الادمان على الذل سقوط اخلاقي
بقلم / وسام الكبسي
لقد عمل حكام الجور عبر التاريخ علئ بناء مداميك الحكم على اسس وقوانين ذاتيه ناتجه عن الرغبه النفسيه وأملات المتملقين النفعيين من الملا حولهم مستخدمين ابواق خاصه بهم لتزييف وعي العامة من الناس من علماء البلاط وما اسؤ مايقومون به من أدوار لترسيخ دعاءم الطغيان وسلاطين الجور ،حيث يقومون بالعزف على اوتار العاطفة الدينية فيخلقون اجواء الخضوع والاستسلام عن طريق وجوب طاعة الظالمين ،وجعل الخروج عليهم كفرا بواح لايغفر ذنب صاحبه ،فأوجدو مجتمعات توارثت الذل جيلا
جيلا بعد جيل بل يعدون الجلد على الضهر مضهر من مضاهر الطاعة والولا والانقياد فأصبحت قطاعات واسعة من ابناء المجتمع كا الانعام تساق بالسياط لاتهتدي في وجهتها ولم تعد تعرف مصيرها .
هكذا كانت سياسة بني امية والتابعين لهم والناهجين نهجم حتى يومنا هذا، سياسة الترهيب والترغيب وتزييف الوعي ،ولم يكن استنكار هشام ابن عبدالملك على الامام زيد عليه السلام حين وقف الامام زيد ذلك الموقف العظيم ، اذ وقف مهددا مستشار الخلفية الاموي وهو يعرض في رسول الله (والله لوتمكنت لقطعت عنقك) فما كان من هشام الا ان رد في خضوع بلسان المعتذر بصوت الخافت الخانع الذليل (مه يازيد لاتؤذ جليسنا)بهكذا ذلة وخنوع وليس غريبا ان يكون هذا موقفه لان من يكون عزيزا امام المؤمنين لابد وان يكون ذليلا صاغرا امام الاعدا ،ومن يسعى لتوطيد سلطانه مستعينا بأعداءه من الطبيعي ان يكون خاضع لارادتهم وبالتالي يكون غليظ شديد على من يحكمهم ،ولكن من نال العزة بالله يكون واقعه مغايرا تماما فلا يمكن ان يتسلل الخوف الى قلبه مهماكان على الاطلاق ، فلم يكن من الامام زيد عليه السلام الا ان يقف شامخا وهو ممتلا ثقة بالله رافعا صوت الاحرار وموقفهم المبدأي في مواجهة الطغيان معلنآ ثورته على الطاغوت من داخل بلاط سلطته.
وما نشاهده في واقعنا الحالي من ذل وخضوع لملوك وزعماء اعراب حالهم كحال هشام وامثاله، يخاف بشكل مخزي من ان يتفوه احد ما على امريكا واسرائيل لذا فمن البديهي ان نجد من يقوم بالدفاع المستميت من مرضى القلوب وعديمي البصيرة، يصدرون مواقف ضد من يهتف بالبراءة من اليهود ويحرض عليهم بطرق شتى واساليب متعدده اعلامية وتثقيفيه وفرق من الخطباء والدعاه فصار في واقعنا الف الف هشام وعشرات الطغاة من النسخ الاصلية من الشجرة الخبيثه ممن شمرو للدفاع عن اليهود بشكل صريح وواضح بل قدمو شعوب بأكملها قرابين لرضاء عنهم.
ان الادمان على الذل هو ماجعل ترامب يهين حكام بني سعود بهذه الطريقة المشينة والمخزيه بعد ان حلبها مليارات الدولارات جهارا نهارا وامام نظر وسمع العالم اجمع لذا(نجد نماذج مقززة تبيع الارض والعرض دفاعا عن السعودية والامارات )كما قال بذلك الرئيس مهدي المشاط في ذكرى ثورة اكتوبر المجيدة (مشاطرا للشعب الفخر والاعتزاز أزاء مواقف الرجال الكرام من صعدة الى المهره في مواجهة العدوان واذيالهم) ،وبكل مشاعر العزة والفخر والاباء موجه رسالة لمدمني الذل حد الانبطاح وعليهم فقط ان يقولو( (لا) لترامب وسيكون الشعب الحر في الجزيرة في طليعة المدافعين عن ارض الحرمين الشريفين ازاء اي ردود فعل متهورة من الرئيس الامريكي وسنضمد الجراح).
لقد صدر التهديد شديد اللهجة من ترامب بقوله(سيكون هناك عقاب شديد للسعودية في حال ثبت وقوف السعودية وراء اختفاء الصحفي خاشقجي) قطعا لن نسمع اي ردة فعل من بني سعود على الاقل للحفاظ على ماء الوجه، لان من قام بالاعتداء وحشد الحلف على شعب عربي مسلم منذو اربع سنوات بشكل لم يسبق له مثيل عبر التاريخ من حيث شدة الهجوم وبشاعة القصف وتضييق الخناق والحصار الاقتصادي وباع القضية المركزية للامة فلسطين العروبة والتاريخ.في سبيل امريكا التي يتلقى الصفعات المدوية والاهانات المتتاليه درن مراعات لما يقومون به من مواقف لصالحهم ومن اجل البنت المدللة اسرائيل ،انه الادمان على الذل كون بعض الخدم لا يرتاح له بال مالم يتلقى الاهانات والشتائم من سيدة الغليظ، وهذا ماهم عليه بني سعود ،فمثلما قدم هشام الاموي الاعتذار الضمني لمستشاره بذل وخضوع وادب جم ،لن يجرأ بن سلمان ان يقول لترامب (لا) فمتى رد الخادم لسيده ب(لا) وهو يقرع بالعصا ايها الرئيس الشجاع والشعب الابي؟؟؟؟؟