الحقيقة لا غير
بقلم / أحمد محمد الدفعي
مع مرور الزمن وتعاقُبِ الأحدّاث تتجلّى الكثيرُ من الحقائِق التي كان يُخفيها العدوانُ السعوديّ الأمريكي على بلدنا والتي لَطالما استبعدها البعضُ من الناس داخل مجتمعنا اليمني.
والبعضُ لم يكتفِ باستبعاد هذه الحقائق فحسَب، بل استنكر أنها قد تحدثُ، ونقصد بهذه الحقائق، حقائق وأطماع وأهداف العَدّو الأمريكي السعوديّ مِن شنّه الحرب العدوانية على اليمن، والتي حذّر منها قائد الثورة، [السيد عبَدالمَلّكِ بدر الدين الحوثي] يحفظه الله قبل العدوان وأثناء العدوان، ولا زال يحذر من خطورتها إلى اليوم، وحذّر المخدوعين والعمُلاء الخونة، من ارتمائِهم في أحضَان الخارج، وأن عاقبتهم الخزي والعار، في الدنيا والآخرة.
وأنا أتذكر كلمة للسيد عبدِالملك الحوثي قالها في خطابة أثناء الاحتفال، بمناسبة المولد النبوي الشريف، أمام الجماهير المحتفلة في حديقة 21 سبتمبر من العام 2014، حيث قال قاصداً أُولئك الذين يعملون للخارج 《إنكم تعطون الخارج أَكْثَـــر مما يعطيكم》.
ولم يفهم أُولئك المارقون بل مضوا في استكبارهم وعمالتهم للدول الخارجية، حتى بدأ العدوان السعوديّ الأمريكي على الشعب اليمني، بعد أن قطع الشعب اليمني اليدَ العميلة للخارج، فهلّلَ مَن هلّلَ، وكَبّر من كبَّر، من العُملاء والخونة، والمخدوعين، مرحبين ومساندين العدوان على بلدهم.
وكلامي هنا للمخدوعين، الذين ظنوا أن العدّو السعوديّ أتى ليَجعلنا نعيش في رفاه اقتصادي، وانه وانه… إلخ من العبارات الزائفة.
وبعد مرور أربعه أعوام من العدوان ووصول الحال إلى ما هي عليه الآن من غلاء المعيشة وتدهور اقتصادي، في كُـلّ اليمن، وقتل وسجون واغتصابات في المحافظات المحتلّة، هل استوعبتم الدرس جيداً أم أن “الأستاذ” لا يملك الأسلوب المناسب في إيصال الفكرة إليكم؟
وهل الخليج الغني أنفق مئات المليارات من الدولارات لإنقاذ اقتصاد اليمن الفقير، وحارب الفقر المُدقِع الذي اعتراكم بسبب وصايته السابقة على بلدكم؟
أم أنه أنفقها في إفقاركم وتجويعكم؟!!
هل السعوديّة والإمارات بنت مؤسّساتكم الحيوية والبُنية التحتية لبلدكم، كما كان يصرح بها أسيادكم على شاشات العربية والحدث؟.
أم أنها أتت بحادث سلاح العالم وتكنولوجياته المتطورة لتدميرها كلياً!!
هل حرّرتكم السعوديّة والإمارات في جنوب اليمن وشرقه من الاستبداد الحوثي ومنحتكم الحرية بزجكم في السجون واغتصابكم داخلها وتصويركم بمشاهد فاضحة؟
وهل الخليج سعى إلى مواجهة المد الفارسي في اليمن بمد الأنبوب النفطي عبر المهرة إلى بحر العرب؟
لماذا لم تأخذوا هذه الحقائق على محمل الجد؟
ما الذي جعلكم غير مبالين بهذه الحقائق يا ترى؟
هل هو الحقد الدفين على اليمن وعلى الشرفاء الذين حَرّروا اليمن من الوصاية الخارجية (أنصار الله)؟
أم هي نشوة المال المدنَّس أنستكم أرضكم وأعراضكم؟
وإنْ كان غير ذلك فعليكم فحص جيناتكم الوراثية لأي أصل تعود..
وما هي خطة عملكم القادمة؟ هل هي مع بلدكم أم ضده كسابق عهدكم؟
والذي سيحفظ لكم ماء الوجه هو أن تعلنوا اعتذاركم للشعب اليمني..
وأن تكفّروا عن أخطائكم بتوجيه بنادقكم إلى صدور المحتلّين.
والوقوف إلى جانب الأحرار لتحرير أرضكم المحتلّة، قبل فوات الأوان.
وللَّه عاقِبة الأمور.