الخبر وما وراء الخبر

الحديدة ثقب اسود.. وقوى العدوان تتنحر.

59

بقلم | زين العابدين عثمان.

قرابة الاسبوع تقريبا منذ بدء تحالف السعودية والامارات على تنفيذ مسار تصعيدي جديد هو الثاني من نوعه للهجوم على مدينة الحديدة او بالاحرى محاولة الاختراق والتقدم باتجاهها، وقد اعد هذا التحالف وتحديدا الامارات قوة جديدة من مرتزقتها المعروفة بالوية العمالقة والتي تقدرة ب25 الف مقاتل مع كامل التجهيزات العسكرية المتطورة جدا كدبابات الابرامز والمدرعات الامريكية الاشكوش والكايمان الباهصضة الثمن بالاضافة الى عشرات المقاتلات الحربية التي توظف بشكل خاص لاسناد هذه القوة اثناء زحفها ، بعمق الحديدة .

والمهم هنا ان هذه القوة الجديدة التي دفعت بها الامارات والتي بدأت بالتصعيد منذ مطلع الاسبوع الماضي حتى اللحظة اتت بعد انهيار قوة كانت قد اعدتها الامارات تقدر ب 9000 مقاتل بنفس التجهيزات والتي انهارت وسحقت كليا تحت وابل الضربات المدمرة لقوات الجيش واللجان الشعبية خلال معارك شرسه امتدت لنصف عام تقريبا ، بالتالي فالامارات حاليا وعلى رغم فشل تجربة هجومها السابق تحاول اليوم تنفيذ التجربة السابقة نفسها مع بعض الاضافات العسكرية التي اضافتها كرفع نسبة اعداد المقاتلين والهجوم من عدة محاور بالاضافة الى رفع وتيرة التغطية الجوية باضعاف مضاعفة من ذي قبل.

في القواعد العسكرية او القواعد الاخرى تقول بان تجربة المجرب يعد اما غباء فاحش او تعمد لتكرار نفس الاخطاء والنتائج والمدرك للامر ان الامارات التي تخوض حاليا تجربة عسكرية للتصعيد بالحديدة بنفس تجربتها السابقة الفاشلة فهو يعكس غباءها المترامي الاطراف على الميدان وايضا تدويرها للهزيمة ذاتها امام قوات الجيش واللجان الشعبية على ارض المعركة،لذا فنتيجة فشل واخفاق الامارات في تصعيدها الجديد باتجاه مدينة الحديدة على رغم مضاعفت امكانياته البشرية والعسكرية فهي نتيجة بديهية وروتينية ولاتحتاج حتى لاعادة النظر فيها.

فمعركة الحديدة هي معركة نتائجها واضحه ومسألة سقوطها بيد تحالف السعودية والامارت مسألة تحتاج لعاصفة حزم كاملة وليس لتصعيدات ميدانية لاتقدم ولاتؤخر فقوات الجيش واللجان الشعبية التي عززت خلال الفترات الماضية من تواجدها وثقلها العسكري والبشري وطورت من تكتيكاتها القتالية والاستراتيجية الدفاعية بات لها القدرة الكاملة على الدفاع ليس فقط على مدينة الحديدة وانكا محافظة الحديدة بكل مديرياتها وخوض معارك طويلة المدى وقد اثبتت ذلك على الواقع العملياتي طيلة نصف عام مضى .لهذا نقولها حرفيا ان الحديدة صعبة المنال وملف حسم معركتها عسكريا هو الانتحار بعينه ويكفي نصف عام من الهزائم والانكسارات والخسائر المدوية .