الخبر وما وراء الخبر

شبح الفشل

46

بقلم | سعاد الشامي

تسمعون عن عالم الأشباح ؛ ذلك العالم المنسوخ من نسج الخيال والملصوق على شاشات الدراما ؛ والذي نشاهد فيه بعض الأجسام الغريبة وهي تداهم الناس وتفاجأهم وتجمد حركتهم أو تجعلهم مهرولين إلى الخلف وصدى الرعب يستحوذ على أكنة قلوبهم وحركة أقدامهم.

ياله من عالم مخيف فعلا!

ولكن هلا تعرفنا الآن على الشبح المولود من رحم البطولات والمتواجد حاليا في كل الجبهات؟

هذا الشبح الاسود الذي يخيف ويزلزل تحالف الطغاة الذين حملوا إثم الدم اليمني المراق ظلما وعدوانا.

هذا الشبح الضخم الذي يلاحق ويعرقل خطوات المجرمين للعام الرابع ؛ ويصفع أسراب طائراتهم الإجرامية ويقلب مدرعاتهم الغازية على رؤوسهم ؛ ويدوس على ماتبقى من آثار جحافلهم .

هذا الشبح المتوحش الذي يبدد بمخالب الصمود كل الزحوفات الجنونية والإجراءات الهجومية والخطط الإستراتيجية التكتيكية والتكاليف البليونية .

هذا الشبح المحترف الذي ينفخ في رمال السواحل فتنبعث النيران من بين ذراتها لتحرق أجساد الخونة الذين يزحفون متعلقين بأقدام الغزاة طمعا في المال وعشقا للعار .

هذا الشبح العنيف الذي يكتم أنفاس الغزاة ؛ ويشنق أعناق الإحتلال ؛ ويكبل أحلام الهيمنة ؛ ويجز رؤوس الإرتزاق ؛ ويذبح أوردة الخيانة ؛ ويحرق وجوه العمالة ؛ ويمزق جسد الوصاية.

هذا شبح الفشل المستميت الذي يرصد كل تحركات المجرمين ؛ ويوثق كل هجمات المعتدين ؛ ليصيبهم بسكرات الهزائم المتتالية ؛ حتى إذا ما أذن الله بالنصر ونزع روح الطاغوت؛ ستصبح الحديدة عنوانا لقبورهم.