هل تفي الرياض لأزلامها..؟؟
ذمار نيوز/ خاص/ السبت 11 صفر 1440هـ، الموافق 20 اكتوبر 2018م.
لكل من كان يشكك بآلية عمل النظام السعودي في التشفي من أتباعه وعملائه ما عليه سوى مشاهدة تعاطي آل سعود مع قضية خاشقجي وكيف تم تقطيعه دون رحمة بعد أن كان يوما من الأيام أحد أهم المستشارين في القصور الملكية وأوصلته حساسيته مع الأمير محمد بن سلمان إلى مغادرة البلاد ومن ثم القتل بدم بارد على أراضي دولة أجنبية دون حتى أي احترام لسيادة هذه الدولة أو القوانين الدولية.
بكل الأحوال اعترفت في الأمس السلطات السعودية بأن الصحافي جمال خاشقجي قد مات بالفعل، وعمدت إلى تلفيق سيناريو غير قابل للتصديق بأي شكل من الأشكال، والسنياريو الذي أمضت عليه واشنطن وتم عرضه على الأتراك يقول بأن خاشقجي توفي في مقر القنصلية السعودية بعد شجار مع عدد من الأشخاص، وقال النائب العام أن السلطات السعودية أوقفت 18 شخصاً وهم متورطون في مقتل خاشقجي سيخضعون جميعاً للمحاكمة.
تفاصيل الحادثة ومدى مصداقيتها موضوع آخر، نحن نريد أن نتحدث عن تعاطي السعودية مع هذه الحادثة وكيف استغنت عن رجالها الأوفياء ووضعتهم في “بوز المدفع” ليتعرضوا للتحقيق والمحاكمة وربما الاعدام لابعاد أي تهمة ممكن أن يتعرض لها ولي العهد محمد بن سلمان فيما يخص هذه القضية علما أن جميع التحقيقات والتحليلات تفيد بأن عملية القتل كانت بأمر من ابن سلمان نفسه.
رجال استغنى عنهم ولي العهد
نبدأ من الشخصيتين البارزتين اللتين تم اعفائهما من مناصبهما يوم أمس بعد الاعلان عن مقتل خاشقجي، وهما اللواء أحمد العسيري وسعود القحطاني علما أن الاثنين لم يقدما على اي خطوة دون مشورة ابن سلمان نفسه وبأوامر منه، ويمكننا هنا أن نذكر بالتغريدة التي نشرها مستشار ولي العهد السعودي المقرب سعود القحطاني على حسابه “تويتر” قال فيها أنه لا يتخذ أي قرارات من تلقاء نفسه وأنه يتلقى التعليمات من “ابن سلمان” وأعاد نشر هذه التغريدة المغرد الشهير “مجتهد” مطالبا الجميع بترجمتها إلى جميع اللغات للضغط على القيادة السعودية وكشف المسؤول الأول عن هذه الجريمة البشعة.
العسيري
اللواء أحمد العسيري والذي يشغل منصب نائب رئيس جهاز الاستخبارات السعودية هو أحد أبرز الأسماء المطروحة لتولي هذه المهمة، خاصة وأن ولي العهد محمد بن سلمان هو من رفّعه إلى المكانة التي هو عليها اليوم وأشركه في ملفات أمنية واستخباراتية عالية الحساسية ومنحه صلاحيات واسعة وقلّص من نفوذ أبناء عمومته قبل أن يعزلهم من مناصبهم النافذة داخل الأجهزة الأمنية.
العسيري اليوم تحول من اقرب المقربين لولي العهد إلى كبش فداء في حادثة حاشقجي لانه نفذ اوامر رئيسه بن سلمان، وقبل اعفائه من منصبه كنا قد ذكرنا بأن العسيري من أبرز الشخصيات التي ستتم التضحية بها، لكونه من أبرز الشخصيات المشاركة في تحالف العدوان ضد اليمن، وله مساهمات كبيرة في قتل الأطفال والنساء هناك، وبإقصائه على هذا النحو يكون ابن سلمان قد “ضرب عصفورين بحجر واحدة” وأظهر للجميع بادرة حسن نية فيما يخص موضوع اليمن بعد ابعاد الرجل الأخطر في تلك الحرب، وربما يريد أن يعطي اشارة بأنه ماض نحو المفاوضات لكننا نستبعد ذلك لطالما أن ترامب لا يريد انهاء هذه الحرب حتى اتمام صفقة الأسلحة.
لذلك يمكن القول بأن العسيري هو “كبش الفداء” الذي قد يساق إلى محكمة الجنايات بعد الباسه تهمة قتل خاشجي في خال لزم الأمر، ونقل الكاتب في صحيفة واشنطن بوست “ديفيد إغناشيوس” -عن مصدر مطّلع على تقارير المخابرات الغربية- أن العسيري اقترح مرات عدة على محمد بن سلمان اتخاذ إجراءات بحق خاشقجي وآخرين، كما أنه وحسب مسؤولين أمريكيين كان يخطط الشهر الماضي لإنشاء فريق خاص لتنفيذ عمليات سرية.
وكانت نيويورك تايمز أفادت بأن الرياض ستحمي ولي العهد بإلقاء مسؤولية مقتل خاشقجي على مسؤول بالمخابرات السعودية.
إذن الظروف مواتية اليوم لحرق ورقة العسيري ولن يكون هذا الأمر صعباً على ولي العهد الذي حبس أقرب المقربين إليه دون أن يهتزّ له جفن.
سعود القحطاني
شخصية أخرى تم اعفائها ويمكن تحميلها مسؤولية مقتل خاشقجي ألا وهي “سعود القحطاني” ذراع ابن سلمان والمُؤتَمِر بأمره، وقائد الحملات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ضد خصوم السعودية، مثل إيران وقطر، وكذلك منتقدي النظام.
ليس من الصعب تلبيس القحطاني تهمة اغتيال خاشقجي وتقطيعه نظراً لدور هذا الرجل البارز في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض قمعية يتمكن من خلالها من معرفة المعارضين للنظام السعودي ومن ثم يحضّر لهم مكيدة معينة ويوقع بهم، وهذا ما حاول تجربته مع جمال خاشقجي، وذلك في ظل التسريبات التي كشفت عن مهاتفته المتكررة لخاشقجي، ومحاولة استدراجه للعودة إلى السعودية، وكذلك نفض التراب عن تغريداته القديمة التي توعّد فيها معارضي السعودية بالتصفية والاغتيال.
خالد التويجري
من منا لايذكر إقالة خالد بن عبدالعزيز التويجري رئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين من منصبه، حيث كانت اقالة هذه الشخصية من منصبها فور وصول الملك سلمان إلى كرسي العرش الأبرز والأقوي تأثيرا نظرا لأهمية هذه الشخصية التي ساهمت غلى حد كبير في ابراز نجم أمير على حساب أمير آخر وايصالهم غلى السلطة المطلقة حتى أن كان يطلق عليه اسم “صانع الملوك” لكن “صانع الملوك” هذا شكل خطرا على الملك سلمان الذي كان يتطلع إلى توريث ابنه العرش، وشعر بخطر بقائه في الديوان الملكي لذلك عمد إلى اقصائه خوفا من أن يعرقل خطط الملك.
هذه السياسية لآل سعود ليست بالجديدة فعشرات المشايخ وعشرات الصحافيين الذين كانوا يسبحون بحمد ال سعود اليوم اما تحت التراب، وخاشقجي منهم، او في السجون كشعرات الدعاة، او يعيشون في الخارج هربا من القصاص.