الخبر وما وراء الخبر

عن تصريحات ماتيس وبومبيو!!!

112

بقلم / فاضل الشرقي

التصريحات الأمريكيية الأخيرة من قبل وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين بخصوص وقف الحرب في اليمن تصريحات خطيرة جدا للغاية، لأن لها أهداف ونوايا شريرة فعندما تسمع أمريكا تتحدث عن السلام فتأكد أن وراء ذلك الحرب الضروس والتصعيد الكبير، وهذا ما هو عليه واقع الحال في اليمن، ففي الأمس سمعنا هذه التصريحات من الأمريكيين بخصوص الحرب في اليمن، وفي نفس الوقت وتزامنا مع هذه التصريحات ترافق معها تصعيدا عسكريا كبيرا في عدد من الجبهات، واستعدادات وتجهيزات أكبر في جبهات الساحل الغربي بالذات تمهيدا للقيام بأكبر العمليات العسكرية خلال هذه الأيام، وأمس مساء أكثر من عشرين غارة جوية على العاصمة صنعاء فقط، هذه كانت محصلة نتائج التصريحات الأمريكية والأوروبية عن السلام ووقف الحرب في اليمن.

القراءة الصحيحة للتصريحات الأمريكيية والأوروبية هو أنها تأتي في إطار التضليل بهدف المزيد من التصعيد، والتوسع في العمليات العسكرية التي يجري التحضير لها في هذا الأيام، ومن جهة أخرى تهدف للضغط على السعودية والإمارات لإنجاز وتحقيق الحسم العسكري خاصة في الحديدة خلال هذه المدة التي حددوها بشهر لوقف اطلاق النهار، وانهاء العمليات العسكرية، ومن جهة ثالثة لصرف وحرف مسار الأنضار والإعلام والرأي العام عن جريمة اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” التي قام بارتكابها “محمد بن سلمان” في فضيحة عالمية للأمريكيين أنفسهم، ولتخيف الضغط العالمي المتصاعد ضد نظام الحكم السعودي وعن محمد بن سلمان شخصيا…

الحقيقة أن اليمنيين لم يعودوا ممن تنطلي عليهم مثل هذه الحيل والتصريحات، وليسوا ممن ينخدع بأمريكا وهم يعتبرونها “الشيطان الأكبر” ويهتفون بالموت لها ليلا ونهارا، وعندما تسمع أمريكا تتحدث عن السلام فثق وتأكد أن وراءها الخطر الكبير، والشر المستطير، وأن الشيطان لم ولن يكون داعية سلام في أي يوم من الأيام.