الخبر وما وراء الخبر

“محمد بن نايف” يعود بقوة للواجهة بفضل خاشقجي!

73

أزمة اختفاء خاشقجي وتطورات الوضع حول مصيره، تسببت بأن يطرح البعض في الولايات المتحدة اسم الأمير “محمد بن نايف” كبديل وحلّ مقبول للأزمة الحالية، التي تهدد مستقبل علاقات الرياض مع واشنطن، وربما مع العديد من العواصم الأوروبية.

وجاء ذكر بن نايف، الذي شغل في السابق منصب وزير الداخلية السعودي وولي العهد أيضاً، قبل الإطاحة به في يونيو/حزيران 2017، وتصعيد محمد بن سلمان مكانه، في مقالات عدة في الصحف الأميركية الرئيسة كـ”نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست”، مع الإشارة لضرورة إزاحة ولي العهد الحالي، كما مدحت كتابات عدة في إمكانات بن نايف في الوقت ذاته.

وطالب الكاتب المعروف في صحيفة “نيويورك تايمز” نيكولاس كريستوف بلاده بمعاقبة المملكة السعودية، وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ خطوات جادة ضد الرياض.

وكتب كريستوف: “بصراحة هذا عار على المسؤولين في إدارة ترامب وأباطرة الأعمال التجارية، الذين سبق لهم أن صفقوا لابن سلمان رغم سجنه عشرات رجال الأعمال والأمراء، وخطفه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإجباره على الاستقالة، والتهور بخلق أزمة مع قطر، بالإضافة إلى حرب اليمن التي خلفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يعيش قرابة ثمانية ملايين يمني على حافة المجاعة”.

وطالب كذلك واشنطن بأن “تبدأ تحقيقاً بموجب قانون ماجنيتسكي، وأن تكون على أهبة الاستعداد لفرض عقوبات على المسؤولين السعوديين، بمن فيهم محمد بن سلمان”.

وختم كريستوف مقاله ناصحاً إدارة ترامب بأن تبلغ الرياض ضرورة البحث عن ولي عهد جديد بدلاً من “الأمير المجنون” الذي قتل خاشقجي، مضيفاً أن “مثل هذا الأمير لا ينبغي أن يحتفى به وإنما يجب أن يوضع في زنزانة”.

أما رئيس وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أيه” بين عامي 2013 -2017 جون برينان، فأشار إلى أن “الاستخبارات السعودية والأجهزة الأمنية كان لديها سمعة فظيعة، حيث قامت لعقود طويلة بعمليات خطف مواطنين سعوديين وغير سعوديين، إلا أن هذه الممارسات توقفت مع وصول محمد بن نايف، ولي العهد السابق، لمنصب نائب ثم وزيرٍ للداخلية بين العامي 2004 و2017”.

ورأى برينان أن “مهنية وحرفية أجهزة الأمن السعودية تأثرت سلباً بالإطاحة بمحمد بن نايف، وهي تخضع الآن، ومسؤولة بصورة مباشرة، أمام محمد بن سلمان”.

وعبّر برينان عن ثقته في توصل أجهزة الاستخبارات الأميركية لحقيقة ما جرى لجمال خاشقجي في إسطنبول، “وإذا ما تمّ التأكد من مقتله على يد الحكومة السعودية، يجب أن تأخذ إدارة ترامب والكونغرس والجماعة الدولية خطوات رادعة”. ورأى أنه “مثالياً، يجب أن يأخذ الملك سلمان خطوات فورية ضد المسؤولين عن الحادث. وإذا لم يملك الرغبة أو القدرة على اتخاذ مثل هذه القرار، يجب أن تتحرك واشنطن وتفرض عقوبات على المسؤولين عن قتل خاشقجي. وعليها أن تتبنى قراراً في مجلس الأمن ضد المسؤولين السعوديين، وأن توقف تصدير السلاح لها”.

ومنذ وصول محمد بن سلمان إلى سدة ولاية العهد على حساب محمد بن نايف في يونيو 2017، لم تتوقف تحليلات بعض خبراء الشأن السعودي، مثل بروس رايدل من معهد “بروكينغز”، والذي سبق له العمل في الـ”سي أي أيه” والبيت الأبيض، عن التحذير من تهور محمد بن سلمان، وذكر خسائر فقدان شخص بمكانة وإمكانات بن نايف.

وكتب رايدل في السابق مادحاً محمد بن نايف بالقول إنه “قد يكون ولي العهد الأكثر تأييداً للولايات المتحدة، وهو على الأرجح ضابط الاستخبارات الأكثر نجاحاً في العالم العربي اليوم”.

وخلال أول محطة خارجية لرئيس الاستخبارات المركزية في عهد ترامب، ووزير الخارجية الحالي مايك بومبيو للرياض في مارس/آذار 2017، تمّ منح ولي العهد السعودي آنذاك الأمير محمد بن نايف ميدالية “جورج تينيت”، التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للعمل الاستخباري المميز في مجال مكافحة الإرهاب، وهو الملف الأكثر أهمية لواشنطن.