الخبر وما وراء الخبر

 هل يعود لبوزة ويحرر الجنوب من أولاد زايد..؟؟

177

ذمار نيوز|خاص| الأحد 5 صفر 1440هـ، الموافق14 اكتوبر 2018م.

في مثل هذا اليوم المجيد أطلق الشهيد راجح بن غالب لبوزة شرارة ثورة ١٤ اكتوبر عام ١٩٦٣م من جبال ردفان ليسقط بدمائة التي سالت على جسدة نتيجة تعرضة لشضية دبابة بريطانية الامبراطورية العظمى ويمرغ انفها في التراب.

اليوم وبعد مضي ٥٥ عاما من فجر أكتوبر الأول يرزح الجنوب مرة أخرى تحت الإحتلال السعودي الاماراتي من سقطرى حتى المهرة وعدن وشبوة وحضرموت وأبين ولحج وصولاً إلى الضالع تحت ذرائع مختلفة ومتعددة تارة بإسم مكافحة الارهاب واخرى بأسم إعادة الشرعية.

تتشابهة مبررات إحتلال الأمس واليوم ففي عام ١٨٣٧م جنحت سفينة بريطانية في شواطي عدن، فاستغل البريطانيون الحادثة وأدعوا أن سكان عدن نهبوا مابداخلها من بضائع وذلك كذريعة لتحويل عدن إلى مخزن للسفن البريطانية تنفيذا لتقرير مستر هنز الذي أوصى بضرورة إحتلال عدن وإستغلال مكانتها الجغرافية ومميزات مينائها البحري الفريد في المنطقة، ونظراً لأن عدن كانت تابعة للسلطنة اللحجية التي رفضت المساس بالسيادة اليمنية وابدت إستجابتها لطلب البريطانيين بتقديم التعويضات، إلا أن الهدف كان إحتلال فالمستعمر رفض قبول أي تعويضات وهاجم عدن في يناير من العام ١٨٣٩م اكثر من مرة، حيث صد أبناء عدن السفن الحربية البريطانية واجبروها على الإنسحاب، إلا ان بريطانيا عززت قواتها باسطول عسكري لإحتلال عدن.

وفي ١٩ يناير من نفس العام تعرضت عدن لهجوم مدفعي عنيف لم يستطع أبناء المدينة مقاومته فسقطت المدينة لتحكم لندن مايزيد عن ١٠٠عام، واليوم تعود بريطانيا من النافذة بعد أن اخرجت من الباب قبل ٥٥ عاماً وعبر الإمارات التي أثبتت إنها اداة بريطانية و أمريكية تعمل على السيطرة على كل مقدرات الجنوب بذريعة طرد الحوثيين وإعادة الشرعية ومكافحة الإرهاب، وبين فترة وأخرى تبحث عن ذريعة لكي تتمدد في أرض الجنوب وتستحوذ على ثرواته، ورغم القمع والإنتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الإمارات في الجنوب سواء في السجون السرية أو الدفع بابناء الجنوب للقتال نيابة عنها في جبهات الشمال لاستنزاف قواهم واضعافهم وتصفيتة القوى الحية فيهم.

ورغم الفرق الكبير بين مستر هنز و إحتلال الإنجليز لعدن وتحويلها إلى مستعمرة بريطانية حضيت بالخدمات من مدارس ومستشفيات وطرقات، وتحولت إلى مركز تجاري في المنطقة العربية، وبين إحتلال الامارات الناعم لعدن والجنوب والذي كشف مدى حقد وغل شيوخ أبو ظبي لبلد عربي شقيق، فالإمارات تقوم بطلاء المدارس والمباني الحكومية وتحويلها إلى مقرات لها، وقامت بالسيطرة على مدينة عدن إلى سجن مفتوح لأبنائها، وصادرت المباني الحكومية وانشأت ١٨ سجناً سرياً اعتمدت الترهيب والترويع ضد المدنيين فاختطفت النساء والرجال وداهمت المنازل وصادرت الممتلكات، ومارست التعذيب ضد المدنيين وعملت على تصفية القيادات الدينية والعسكرية التي لاترغب ببقائها أو تشعر بخطورتها، دمرت ميناء عدن وعملت على إيقاف مصافي عدن التي انشأتها بريطانيا، سيطرت على المطار بذريعة الحماية واوقفت الحركة الملاحية فيه، اغلقت مطار الريان وحولته إلى سجن سري، وسيطرت على موانئ الجنوب من المكلا وصولا إلى ميناء الشحر في حضرموت، والنشيمية في شبوة يضاف إلى سيطرتها على حقول النفط وموانئ التصدير في الجنوب.

في عامين فقط من عمر الإستعمار الناعم استبدلت الإمارات الجيش بمليشيات متعددة ومتنوعة، وساهمت في تدمير الخدمات وعملت على الدفع بالعملة الوطنية نحو الانهيار. واعتمدت سياسة التجويع لإستغلال الشباب الجنوبي والدفع بهم إلى محارق الموت في معارك الشمال وتعاملت مع ابناء الجنوب كمرتزقة صغار تديرهم شركات أجنبية باقل التكاليف، طردت أبناء الشمال من الجنوب، واهدتهم ثلاجات موتى متنقلة.

عمدت إلى ضرب الوحدة الإجتماعية الجنوبية من الداخل وتغلغلت في اوساط قبائل شبوة وأبين ويافع والصبيحة لتصنع وفق سياسة فرق تسد، لتحدث انقسام إجتماعي لتتجه نحو تقاسم مقدرات الجنوب وموقعها مع السعودية التي تقوم بإنشاء أنبوب نفطي في المهرة بقوة السلاح. لقد اقترن اسم أبو ظبي وحكامها بالخراب والدمار والترهيب والعنف بالجنوب، ولايوجد اي إيجابيات لها على كافة المستويات، ففي عهد الإمارات فقدت عدن دورها الاقتصادي وأصبحت طاردة للإستثمار المحلي والدولي، وتراجعت الحركة التجارية وسادت العصابات المسلحة فيها وتسيد القتلة ومغتصبي الأراضي ممتلكات الدولة والمواطنين.

وبذكرى ثورة أكتوبر التي طردت اعتى إمبراطورية في الأرض في مطلع ستينات القرن الماضي، فأن ” الجنوب اليوم” بإنتظار ألف مارد يخطو خطوات الشهيد راجح غالب لبوزة، ليحرر الأرض والإنسان من دنس المحتل الجديد. ويبقى السؤال، هل يخرج مارد التحرير من جبال ردفان أم من أودية شبوة وأبين ام من صحاري المهرة، فالمارد قادم لا محالة وستعود الجنوب حرة أبية كما كانت وسينتصر أبناء الجنوب الأحرار وتنتحر الإمارات بأجندتها واطماعها عما قريب.