الخبر وما وراء الخبر

التطبيع يتسارع.. وزير اسرائيلي يزور هذه الدولة الخليجية

56

قطار التطبيع الذي انطلق رسميا عام 1978 بعد التوقيع على معاهدة كامب ديفيد، تسارعت وتيرته بشكل ملفت في الاونة الاخيرة بين الدول الخليجية والكيان الاسرائيلي، الذي يحتلّ أرض فلسطين ويقتل شعبها صغاراً وكباراً، شيوخاً ونساءً، في محاولة مشتركة بين الجانبين لتنفيذ ما يسمى “صفقة القرن” التي ترمي الى تصفية القضية الفلسطينية.
تشهد منطقة الشرق الأوسط وبالذات عدد من الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي منذ أيام تطبيعاً غير مسبوق مع كيان الإحتلال الإسرائيلي في مختلف الأصعدة سياسياً ورياضياً وإقتصادياً.

وفي هذا السياق، وصل وزير المواصلات والإستخبارات الإسرئيلي “يسرائيل كاتس” ليلة أمس الأحد 4 نوفمبر إلى العاصمة العمانية مسقط للمشاركة في مؤتمر دولي حول النقل والمواصلات الدولية والذي سيُعقد من 6 إلى 8 نوفمبر الجاري.

وقُبيل توجهه إلى العاصمة العمانية، قال كاتس إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كلّفه بـ”طرح مشروع مد سكة حديدية تربط الدول الخليجية بإسرائيل والبحر الأبيض المتوسط مروراً بالأردن” في المؤتمر الذي ستستضيفه مسقط.

وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إن هذا المشروع الصهيوني يشمل في مرحلته الأولى مدّ خطوط برية للشاحنات ثم مدّ سكة حديدية لنقل البضائع والسلع بين الموانئ الإسرائيلية على ضفة البحر الأبيض المتوسط وموانئ الدول العربية بالخليج الفارسي في كلا الإتجاهين.

وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها عضو من حكومة الإحتلال الإسرائيلي برتبة وزير العاصمة العمانية من أجل المشاركة في مؤتمر دولي بحيث ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن زيارة الوزير الإسرائيلي لمسقط تؤكد على العلاقات “الوثيقة” التي تربط بين عمان وتل ابيب.

واللافت في الأمر أن الإحتلال الإسرائيلي يصف مشروعه التطبيعي الجديد بـ”سكة السلام الإقتصادي الإقليمي”، ما يعني أن سلطات الإحتلال تمهّد لتمرير “صفقة القرن” التي إقترحتها حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسلب الفلسطينيين حقوقهم المشروعة التي تنصّ عليها القرارات والقوانين الدولية ومنها حق تقرير المصير وحق عودة اللاجئين.

وكان وزير الإتصالات الإسرائيلي “أيوب قرا” قد زار دبي قبل بضعة أيام وتحديداً يوم 27 أكتوبر الماضي للمشاركة في مؤتمر دولي حول الإتصالات وبعده بيوم أي يوم 28 أكتوبر تواجدت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية “ميري ريغيف” في العاصمة الإماراتية أبوظبي برفقة منتخب الجودو الإسرائيلي الذي شارك في بطولة الجودو الدولية التي تقام سنوياً في الإمارات وباتت تُعرف بـ “بطولة جراند سلام أبوظبي”.

وما يثير الاستغراب هو أن النشيد الإسرائيلي عزف في نهاية مباريات البطولة في أبوظبي وبحضور الوزيرة الإسرائيلية المتطرفة التي لم تتخيل يوما أن ترى بأم عينها رفع علم كيانها وعزف نشيده من دولة عربية ما جعلتها لا تتمالك دموعها فرحاً ومرحاً!

ولم تتخلف قطر عن ركب التطبيع مع الإحتلال حيث إستضافت العاصمة القطرية الدوحة من 25 أكتوبر الماضي حتى 3 نوفمبر الجاري بطولة العالم للجمباز التي شارك فيها الفريق الإسرائيلي وتمّ رفع علم الاحتلال وعزف نشيده في يوم إفتتاح المباريات الدولية.

وختاما ينبغي التذكير بأن التطورات الاخيرة تدلّ أوضح دلالة على أن تطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية أخذ منحى متسارعاً منذ فترة للانتقال من السر الى العلن حيث تتنافس الدول العربية لإحراز صب السبق في حلبة التطبيع بما يضمن المصالح الصهيو–الأمريكية بالشرق الأوسط وفي مقدمتها تمرير “صفقة القرن” إرضاء للادارة الامريكية وربيبتها “اسرائيل”.

وقد بدأت “إسرائيل” منذ زيارة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو للعاصمة العمانية مسقط في 26 من شهر أكتوبر الماضي خطوات أسرع وأوسع لمدّ نفوذها في الدول العربية بحجة تعزيز العلاقات في مختلف الأصعدة السياسية والإستخبارية والاقتصادية والرياضية.