الخبر وما وراء الخبر

شاهد بالصور: مجاميع سلفية إرهابية تابعة للعدوان تفجر أشهر وأهم مسجد أثري في اليمن

91

قالت مصادر محلية بمحافظة الحديدة إن مجاميع مسلحة من السلفيين الذين يقاتلون ضمن قوات التحالف السعودي الإماراتي، قاموا بتفجير وهدم جامع الفازة التأريخي الذي يقدر عمره بأكثر من ألف وأربعمائة عام بحجة وجود قبر داخله.

وأفادت المصادر إن المسلحين السلفيين التابعين للتحالف، دمروا الجامع، أمس الإثنين بواسطة مفتجرات ديناميت وحولوه إلى تراب، متذرعين بوجود قبر لشخصية دينية يقصده الناس في المنطقة، وهو ما يعتبروه مخالفا للدين وفق معتقداتهم.

ويقع المسجد على بعد أمتار من ساحل البحر الأحمر في مديرية التحيتا التابعة لمحافظة الحديدة، ويعد أحد أبرز المعالم التأريخية في المنطقة، وترجح مصادر تأريخية أنه بُني في العهد النبوي، واستقر فيه الصحابيان معاذ بن جبل وأبوموسى الأشعري قبل أن يتفرقا الأول باتجاه تعز، والأخر باتجاه مدينة زبيد.

ويتكون المسجد من ثلاثة قباب بيضاء، ويحيط به سور مبني من الحجار، إضافة لمنارة صغيرة، ويطل بشكل مباشر على مياه البحر، وظل منذ بناؤه مقاوما للملوحة، ويرتاده الزائرين من حين لآخر، كمعلم أثري بارز.

وأظهرت صور المسجد الذي يقع في مديرية التحيتا جنوب الحديدة، وقد سوي بالأرض وأصبح مجرد أطلال، ما أثار سخطاً كبيراً لدى المثقفين اليمنيين والمهتمين بالتراث.

وأوضح الكاتب علوان مهدي الجيلاني أن “هذا الجامع بني في القرن الثاني الهجري واشتهر كمكان مبارك أعاد بناؤه النجاحيون ثم الأيوبيون، أما الرسوليون والطاهريون فكانوا يقيمون فيه احتفالاتهم الدينية ثم رممه العثمانيون. واحترمته الدول كلها. بوصفه مكان خلوة الصالحين والعلماء حتى جاء الذين حسبناهم الملاذ”.

وأكد الجيلاني أنه “بتدمير مسجد الفازة وتسويته بالأرض، تفقد تهامة وزبيد واليمن كلها واحداً من أهم شواهدها الروحانية على مدار 1200 سنة”، وقال “ومن هنا مرت عشرات الدول وجحافل كثيرة من الجيوش عبر التاريخ، لم تفكر في إيذاء المسجد ولا تربصت للنيل منه”.

وشدد على أنه ليس من الممكن أن تطلق أيدي المتطرفين لتدمر التراث الديني والإنساني بهذا الشكل»، مؤكداً أن «هذه جريمة نكراء يجب الوقوف في وجهها، وناشد اليونسكو ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وكل هيئات حقوق الإنسان في العالم من أجل إيقاف هذا العبث.

وتعرضت الكثير من الآثار اليمنية للدمار والتخريب منذ بدء التحالف السعودي الإماراتي حربه على اليمن في مارس 2015م، وشمل ذلك تعرضها للسرقة والتهريب والإخفاء.