زراعة الحبوب في اليمن تحديات وجهود …
بقلم / مـاجـد الـسياغـي
تتصدر الحبوب الغذائية قائمة الإستهلاك في اليمن ، وتسيطر زراعة الحبوب على معظم المساحات المزروعة لغرض توفير الغذاء وتشكل الجزء الأكبر من المساحة المزروعة بنسبة 56% في المتوسط من اجمالي المساحة المزروعة في الجمهورية اليمنية .
الإ ان هذه المحاصيل الإستراتيجية تواجه رزمة من الصعوبات والتحديات المختلفة منها عوامل طبيعية تتمثل في تدني الإنتاجية للهتكار الواحد والتصحر والانجراف والآفات الزراعية ،اضافة الى شحة المياه الجوفية وتدني مستوى هطول الأمطار التي تعتمد عليها هذه المحاصيل بنسبة 80%. وهناك عوامل اقتصادية وفنية كالمدخلات الزراعية ووسائل الري الحديثة والتوسع العمراني وتلاشي العديد من الخبرات الزراعية بفعل التنمية الحضرية .
كل ذلك ساعد على تدني مستوى الإنتاج وقاد الى تزايد الإعتماد على الإستيراد في ظل النمو السكاني المرتفع ، ويستهلك اليمنيون من الحبوب ما يزيد عن ثلاثة ملايين ونصف مليون طن بشكل سنوي لا تزيد نسبة الاكتفاء الذاتي منها عن 10% . وانعكست تداعيات العدوان والحصار المباشرة وغير المباشرة سلباً على طول السلسلة الزراعية وضاعفت من حجم التحديات امام هذا القطاع الحيوي الذي يشكل مصدر دخل لــ53% من القوى العاملة في البلاد ويعتمد عليه اكثر من 70% من اجمالي السكان في حياتهم ومعيشتهم .
وتحتل محافظة ذمار الزراعية المرتبة الثالثة في نسبة المساحة المزروعة بالحبوب والثانية من حيث كمية الإنتاج على مستوى الجمهورية ، وكونها كذلك يوجد في المحافظة عدد من الهيئات والمؤسسات الزراعية التي تعمل على تقديم الخدمات الزراعية والإرشادية وتلبية احتياجات الأمن الغذائي .
وتقوم الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي بتطوير أصناف مختلفة من البذور وتوزيعها على عدد من المزارعين بغرض تنفيذ حقول بحثية تطوعية كخطوة على طريق توفير الغذاء وإنتاج محاصيل ذات كثافة وجودة عالية.
كما قامت وتقوم المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة بتأمين بذار محسن من حقولها وتوسيع نطاقه بالتعاقد مع المزارعين وتوزيعه بأسعار تشجيعية حيث بلغ الإنتاج خلال العام الماضي 700 طن ويتوقع ان يصل الإنتاج خلال الموسم الحالي الى اكثر من 2000 طن .
وانطلاقاً من الوعي الجيد لمفهوم نقاوة البذرة وأثرها الإيجابي على مستوى الإنتاج وتكاليفه وجودته وترجمة لتوجيهات القيادة السياسية الرامية الى الاهتمام بالقطاع الزراعي نظراً لارتباطه الوثيق بمواطن الأمن الغذائي دعا محافظ ذمار محمد حسين المقدشي المزارعين للتنافس على جائزة الرئيس الشهيد صالح الصماد لأكبر منتجي حبوب المقدمة من مؤسسة تنمية وإنتاج الحبوب والمتضمنة مستويان الأول جائزة لأفضل بحث علمي في هذا الجانب والثاني لأكبر منتج حبوب من المزارعين والمستوى الثاني يضم جائزتين الأولى على مستوى الجمهورية والثانية على مستوى المحافظة .
جاء ذلك خلال تدشين الدورة التدريبية التي أقامتها المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة خلال الأيام القليلة الماضية استهدفت 90 مشاركاً من كوادر المؤسسة والمزارعين المتعاقدين معها في مجال تكنولوجيا البذور المحسنة حظيت باهتمام قيادتا وزارة الزراعة والري والسلطة المحلية بالمحافظة .
يأتي ذلك في وقت يشكل فيه الجميع كتلة متجانسة لتحقيق مستوى ملائم من احتياجات التوسع في زراعة الحبوب تعززت بتضافر الجهود بدءً بقيادة الوزارة وقيادات المحافظات ومروراً بالهيئات والمؤسسات الزراعية والإدارات العامة المعنية ومكاتب الزراعة والري بالمحافظات وانتهاءً بالمزارعين الذين يشكلون حجر الزاوية في النشاط الزراعي ، الا ان التحديات لازالت كبيرة والفجوة الغذائية لا تزال قائمة بالتزامن مع تزايدالنمو السكاني المستمر، فكما كان للظروف والعوامل الطبيعية و الإقتصادية وتداعيات العدوان والحصار التأثير المباشر وغير المباشر لا يمكن النظر لقضية الغذاء في اليمن بمعزل عن قضية الغذاء على الصعيد العالمي والتي أصبحت تؤرق كثير من دول العالم بفعل عناصر متضافرة .
فهل نستطيع الوصول الى الأكتفاء الذاتي والتحول من ندرة الحبوب الى وفرتها في اليمن ؟
ستكون الأجابة على هذا التساؤل بشكل مبدئي ( لا ) وذلك اعتماداً على المؤشرات العامة وبنية القطاع الزراعي ولكن اذا ما وضعنا تلك المؤشرات على خارطة العلم وتم ادخال عدة عوامل على منظومة الإنتاج ستختلف الأجابة تدريجياً حتى نصل في النهاية الى ( نعم ) .