الطريق إلى جهنم ..
الشاعر / معاذ الجنيد
يا لِثَاراتِ (صالحِ الصمَّـادِ)
وهيَ تذرو الغزاةَ ذَرَّ الرمادِ
وهيَ مِن فوقهم وأسفل منهم
ثُمّ من حولِهم لَبِالمرصادِ
أدخلَتْهُمْ مُرَبّعاتِ المنايا
جَهّزَتهُمْ سنابلاً للحصادِ
كان يحصِيهُمُ الرَّدَى في سِجِلٍّ
أصبحوا يُقتَلُونَ بِـ(العَدَّادِ)
ومَن استصعبوا المَجِيءَ إلينا
أوصَلَتْ موتَهُمْ لكُلّ بلادِ
لم تزل نشرةُ المساءِ تُغَطّي
مُستَجَدّاتِ (صالحِ الصَمّادِ)
***
يا لِثَاراتِ شعبِنا الحُرِّ لَمَّا
يُصبِحُ الثأرُ في طريقِ الجهادِ
كُلّما أعلنَ العِدى عن هجومٍ
غرقوا بعدَهُ بشهرِ حِدادِ
فـَ(عويدين) كان يُنهِي لِواءً
ولِوَاءً (أبو شهيد الجرادي)
ومَغَازِي (أبي صلاح) أعَادَتْ
لِحِمَانا حواضِراً وبوادي
فَزَعاتُ المجاهدينَ عليهم
خَسَفتْ بالعبيدِ والأسيادِ
يملكون السلاحَ من كلِّ نوعٍ
ويجيئونَ رافِعينَ الأيادي!!
وتُنادِي جُنودُهم: يا إلهي
ما الذي ساقنا ليومِ التّنَادِ
كُلّما أقبَلَت كتيبةُ زَحَفٍ
لَعَنَتْ أُختَها لِما هوَ بَادِي
لم نقُلْ: سَلِّمُوا السلاحَ! وألقَوا
في يدينا مخازِنَ الإمدادِ
ويكأنّ العدوّ أضحى عميلاً
رامَ تزويدنا بجُلِّ العتادِ
تتهَاوى قُوى الضلالةِ.. لكنْ
قوّةُ الله ما لها من نَفَادِ
***
حين زادَ الطغاةُ في الأرضِ جَوراً
قالَ ربُّ السما: أتاكُمْ عِبادي
فِتيةٌ من إرادةِ الله جاءوا
يقهرون المُحالَ بالاعتيادي
إنْ مشوا زلزلوا الثَّرى.. وخُطَاهُم
سَجَّلتها مراكِزُ الأرصَادِ
رَجِعَ البحرُ للوراءِ قليلاً
حين شَنّوا هجومَهُم في الأعادي!
ويحُ بعضِ الغزاةِ لمّا أحسّوا
بأسَ شعبي.. تَظَاهَروا بالحِيادِ!!
كُلُّ جيشٍ أتى غمرناهُ موتاً
وبعثنا بِهِ لبئسِ المِهَادِ
واتّصلنا بخازِنِ النار.. قُلنا:
أكمِلِ البطشَ.. فالقلوبُ صَوادِي
قُتِلوا لحظةَ الوصول إلينا
قبل أن يُفصِحوا بِما في الفؤادِ
قُلْ لَهُمْ أنتَ بالنِيابةِ عنّا:
كيف كان انطباعُهُم عن بلادي؟؟
أيها الصامتون عن كُلِّ جُرمٍ
كادَ أن يستفزّ صمتَ الجَمَادِ!!
لا تصيحوا لأجلنا.. ولتصيحوا
رأفةً بالعبيدِ والأوغادِ!!
صارَ تحت الترابِ أكثرُ ممّن
فوقَهُ.. والسوادُ فوق السوادِ
إنّ ذاكَ الرماد.. كانَ لِواءً
ما نَجَا منهُ.. غيرُ ذاكَ الرمادِ!
طَلَلَاً دَارِسَاً هُنالِكَ صاروا
وحديثاً كقومِ (نوحٍ) و(عَادِ)
أضحَتِ البارِجاتُ مُستشفياتٍ
لبقايا الرؤوسِ والأجسادِ
كُلُّ قبرٍ يُوَسِّدُ اثنين منهُم
لم يَعُد للقتيل قبرَ انفرادي!
بعدَ ما جَاوَزُوا الألوفَ وأضحى
كلّ يومٍ نُفُوقهُم في ازديادِ
تحت هذا الثَرى ينامُ رُفاتٌ
عالَمِيٌّ مُنَوَّعُ الأحقادِ!!
الوفِيّاتُ يا عَوالِمُ مِنّا
وعليكُم شهائدُ المِيلادِ
***
أقبلوا من جُذورِ (لُورانس).. جئنا
من سَنا ثورةِ الإمامِ (الهادي)
ضَلّلَتهُم صحيفةُ (البُوستْ وَاشُنْ…)!
وهَدَتنا (صحيفةُ السَجّادِ)
لا يزالون قاصرين علينا
قبل عقدَين و(الإمارتُ) نَادِي
من رَقَى للعُلا بسُلّمِ مَجْـدٍ
غيرُ مَن يرتقي على مِنطادِ!
من يظُنُّ السيوفَ للرقصِ تُنضَى
يحسبُ العِيسَ أُمّهاتِ الجِيادِ!
هُم كما الدُّود نشأةً ونُمُوّاً
طرأوا هكذا بِلا أجدادِ
لَعِبَ النفطُ بالرُّعاعِ فجاءوا
من عداواتهم بلا أبعادِ
هُمْ يظُنُّونَ حربَهُم في بلادي
كالحروبِ التي على (الأيبَادِ)
قبلها لم يُجرِّبوا أيَّ حربٍ
ما لَهُم في القتال أيُّ امتِدادِ
أُنهِكُوا وهي واقِعٌ.. ليس يُجدي
أمرُ إلغائها من (الإعدادِ)
هكذا تنتهي الممالِكُ طيشاً
حين تغدو بقبضةِ الأولادِ!!
***
يا زماناً مؤمركاً صَارَ فيهِ
ليس يدري العدوُّ كيف يُعادي!
(لندنٌ) ساقَت (الرياضَ) فِداءً
لترى شكلَ موتها باعتقادي
و(أبو ظبي) ما أتتنا اختياراً
فـ(أبو ظبي) كلبةُ (الموسادِ)
دفعوهُم لأرضنا وهِيَ نارٌ
وعليها من الغِلاظِ الشِّدادِ
نَجحوا باحتلال شِبرٍ.. ولكنْ
ذلكَ الشِّبرُ كانَ (صلعةَ هادي)
فليقولوا بأنهم حكموها
بعد هذا العناءِ والإجهادِ
إنّها مثلُ أرضهم ورؤاهُم
صَلدةٌ لو تكَدّسَت بالسّمادِ!
إنّ شرَّ الدواب (آلُ سعودٍ)
وخنازيرُ (زايدٍ) و(زيادِ)
بعدَ جمعِ الجيوشِ من كُلِّ أرضٍ
بعد حربٍ طويلةِ الاتِّقادِ
يتمنّونَ أن نموتَ بجُوعٍ
أو بداءٍ مُدَبّرٍ.. أو فسادِ!!
يا لِحُلمِ الطغاةِ كيف تلاشى
وغدا مُحبطَ المُنى والمُرادِ!
من أعانَ الأُباة.. والحربُ نارٌ
ليس تُعييهِ جبهةُ الاقتصادِ
بيننا.. يوم تُجبَرونَ جهاراً
أن تبيعوا قصورَكم في المزادِ
كُلَّ يومٍ تفبركون انتصاراً
وتُعيدونَ رَحْـلَكم بالكسادِ
الزُّحوفاتُ في (عربسات) خابَتْ
فأعيدوا الزُّحوفَ عبر (الروادي)
وعليها تمَدّدُوا حيثُ شئتُم
واقتلوا كُلَّ ساعتين قِيادِي
لن تكونوا بحاجةٍ لدليلٍ
غير صوتِ المُذيعِ من أيِّ وادي
كذبةُ (الكاميرات) أسرعُ كشفاً
فاكتفوا بالأثيرِ أو بالمِدادِ!
***
أيها المُحبطونَ في كُلِّ شيءٍ
أَيُّهَا المُثقَلونَ بالأصفادِ
نحنُ ندري بمستوى ما حشدتُم
إنّما اللهُ فوقَ كُـلِّ احتِشادِ
سَلِّموا الحُكمَ للشعوبِ ومُوتُوا
إنّما ((أهدِكُم سبيلَ الرشادِ))
انصِتُوا الآنَ.. فالوجودُ يُدَوّي:
يا لِثَاراتِ (صالحِ الصمَّـادِ)