الخبر وما وراء الخبر

المهفوف ومشهده الأخير..!!

76

بقلم / د. سامي عطاء

تصريحاتُ “تيس” أمريكا أَوْ وزير حربِها من المنامة الذي أعطى مهلةَ شهر لأدواته تحالف دول العدوان وبالخصوص المحمدَين، وهي عبارةٌ عن تهديدات أمريكية وتحديداً لمحمد بن سلمان الذي بات يواجِهُ أوضاعاً صعبةً بعد فضيحة المنشار.

ولقد كان لهذه الحرب العدوانية أَهْـدَافٌ غيرُ معلَنة، ولعل نَقْـلَ شرعية الحكم في المملكة من الجيل الأول إلى الجيل الثاني من ضمن أَهْـدَافها غير المعلَنة، فلقد جرى الإطاحة بمراكز القوى في المملكة أثناء الحرب والسيطرة على الحرس الوطني الذي يُعتبَرُ جيشاً موازياً بسلاسة وهدوءٍ، وتجمعت السلطاتُ بيد محمد بن سلمان تمهيداً لأن يصيرَ مَلِكاً بعد أبيه..

وأراد من خلال هذه الحرب العدوانية التي هي حربٌ أمريكية بامتياز أن يؤَطِّدَ شرعيةَ حُكمه وأحقيتَه بها عبر صفقات الأسلحة والتقرّب من اللوبي الأمريكي وتنفيذ الأجندات الأمريكية وقبوله بأن يكونَ قُفَّـازاً لها ينفّـذ ويتحمّلُ مسئوليةَ الجرائم، وبذلك سعى إلى كسب تأييد مراكز القوى الأمريكية، لكن فشلَه في هذه الحرب العدوانية؛ بفعلِ الصمود الأسطوري لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة والهزائم التي تلقاها التحالف، ومن ثم جاءت قضيةُ خاشقجي القِشّة التي قصمت ظهر البعير.

وعليه فإنَّ تصريحاتِ وزير حربِ أمريكا في المنامة، ليست إلاّ صيحة تحذير للمهفوف وأبيه ومنحهم زمناً بدلَ إضافي لحسم المعركة أَوْ ستجري أمريكا تغييراً في ترتيب الحُكم داخل المملكة، وبدأت ملامحُها بعودة الأمير أحمد بن عبدالعزيز والتلويح به؛ باعتباره ولياً للعهد جديد.

وتصعيدُ البارحة وقصفُ صنعاء والتصعيدُ في الساحل الغربي هي بالنسبة للمهفوف وأبيه رقصةَ الموت الأخيرة.

نحن أمام تراجيديا المشهد قبل الأخير لغطرسة وصَلَفِ المهفوف وأبيه، وذلك قبل استدال الستار على أبشع وأقذر حقبة عاشتها المنطقة..!!