الخبر وما وراء الخبر

لماذا ننسى الأحلام التي شاهدناها؟

58

لماذا تراودنا الأحلام ولماذا ننساها؟ يجيب خبراء المجال عن ذلك بأن هذه التجارب المنشطة للذاكرة مهمة بشكل جوهري للحفاظ على صحتنا العاطفية والنفسية ولإلهام حل المشكلات والإبداع.

وتشير الدكتورة كات ليدريل -وهي عالمة فسيولوجية في النوم- إلى أن الأحلام تساعدنا على معالجة ما يجري في يقظتنا، حيث إننا “غالبا ما نحلم بالأشياء التي تشغل بالنا، الأشياء التي تمتلئ بها أيامنا”.

وتضيف أن “ما نقوم به في حياتنا اليومية يتجمع في أحلامنا، فعلى سبيل المثال يحلم الطلاب الرياضيون بالرياضة، وقد يحلم أولئك المولعون بالتسوق عبر الإنترنت بالملابس، وتشير الأبحاث إلى الاستمرارية بين حياة اليقظة والأحلام، أي أن مخاوفك وتجاربك ومفاهيمك تستمر في أحلامك، وهو ما يطلق عليه فرضية الاستمرارية”.

وتضيف ليدريل أنه على الرغم من أن مثل هذه الأحلام يمكن أن تكون في كثير من الأحيان مبهجة أو حتى مبتذلة فإن لها أيضا وظيفة أكثر جدية هي تنظيم وتفريغ شحناتنا العاطفية.

ونتيجة لذلك توصي ليدريل بأنه قد يكون من المفيد تتبع الأحلام لتحديد شواغل الشخص من خلال تدوينها في يوميات بحيث تساعد في تذكرها وتدبرها، الأمر الذي قد يبرز الضغوط الاستثنائية التي يمر بها الشخص.

الحلم بتجارب مؤلمة مثل الطلاق يمكن أن يساعد في تخفيف الاكتئاب والقلق، وبناء على ذلك يبدو أن الوقت شاف عظيم، وأن التفكير في الأمر أثناء النوم هو دائما نصيحة حكيمة
ويتعمق الدكتور ماثيو ووكر -وهو خبير في النوم ومؤلف كتاب “لماذا ننام؟”- في المسألة فيطرح ببلاغة فكرة أن الأحلام هي شكل من أشكال العلاج بين عشية وضحاها، وأنها “بلسم مهدئ ليلي” يخفف وطأة التجارب الصعبة أو المؤلمة.

وتؤيده في هذه النظرية الدكتورة روزاليند كارترايت مؤلفة كتاب (عقل الأربع وعشرين ساعة) بقولها “الحلم بتجارب مؤلمة مثل الطلاق يمكن أن يساعد في تخفيف الاكتئاب والقلق، وبناء على ذلك يبدو أن الوقت شاف عظيم، وأن التفكير في الأمر أثناء النوم هو دائما نصيحة حكيمة”.

وللإجابة عن السؤال: لماذا النوم يساعدنا؟ لاحظ الدكتور ووكر أنه أثناء فترة حركة العين السريعة (آر إي إم) في النوم تتوقف تركيزات النورادرينالين الكيميائية المرتبطة بالتوتر، مما يتيح مساحة هادئة وآمنة للتخلص من الشحنة العاطفية لتجاربنا وهضمها.

وأشار بعض الخبراء إلى أن غياب هرمون آخر اسمه نوربينيفرين -وهو ناقل عصبي يتعلق بالإجهاد والذاكرة أيضا- هو السبب في نسيان الكثير من أحلامنا، وهناك تفسير آخر هو أن الدماغ ببساطة يجيد تناسي غير الضروريات، وهذا هو السبب في أن الأحلام الغريبة أو الكبيرة تميل إلى البقاء، في حين أن الأحلام العادية تنسى.

وتعتقد الدكتورة ليدريل أن مشاركة المحتوى الأكثر أهمية لأحلامك مع شريك الحياة والأصدقاء والأسرة يمكن أن تعزز الثقة والصلة في العلاقات.