أيها الشقي متى تغضب ؟!
تعاني الحصار وويلات تداعياته وتعلم حجم التآمر على وطنك عالمياً وأعرابياً والأهداف الخبيثة والمرامي اللعينة لهذه الحرب فلا تستفزك !! أيها المخذول متى تغضب ؟!
خذلانك أقوى من أخلاقك .. وعداواتك الطائفية أكبر من دينك .. وفجورك يفوق وطنيتك !! ليس هناك ما قد يُوقظك !!
يُهان الخونة على يد المحتل وتُداس الكرامة بنعال الغازي وتستباح السيادة والعرض والشرف في المناطق المحتلة ويتم تقسيم البلاد والثروة بين الغزاة ولا تتحرك !! أخبرنا أيها الساقط في الوحل متى تغضب ؟!
بعيداً عن كل شيء وعن أدواء الطائفية والمذهبية والعنصرية والسلالية وفجور الخصومة :
يا ميت الضمير .. معدوم الرجولة .. فاقد الكرامة .. متى تغضب ؟!
أيها الأصنام :
ما زالت مواجعنا مواجعكم .. مصارعنا مصارعكم .
إذا ما أغرق الطوفان شارعنا سيغرق منه شارعكم !!
ألسنا إخوة في الدين ؟! قد كنا وما زلنا
فهل هنتم وهل هُنَّا ؟!
أيعجبكم إذا ضعنا ؟!
أيسعدكم إذا جعنا ؟!
مخذولنا : بالله أخبرني متى تغضب ؟!
إذا انتُهكت محارمنا !! قد انتُهكت !!
إذا نُسفت معالمنا !! لقد نُسفت !!
إذا قتلت شهامتنا !! لقد قُتلت !!
إذا ديست كرامتنا !! لقد ديست !!
اذا هدمت مساجدنا !! لقد هدمت !!
إذا لله .. للحرمات .. للإسلام لم تغضب
فأخبرني متى تغضب ؟!
رأيت براءة الأطفال في الشاشات كيف يهزها الغضب !! وربات الخدور رأيتها بالدم تختضب !!
رأيت سواري البؤساء كالأطفال تنتحب
وتهتك حولك الأعراض في صلف وتجلس أنت ترتقب !! متى تغضب ؟!
ألم يهززك منظر طفلة ملأت مواضع جسمها الحفر !! ولا أبكاك ذاك الطفل في هلع بحضن أبيه ينتفض فما رحموا استغاثته ولا اكترثوا ولا شعروا !! فخرَّ لوجهه ميتاً وخرَّ أبوه يحتضر !!
رأيت الدم شلالاً !! رأيت القهر ألوناً وأشكالاً ولم تغضب ؟! فصارحني بلا خجل .. لأي أمة تُنسب ؟!