الخبر وما وراء الخبر

في اشارة الى رضوخها لمطالب ترامب: السعودية تتبرأ من تركي الدخيل بعد مقال “التهديدات” والإجراءات التي قد تتخذها المملكة ضد أمريكا

62

أكد كبير المستشارين في السفارة السعودية بواشنطن، “فيصل بن فرحان”، أن الكاتب تركي الدخيل (المقرب من دوائر صنع القرار في المملكة) لا يمثل السعودية معتبرا ان مقاله الأخير “لا يعكس بأي حال تفكير القيادة السعودية“.

وأعاد بن فرحان في تغريدة عبر حسابه الرسمي بـ”تويتر” نشر انتقاد وجهته “كريستين ديوان”، الباحثة المقيمة بمعهد دول الخليج الفارسي في واشنطن إلى مقال “تركي الدخيل”، قائلا: “هذا المقال لا يعكس بأي حال تفكير القيادة السعودية“.

وأثار مقال “الدخيل” جدلا واسعا على عدة مستويات، خاصة أنه تحدث عن إجراءات تصادمية واضحة قد تتخذها السعودية ضد أمريكا، تصل إلى عدم الالتزام بإنتاج مستقر للنفط، بما يسمح لسعر البرميل بأن يتجاوز 200 دولار، فضلا عن سماح الرياض بإنشاء قاعدة روسية وشراء أسلحة من موسكو، والتصالح مع إيران.

وقال الكاتب السعودي إن السعودية ستتخذ أكثر من ثلاثين إجراء، حال أقدمت الإدارة الأمريكية على فرض أي عقوبات على السعودية، مستندا بذلك إلى معلومات من داخل أروقة صنع القرار السعودي، لكن مستشارا في سفارة الرياض بواشنطن أكد أن ما قاله الدخيل لا يمثل الحكومة والقيادة.

وجاء مقال “الدخيل”، بعدما توعد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” باتخاذ موقف قوي وفرض عقوبات شديدة ضد السعودية حال تأكُد تورطها في قتل وإخفاء الصحفي السعودي البارز عقب زيارة قنصلية بلاده بإسطنبول؛ في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ومن المؤكد ان نشر الدخيل الذي يعتبر مقرباً جداً من ولي العهد السعودي لهذا المقال جاء بالتنسيق الكامل مع جهات اتخاذ القرار في السعودية وانه لم يكن يهدف سوى الى توجيه رسالة خاصة لبعض المخاطبين. ويرى متابعون أن نشر هذا المقال يمكن ان يصنف ايضا ضمن حلقة من سلسلة القرارات المتسرعة والخرقاء التي تنم عن التخبط الذي يسود نظام آل سعود في هذه الايام بسبب ازمة خاشقجي.

كذلك يرى المراقبون ان التهديدات التي اطلقها تركي الدخيل في مقاله ليست فقط تقع خارج صلاحياته بل هي خارج صلاحيات قادته السعوديين ايضاً.