الخبر وما وراء الخبر

قراءة في أصداء أبرز أحداث شهر أكتوبر ٢٠١٨م

57

بقلم / محمد فايع

من يتتبع منطلق أبرز الأحداث التي انشغل بها الرأي العام العالمي الرسمي والشعبي خلال شهر أكتوبر المنصرم والتي لا تزال تداعياتها وامتداداتها قائمة ومستمرة سيجد أن تلك الأحداث المتتالية كانت أصلا نتاجا لتطورات أحداث المواجهات التي يخوضها الشعب اليمني في مواجهة عدوان التحالف الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة ولعل أبرز تطورات المواجهة في شهر أكتوبر هو سقوط وهزيمة قوى العدوان في معركة الساحل الغربي حيث مني التحالف الصهيو أمريكي البريطاني الفرنسي وأدواته على مستوى المنطقة بفشل ذريع و هزيمة مروعة إذ استطاعت قوة الشعب اليمني الضاربة أن تلحق بقوى العدوان خسائر كبيرة بل وأن تقصم ظهر كل تلك الحشود والإمكانيات العسكرية بفضل الله بالإضافة إلى ما حققته قوة الشعب اليمني الضاربة من إنجازات كبيرة على مسار جبهات جيزان وعسير ونجران الأمر الذي دفع بقوى العدوان إلى الاعتراف مؤخرا بالهزيمة في أكثر من موقف وبمختلف الأساليب .

هزيمة قوى العدوان في الساحل الغربي والعمليات النوعية التي نفذها الجيش اللجان الشعبية في جبهات الحدود خاصة في جبهة جيزان كانت أيضا من أهم الأسباب الرئيسية التي دفعت الرئيس الأمريكي ترامب بأن يخرج ويصرح في أكثر من خطاب بأن نظام آل سعود وأمثاله من أنظمة البترو دولار لا تستطيع البقاء إلا بالحماية الأمريكية.
اختفاء ومقتل خاشقجي إرادة أمريكية

بعد أيام من حملة ترامب المهينة للنظام السعودي ظهرت قضية اختفاء ثم مقتل الصحفي خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا ومن تابع أصداء القضية ومن قرأ حيثياتها وخاصة من الجانب الأمريكي سيصل إلى حقيقة بأن العملية جرت بإرادة وإشراف أمريكي مخابراتي وأن تركيا اختيرت بعناية وعن سابق تخطيط وترصد لتكون بلد الحادثة فيما كان ولي العهد السعودي هو رأس حربة التنفيذ باعتبار أن تصفية خاشقجي كانت مطلبا للأمريكي والسعودي معا وفعلا وبتلك الطريقة الوحشية والغبية تم تصفية خاشقجي.

كما أراد الأمريكان كان أهم أهداف تصفية خاشقجي هو إسقاط نظام آل سعود في مستنقع تلك الفضيحة فلا يجد الملك سلمان وابنه من يخرجهما منها سوى أمريكا وهكذا عزز ترامب من واقعية ما كان أكده وكرره بأن النظام السعودي لا يمتلك أي مقوم من مقومات البقاء سواءً العسكري أو السياسي إلا بالحماية الأمريكية.

ما يتعلق بتركيا ونظامها فإن المخابرات الأمريكية حينما اختارت تركيا لتكون بلد اختفاء ومقتل خاشقجي قصدت إيقاعها في فخ القضية بكل متعلقاتها وتداعياتها السياسية والأمنية والأخلاقية كعقاب للنظام التركي نتيجة لمواقفه السياسية التي تصنفها أمريكا بأنها مواقف معادية لسياستها في المنطقة والعالم الإسلامي كما يسعى الأمريكان إلى استغلال قضية خاشقجي لممارسة أعمال ابتزازية للنظام التركي بهدف تغيير علاقاته الاستراتيجية مع كل من روسيا وإيران .

زيارة نتياهو لسلطنة عمان

في إطار ترابط تداعيات الأحداث خلال شهر أكتوبر جاءت زيارة نتنياهو إلى مسقط وهي لاشك زيارة اختير زمانها ومكانها بعناية إذ أريد لها أن تبعث رسائل كما تحقق أهداف متعددة ومن تلك الرسائل والأهداف الظاهرة ما يلي:

1. التمهيد والتهيئة لإمكانية زيارة نتنياهو لعواصم عربية أخرى كالسعودية والإمارات وغيرها ذلك أن زيارة نتنياهو لمسقط تقول إذا كنا قد تمكنا من زيارة دولة عمان التي تعتبر بالمقارنة مع الرياض وأبو ظبي الأقل ارتباطا وعلاقة ولو إعلاميا بالكيان الصهيوني فإن زيارتنا لغيرها من العواصم مثل الرياض والإمارات سيكون أكثر تقبلا .

2.على مستوى المواجهة ضد محور المواجهة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة أراد العدو الصهيوني أن يبعث برسالة مفادها هاهي حتى سلطنة عمان وسلطانها من كنتم تراهنون عليها وتقيمون معها علاقات استراتيجية اتضح أنها الأقرب إلى التحالف الصهيو أمريكي أكثر من غيرها، فماذا تبقى لكم.؟

3. ما يتعلق بسلطنة عمان كنظام فإن الهدف من زيارة نتنياهو هو ضرب دور سلطنة عمان في المنطقة وتشويه صورتها أمام شعبها وأمام الشعوب العربية.

4. من أهداف الزيارة الصهيونية لعمان ضرب العلاقة الودية السياسية بين الشعب اليمني ممثلا بقواه المواجهة للعدوان وبين سلطنة عمان وفي مسعى إلى إغلاق بوابة عمان في وجه الشعب اليمني باعتبار عمان تمثل المتنفس الأخير لليمن نحو الخارج كما يعتقدون.

5. سعي قوى تحالف العدوان الصهيو أمريكي للحد من نشاط الوفد الوطني في الخارج والذي ترك أثره الكبير بالفعل لدى الرأي العام الخارجي حيث التعريف بقضية اليمن ومظلومية شعبه في مواجهة العدوان.

6. من تداعيات الزيارة الصهيونية لمسقط لاحظنا كيف استغل كلاب الخيانة والعمالة تلك الزيارة وكيف عملوا منها مادة إعلامية وسياسية للمزايدة على موقف أنصار الله والشعب اليمني من قضية التطبيع مع العدو الصهيوني في محاولة خاسرة لتشويه أنصار الله بشكل خاص ولتشويه المشروع الثوري للشعب اليمني في مواجهة العدوان والتآمر الصهيو أمريكي بشكل عام، وفي مسعى أيضا إلى إغراق اليمن وشعبه في تبريرات وردود استهلاكية داخلية لإضعاف وحدة وصمود الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان .

تداعيات زيارة نتنياهو لمسقط أو على ما ترتب عنها من حملة الكيد والمزايدة والتشوية كان الرد اليمني سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي في مستوى المواجهة، وهو رد ختمته قوة الشعب اليمني الصاروخية بإعلان انجازها الاستراتيجي العسكري التصنيعي الجديد المتمثل في صناعة صاروخ باليستي ذكي متطور وذلك في إطار منظومة صاروخية متطورة سيعلن عنها قريبا، وهذا مثل ردا مزلزلا للعدو الأمر الذي دفع وزير الحرب الأمريكي للخروج والحديث عن السلام وما السلام .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com