بحر ميدي يبتلع الغزاة
بقلم || علي الدرواني
لا تتوقف المفاجآت القادمة من اليمن، لا سيما في إطار الصمود الأسطوري الذي سجله الشعب اليمني في مواجهة العدوان والحصار والتجويع ومحاولات التركيع، وفي ظل الصمت الدولي المطبق رغم الهول المهول من الجرائم وما نتج عن هذا العدوان من مآسٍ وصفتها تقارير إنسانية وأممية بأنها الأبشع على المستوى العالمي، أو في مجال التصدي للعدوان رغم الإمكانات المتواضعة التي يمتلكها اليمن في وجه احدث آلة عسكرية موجودة في العالم تزودت بها الرياض وابو ظبي من القوى العالمية الغربية الكبرى، وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية التي قدمت وتقدم كل اشكال الدعم والمساندة لهذا العدوان.
رغم كل ذلك نسمع اليوم عن عملية بحرية جديدة اعلنت عنها القوات البحرية والدفاع الساحلي وقالت انها دمرت زورقا حربيا تابعا لقوى العدوان السعودي الأمريكي قبالة سواحل ميدي بسلاح مناسب، واكد مصدر في القوات البحرية هلاك كل من كان على متنه.
تكون هذه هي العملية الثانية خلال العشرة الايام الاخيرة بعد عملية نوعية استهدفت مجموعة من زوارق حرس الحدود السعودي داخل ميناء جيزان وكبدت العدو السعودي خسائر كبيرة نتيجة احتراق عدد من الزوراق في الميناء.
والى جانب عمليات سابقة استهدفت سفنا وبوارج حربية للعدوان قبالة السواحل اليمنية فإن القوات البحرية والدفاع الساحلي قد اكدت واقع الميدان البحري وانه لن يكون أقل شأنا من بقية الميادين التي تعصف بالغزاة وقواتهم وآلياتهم وتحيلها أكواما من الخردة وأثراً بعد عين.
منذ فترة تقارب النصف عام، بدأ تحالف العدوان تصعيده الأخير في إطار معركة الساحل الغربي معتمدا بالدرجة الأولى على السلاح البحري، بهدف رئيس هو غزو واحتلال الحديدة المدينة والمطار والميناء من أجل تشديد الحصار على الشعب اليمني وإركاعه.
ومع فشل ثلاث مراحل متوالية من التصعيد خلال هذه الفترة تكبدت فيها قوات الغزو والاحتلال خسائر كبيرة في الساحل الغربي، تتكشف أبعاد ومعطيات المناورة الدفاعية للجيش واللجان الشعبية ونجاعتها في مواجهة كل موجات التصعيد، ومن ناحية العمليات البحرية نجدها مستمرة في التصاعد والتنوع بين الهجوم على القطع العسكرية والمواقع البحرية للعدو سواء على السواحل اليمنية كما حصل في المخا أواخر تموز/ يوليو الماضي، أو سواحل السعودية كما في العمليتين الاخيرتين.
ومن أهم عمليات القوات البحرية والدفاع الساحلي التصدي لمحاولات الإبرار أكثر من مرة وإفشالها وإجبار السفن الحربية على التراجع امام اليقظة والجهوزية العالية التي أظهرتها الوحدات البحرية للجيش واللجان الشعبية.
ما يميز عمليات القوات البحرية والدفاع الساحلي، هو أنها لا تزال تحتفظ بما يعبر عنه بالغموض الاستراتيجي، ولم تكشف إلى اليوم عن أي من أوراق قوتها ووسائل دفاعها أو هجومها لتبقىي العدو أسيرا لأسوأ التوقعات في قادم الأيام.
وبينما تظل التهديدات المتواصلة لقوى العدوان بالتحضير للهجوم على الحيديدة، في كثير من حالاتها مجرد بروبغاندا، تهدف للحرب النفسية بالدرجة الاولى، تبقى الأفعال لدى القوات البحرية والدفاع الساحلي ومختلف قوات الجيش واللجان الشعبية سابقة للأقوال، وما هذه العملية وما سبقها من علميات بحرية نوعية إلا مصداق لهذا النهج.