أسلحتهم قتلت أمل.. فهل توقظ صورتها ضمائرهم؟!
على ما يبدو أن التاريخ يتكرر في قسمه المأساوي أكثر مما يتكرر في قسمه الإنساني والأخلاقي، وأكثر مشاهد القسم الأول وحشيةً هي الحرب بجميع أبعادها لكونها مثالاً حياً على الوجه المظلم للبشرية والذي تجسده معاناة الأطفال وصورهم بأفضل تجسيد، من منا لا يذكر الطفلة الفيتنامية “كيم فوج” التي كانت أحد أهم أسباب إيقاف الحرب هناك بعد أن التقط لها المصورون صورة وهي تعدو حافية عارية من هول قذائف النابالم التي كانت ترميها الطائرات الأمريكية لتنزع عنها لباسها وتحرق جسدها الطري ما جعلها تعدو باكية مصعوقة والنيران تحيط بها من كل جانب صارخة بملء فمها “أريد ماء …ماء..ماء” من شدة الحروق التي تعرضت لها والنار التي كانت تشعر بها على كامل جسدها.
“أسلحتهم قتلت أمل.. فهل توقظ صورتها ضمائرهم؟!” هذا عنوان تقرير نشرة موقع الوقت التحليلي حيث يتكرر هذا المشهد المأساوي بطريقة مختلفة في اليمن الذي يعاني ما يقارب المليوني طفل من أبنائه الجوع والمرض وخطر الوفاة بأي لحظة، ومن بين هؤلاء الأطفال خرجت إلى العلن قصة الطفلة اليمنية “أمل حسين” التي نشرت صورتها الأسبوع الماضي صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية وبدت أمل في الصورة تبحث عن بارقة أمل بعينيها البريئتين المتعبتين من شدة المرض والجوع ونقص العلاج اللازم علّها تتمكن من النجاة وتعيش طفولتها مثل بقية أطفال هذا العالم، لكن أمل التي تعاطف معها الملايين حول العالم هزمها الموت بعد معاناتها من القيء والإسهال المتكرر الذي لم تصمد أمامه لأيام.
رحلت أمل بصمت حابسةً أناتها ومعاناتها في جسدها النحيل الذي بدا على شكل هيكل عظمي، يوم الخميس 1 نوفمبر 2018 في مخيم للاجئين يبعد نحو أربعة أميال من المستشفى الذي كانت تتلقى العلاج فيه شمال البلاد.
أمل لخصت معاناة اليمن وآلام شعبه على مدى 3 أعوام جراء القصف العشوائي الذي ينفذه كل يوم التحالف العربي بقيادة السعودية والذي لا يفرّق بين مدني وعسكري بين رجل أو امرأة بين طفل أو عجوز، هكذا مضت ليالي اليمن على مدى أكثر من ألف ليلة وليلة ولم يحرك المجتمع الدولي ساكناً تجاه معاناة اليمنيين وتدمير بلادهم حتى أن بعض الدول التي كانت تمدّ السعودية بالسلاح رفضت إنهاء الحرب حتى لا تتوقف صفقات الأسلحة ويخسروا عقودهم، أما بعد انتشار صورة أمل على هذا النحو في الغرب نأمل بأن يساهم الرأي العام العالمي بالضغط على أمريكا والسعودية لإيقاف نزيف الدم اليمني.
يقول ديكلان وولش، الذي كشف عن فظائع الحرب في اليمن في تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأسبوع الماضي: إن أمل حسين الهزيلة، التي كانت مستلقية بصمت على سرير المستشفى في شمال اليمن، بدت كأنها تلخص الظروف الخطيرة التي تمر بها بلادها التي مزقتها الحرب.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولة عن القسم الدكتورة مكية مهدي جلست ومسحت على شعرها، وأشارت إلى بشرتها قائلة: “انظر.. لا لحم ولا عظم”، وقالت الدكتورة مكية: “هذه طفلة مشردة عانت من المرض والتشرد.. لدينا مثلها الكثير”، ونقلت العائلة أمل إلى بيتها في المخيم، وهو عبارة عن كوخ بني من القصب والبلاستيك، ولكن الدكتورة مكية حثت والدة الطفلة على أخذها إلى عيادة أطباء بلا حدود في عبس التي تبعد 15 ميلاً لكن العائلة لم تكن تملك مالاً، حيث زادت الأسعار بنسبة 50% عن العام الماضي، وكانت والدة أمل مريضة وتتعافى من حمى الضنك التي ربما أخذتها من الذباب الذي يتوالد في المياه العكرة في المخيم.
ونشرت الصحيفة صورة للفتاة الجائعة، وأدت إلى إثارة انتباه القراء الذين عبروا عن شعورهم بالحسرة، وعرضوا المال للعائلة، وكتبوا متسائلين عما إذا كانت صحتها تتحسن.
أما والدة الطفلة “أمل” مريم علي فقد علقت على وفاة طفلتها بالقول: “قلبي تحطم”، حيث بكت على الهاتف، وأضافت: “كانت أمل مبتسمة دائماً، وأنا قلقة الآن على بقية أولادي”.
ويضيف وولش: إن الثمن الإنساني الرهيب للحرب التي تقودها السعودية على اليمن أصبح في مركز الغضب الدولي، ما أدّى بالغرب إلى إعادة النظر في دعم هذه الحرب.
1.8 مليون أمل في اليمن
الطفلة أمل التي تعدّ واحدة من 1.8 مليون يمني يعانون من فقر التغذية، وضعت وجهاً للمعاناة الإنسانية والخوف اللذين تسببت بهما كارثة من صنع البشر، التي ستغمر البلد في الأشهر المقبلة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من تزايد عدد اليمنيين الذين باتوا يعتمدون على الحصص الغذائية الطارئة، فيما يمكن أن يزيد العدد من 8 ملايين إلى 14 مليوناً، وهذا هو نصف عدد سكان اليمن، مشيراً إلى أن عمال الإغاثة اليمنية والقادة السياسيين يطالبون بوقف الأعمال العدوانية، والقيام بخطوات طارئة لإنعاش الاقتصاد اليمني المنهار، حيث دفعت أسعار الغذاء المرتفعة السكان إلى حافة المجاعة.
وكانت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونيسف) أكدت أن نهاية الحرب في اليمن لا تكفي لإنقاذ الأطفال في البلاد المنكوبة، وسط جهود لإعادة إطلاق محادثات السلام هذا الشهر.
وأكد خِيرت كابيلاري المدير الإقليمي لليونيسف الأربعاء لوكالة فرانس برس “اليوم، يواجه 1,8 مليون طفل تحت سن الخامسة سوء التغذية الحاد، و400 ألف سوء التغذية الحاد الوخيم”، وحذر كابيلاري من أنه حتى قرار إنهاء الحرب متأخر للغاية لإنقاذ أطفال البلاد.
أسلحتهم قتلت أمل.. فهل توقظ صورتها ضمائرهم؟!
على ما يبدو أن التاريخ يتكرر في قسمه المأساوي أكثر مما يتكرر في قسمه الإنساني والأخلاقي، وأكثر مشاهد القسم الأول وحشيةً هي الحرب بجميع أبعادها لكونها مثالاً حياً على الوجه المظلم للبشرية والذي تجسده معاناة الأطفال وصورهم بأفضل تجسيد، من منا لا يذكر الطفلة الفيتنامية “كيم فوج” التي كانت أحد أهم أسباب إيقاف الحرب هناك بعد أن التقط لها المصورون صورة وهي تعدو حافية عارية من هول قذائف النابالم التي كانت ترميها الطائرات الأمريكية لتنزع عنها لباسها وتحرق جسدها الطري ما جعلها تعدو باكية مصعوقة والنيران تحيط بها من كل جانب صارخة بملء فمها “أريد ماء …ماء..ماء” من شدة الحروق التي تعرضت لها والنار التي كانت تشعر بها على كامل جسدها.
“أسلحتهم قتلت أمل.. فهل توقظ صورتها ضمائرهم؟!” هذا عنوان تقرير نشرة موقع الوقت التحليلي حيث يتكرر هذا المشهد المأساوي بطريقة مختلفة في اليمن الذي يعاني ما يقارب المليوني طفل من أبنائه الجوع والمرض وخطر الوفاة بأي لحظة، ومن بين هؤلاء الأطفال خرجت إلى العلن قصة الطفلة اليمنية “أمل حسين” التي نشرت صورتها الأسبوع الماضي صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية وبدت أمل في الصورة تبحث عن بارقة أمل بعينيها البريئتين المتعبتين من شدة المرض والجوع ونقص العلاج اللازم علّها تتمكن من النجاة وتعيش طفولتها مثل بقية أطفال هذا العالم، لكن أمل التي تعاطف معها الملايين حول العالم هزمها الموت بعد معاناتها من القيء والإسهال المتكرر الذي لم تصمد أمامه لأيام.
رحلت أمل بصمت حابسةً أناتها ومعاناتها في جسدها النحيل الذي بدا على شكل هيكل عظمي، يوم الخميس 1 نوفمبر 2018 في مخيم للاجئين يبعد نحو أربعة أميال من المستشفى الذي كانت تتلقى العلاج فيه شمال البلاد.
أمل لخصت معاناة اليمن وآلام شعبه على مدى 3 أعوام جراء القصف العشوائي الذي ينفذه كل يوم التحالف العربي بقيادة السعودية والذي لا يفرّق بين مدني وعسكري بين رجل أو امرأة بين طفل أو عجوز، هكذا مضت ليالي اليمن على مدى أكثر من ألف ليلة وليلة ولم يحرك المجتمع الدولي ساكناً تجاه معاناة اليمنيين وتدمير بلادهم حتى أن بعض الدول التي كانت تمدّ السعودية بالسلاح رفضت إنهاء الحرب حتى لا تتوقف صفقات الأسلحة ويخسروا عقودهم، أما بعد انتشار صورة أمل على هذا النحو في الغرب نأمل بأن يساهم الرأي العام العالمي بالضغط على أمريكا والسعودية لإيقاف نزيف الدم اليمني.
يقول ديكلان وولش، الذي كشف عن فظائع الحرب في اليمن في تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأسبوع الماضي: إن أمل حسين الهزيلة، التي كانت مستلقية بصمت على سرير المستشفى في شمال اليمن، بدت كأنها تلخص الظروف الخطيرة التي تمر بها بلادها التي مزقتها الحرب.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولة عن القسم الدكتورة مكية مهدي جلست ومسحت على شعرها، وأشارت إلى بشرتها قائلة: “انظر.. لا لحم ولا عظم”، وقالت الدكتورة مكية: “هذه طفلة مشردة عانت من المرض والتشرد.. لدينا مثلها الكثير”، ونقلت العائلة أمل إلى بيتها في المخيم، وهو عبارة عن كوخ بني من القصب والبلاستيك، ولكن الدكتورة مكية حثت والدة الطفلة على أخذها إلى عيادة أطباء بلا حدود في عبس التي تبعد 15 ميلاً لكن العائلة لم تكن تملك مالاً، حيث زادت الأسعار بنسبة 50% عن العام الماضي، وكانت والدة أمل مريضة وتتعافى من حمى الضنك التي ربما أخذتها من الذباب الذي يتوالد في المياه العكرة في المخيم.
ونشرت الصحيفة صورة للفتاة الجائعة، وأدت إلى إثارة انتباه القراء الذين عبروا عن شعورهم بالحسرة، وعرضوا المال للعائلة، وكتبوا متسائلين عما إذا كانت صحتها تتحسن.
أما والدة الطفلة “أمل” مريم علي فقد علقت على وفاة طفلتها بالقول: “قلبي تحطم”، حيث بكت على الهاتف، وأضافت: “كانت أمل مبتسمة دائماً، وأنا قلقة الآن على بقية أولادي”.
ويضيف وولش: إن الثمن الإنساني الرهيب للحرب التي تقودها السعودية على اليمن أصبح في مركز الغضب الدولي، ما أدّى بالغرب إلى إعادة النظر في دعم هذه الحرب.
1.8 مليون أمل في اليمن
الطفلة أمل التي تعدّ واحدة من 1.8 مليون يمني يعانون من فقر التغذية، وضعت وجهاً للمعاناة الإنسانية والخوف اللذين تسببت بهما كارثة من صنع البشر، التي ستغمر البلد في الأشهر المقبلة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من تزايد عدد اليمنيين الذين باتوا يعتمدون على الحصص الغذائية الطارئة، فيما يمكن أن يزيد العدد من 8 ملايين إلى 14 مليوناً، وهذا هو نصف عدد سكان اليمن، مشيراً إلى أن عمال الإغاثة اليمنية والقادة السياسيين يطالبون بوقف الأعمال العدوانية، والقيام بخطوات طارئة لإنعاش الاقتصاد اليمني المنهار، حيث دفعت أسعار الغذاء المرتفعة السكان إلى حافة المجاعة.
وكانت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونيسف) أكدت أن نهاية الحرب في اليمن لا تكفي لإنقاذ الأطفال في البلاد المنكوبة، وسط جهود لإعادة إطلاق محادثات السلام هذا الشهر.
وأكد خِيرت كابيلاري المدير الإقليمي لليونيسف الأربعاء لوكالة فرانس برس “اليوم، يواجه 1,8 مليون طفل تحت سن الخامسة سوء التغذية الحاد، و400 ألف سوء التغذية الحاد الوخيم”، وحذر كابيلاري من أنه حتى قرار إنهاء الحرب متأخر للغاية لإنقاذ أطفال البلاد.