الخبر وما وراء الخبر

 *علماء وناشطون ل” ذمار نيوز”: حصار الشعب وتجويعه…جريمة لايمكن تجاهلها… والمجتمع الدولي يضع مواقفه للبيع والشراء.*

68

ذمار نيوز | خاص | استطلاع || أمين النهمي* 3 صفر 1440هـ الموافق 12 اكتوبر 2018م

يعيش الشعب اليمني هذه الأيام كارثة اقتصادية خانقة لم يسبق لها مثيل، وارتفاعا جنونيا هائلا في أسعار السلع الغذائية والمشتقات النفطية والغاز، وحصارا خانقا للعام الرابع على التوالي، ومن لم يمت بغارات طيران العدوان مات ألما ومعاناة جراء جشع التجار .

 

“ذمار نيوز” ألتقى عددا من المحللين والمهتمين بالشأن الاقتصادي، لمعرفة آرائهم حول من المسؤول وراء تدهور الاقتصاد اليمني، ويسعى إلى تأزيم الأوضاع المعيشية، وكانت الحصيلة الآتي:

البداية كانت مع العلامة/ الحسين بن أحمد السراجي_ عضو رابطة علماء اليمن، الذي أشار إلى أن: المسؤول الأول والأخير هو العدوان اللعين الذي فشل في المواجهة الميدانية على مدى أربع سنوات؛ فاتجه للعب بالورقة الإقتصادية والحصار الخانق، وهذه الورقة يفترض تحييدها لو كان ثمة أخلاق وقيم، وأمم متحدة، وقانون دولي، ومواثيق إنسانية، لكن جميع ذلك ساقط ويتوجه وفق رغبات الإستكبار العالمي، ومن يزعم غير ذلك فهو مخاتل كاذب أعمى الشقاء بصره.

 

وأوضح أن: حصار شعب وتجويعه جريمة لا يمكن تجاهلها، لكن المجتمع الدولي يضع مواقفه للبيع والشراء، وخيانة الضمير، وصمته وتجاهله، يكشف زيفه، وزيف شعاراته الإنسانية التي يحركها كورقة ضغط وابتزاز للشعوب والأنظمة المقاومة والرافضة لسياساته التي تكيل بمكاييل متعددة !!.،فالإقتصاد يفترض تحييده عن أي صراع مهما كانت أقطابه وأسبابه .

 

وأضاف: العدوان اللعين ومن خلال اللعب بورقة الإقتصاد والحصار يهدف لتحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها ميدانياً وهي التركيع والإستسلام ويأبى الله علينا ذلك وشعبنا الحر العزيز الكريم أوعى من الإنجرار خلف مآرب العدو وذلك ما كشفته ثلاث سنوات ونصف من العدوان والتكالب والقتل والخراب والتدمير والتآمر فالإيمان يمان والحكمة يمانية، كما قال النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وفي هذه الفترة نرى تجليات القول النبوي في إيمان شعبنا وصموده وصبره واستبساله وحكمته في التعامل مع المتغيرات والتأقلم مع كل الظروف، وفي المقابل لا يمكن إعفاء مواخير الفساد، وعتاولة الإحتكار،والإستغلال والإبتزاز المتكسبين، والمتربحين من آلام وأنَّات المواطنين بدون دين ولا ضمير؛ وكأنهم يعملون لصالح العدوان في الداخل، وقد زادوا المعاناة بما يفرض على الدولة القيام بمسئوليتها في حماية مواطنيها، وكبح جماح هؤلاء المستغلين وضبطهم ومحاكمتهم وما لم يقوموا بذلك فهم متواطئون معهم والله المستعان .
البنوك والصرافون والبيوتات التجارية يضاربون بالعملة الصعبة وقد تسببوا في انهيار الريال انهياراً مهولاً زاد من أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني ووقف هذا والضرب بيد من حديد من واجبات الدولة ولا إعفاء لهم .

 

وقال أن: الدعوة لثورة جياع، إنما هي دعوات زيف وضياع، فلو كانت صادقة، فتوقيتها كان قبل ثلاثة أعوام ونصف، وبالتحديد الأدق منذ نقل البنك المركزي إلى عدن والإمعان في تجويع وامتهان الشعب اليمني الكريم !!،هذه الثورة كان يجب أن تندلع باتجاه المناطق المسماة محررة، وصوب مأرب حيث النفط والغاز والخيرات والمشاريع؛ للمطالبة بوقف الحرب وفك الحصار وصرف المرتبات، ثورة الجياع تأخرت كثيراً وآن لها التحرك دفاعاً عن الوطن والسيادة والكرامة، المظاهرات الغاضبة الجائعة تنطلق على المعتدين المحاصِرين المتآمرين البائعين وطنهم، ومن بيدهم الثروة والمال والبنك لا على الجائعين المقتولين المحاصَرين المعتدى عليهم !!، ولئن كانت عكس ذلك فهي مشبوهة ولها أهداف عدوانية واضحة بالعقل والمنطق.

وختم بالقول: نحن نعترف، ونؤكد ببلوغنا مرحلة خطيرة من الوضع الإنساني، لكن ذلك لا يبرر الفوضى والخروج على المعتدى عليه، وتحميله المسئولية، وفي المقابل فالدولة مطالبة بمعالجة الوضع الإنساني والإقتصادي ولو بالحدود الدنيا، والتخلي عن الدعممة والمراجمة فوق العدوان وكأن الأمر لا يعنيهم .

فيما قال الكاتب/ عبدالله الدومري العامري _ ناشط في مكافحة الفساد، أن: المسؤول الأول عن تدهور الاقتصاد الوطني هي، قوى العدوان السعودي الأمريكي التي بدأت بذلك منذ اليوم الأول لعدوانها، عندما قامت بفرض حصاراً خانق وقامت بتدمير البنية الاقتصادية للشعب اليمني من مصانع وسدود ومزارع وقامت ولا زالت بنهب عائدات النفط والغاز والجمارك والموانئ، وآخر خطواتها قيامها بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن لتقوم بتلك الخطوة بحرمان الشعب اليمني من المرتبات،
والهدف من كل ذلك هو من أجل إخضاع وإركاع الشعب اليمني وكسر صمودة بعد أن فشلوا في تحقيق ذلك عسكرياً وسياسياً ضناً منهم بأنهم وبإستخدامهم لسياسة التجويع سيثيرون الغضب الشعبي ضد حكومة صنعاء، ولكنهم لا يعلمون بأن الشعب اليمني سيثور إلى الجبهات .

 

وأشار إلى أن قوى العدوان تظن بأن تجويع الشعب اليمني أنه هو الكفيل الذي سيحقق لها كل ما لم تستطع أن تحققه عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً لذلك ستكثف من سياسة التجويع بشكل أقوى وأشد مما سبق، وسيسقط رهانها كما سقطت كل رهاناتها السابقة لأنها لا تعلم إن الجوع كافر وأن اليمنيين لن يظلوا مكتوفي الأيدي ولن يموتون جوعاً وهم بجوار بلد فيه كل مقومات الحياة المعيشية، سيتدافع الآلاف من الشباب والرجال والأحرار إلى جبهات الشرف والبطولة،وسيزحفون تجاه المملكة السعودية وسيصلون إلى وسط الرياض ويزلزلون عروش الطغاة وستتكفل القوة الصاروخية بإمطار عواصم دول العدوان ومنشئاتها الاقتصادية.

 

وبين الأخ/ أبو زيد النهمي _ ناشط مجتمعي بالقول: بعد هزائم العدوان المتكررة وفشله الذريع على الصعيد العسكري في كل الجبهات، لجأ إلى الحرب الاقتصادية وسعى إلى تدمير البنية التحتية والمؤسسات الإيرادية والشركات والمصانع، والسيطرة على الموانئ وحقول النفط والغاز ، وترحيل المغتربين، ونقل البنك، وطباعة تريليونات الريالات من العملة المحلية دون غطاء، واستهداف سبل عيش الشعب اليمني.

وأكد في رسالته لمن يدعون إلى الخروج تحت مسمى ثورة الجياع، ولقوى العدوان: خبتم وخابت مساعيكم وأهدافكم القذرة كلها باءت بالفشل، ولن تنالوا من كرامتنا وحريتنا، مهما أمعنتم في القتل والحصار والتجويع، فالله ناصرنا، وهو نعم المولى ونعم النصير.