أمريكا بلا طيار في معسكر العدوان تدخل خط المواجهة
نشرت صحيفة “وول ستريت الأمريكي” مطلع ابريل الماضي خبرا نقلت فيه تصريحات لمسؤولين في الإدارة الأمريكية قالوا أن أمريكا ستتدخل في العدوان على اليمن بشكل مباشر بعد ان ادركت فشل السعودية في تحقيق اهداف عسكرية بضرباتها الجوية بعد مرور أسبوعين على العدوان.
وإذا كان موضوع وقوف أمريكا وراء العدوان لم يعد مطروحاً للنقاش أو التشكيك نظراً للمصالح والمواقف المعلنة حول ذلك فإن ما يمكن توضحيه حول ذلك هو تحديد جوانب الدور الأمريكي في العدوان السعودي والتي تتمثل في ثلاث نقاط.
النقطة الأولى : تتمثل في آخر ادور لعبه الأمريكان وهو المشاركة المباشرة في مساندة طيران تحالف العدوان السعودي بإشراك الطائرات بدون طيار بالقصف في مارب والجوف وأخيرا تعز.
النقطة الثانية: ثاني دور لعبه الأمريكان في العدوان هو تزويد السعودية بالسلاح والأسلحة المحرمة في قصف المدنيين بشكل عشوائي كما تؤكد منظمتي هيومن رايتس والعفو الدولية وآخرها انقاذ الرياض التي نفد مخزونها من قذائف الطيران بالموافقة على بيع 40 الف قذيفة للطائرات بقيمة 1.29 مليار دولا اعلن عنها مؤخرا.
النقطة الثالثة: بالتزامن مع اعلان السفير السعودي لدى الأمم المتحدة من واشنطن عن العدوان في 26 مارس الماضي في خطوة تعبر عن الدور الأمريكي في العدوان والاعلان عنه من أراضي الولايات المتحدة كان متحدث البيت الأبيض يعلن للصحفيين والعالم عن تأييد واشنطن للعدوان على اليمن واضطلاعها بتقديم الدعم اللوجيستي والمعلوماتي لدول العدوان وكررت في عدة مناسبات التزامها بمواصلة تقديم هذا النوع من المساندة.
- بلا طيار الأمريكية تحاول انقاذ ما فشلت به الاف16 والاباتشي
يجري الحديث في أروقة الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية أن السعودية فشلت في تحقيق الأهداف المرسومة للعدوان والمتمثلة في القضاء على القوة العسكرية في اليمن وإعادة اليمن إلى حظيرة الهيمنة الأمريكية بعباءتها السعودية.
هذا الفشل وضع أمريكا أم مهمتين الأولى هي التدخل المباشر في العدوان ومحاولة تحقيق أي انجاز يسمح بالخروج من مستنقع اليمن والثانية تأتي بعد تحقق الأولى بإيجاد مخرج من الحرب يحفظ ماء وجه حلفاء واشنطن.
وقد شهدت الأيام الماضية أن حشدت دول العدوان كل طاقتها من عتاد عسكري وتصدير للمرتزقة المحليين والأجانب (سودانيين وكولومبيين وأفارقه) إلى تعز بالتزامن مع مئات الغارات الجوية بالاف 16 وطائرات الاباتشي بهدف تحقيق انجاز في تعز، غير أن ماحدث كان العكس حيث تعرض المرتزقة ومدرعاتهم وآلياتهم لمحارق كبيرة في جبهات الضباب وباب المندب والمسراخ والوازعية وغيرها وذاعت اخبار مئات القتلى وتدمير عشرات الدبابات والاليات والمدرعات في مختلف الجبهات وصاحب ذلك أيضا تقدما للجيش واللجان الشعبية في عدة جبهات وهو ما وضع واشنطن في موقف أصعب.
وعلى خلفية فشل مرتزقة العدوان وطائراته في التقدم لاستعادة معسكر العمري اقتحمت الطائرات الامريكية بدون طيار الأجواء باتجاه تعز وشنت عدة غارات على المعسكر ومواقع الجيش واللجان الشعبية ولم تستطع ان تحقق أي انجاز لتنضم إلى قائمة الفشل الذريع للعدوان ومن معه.
لم يكن التدخل بواسطة الطائرات بدون طيار مؤخرا في تعز هو فاتحة ذلك حيث سبق لطيران العدوان مساندة المرتزقة وقوات الغزو عبر طائرات بدون طيار قامت بقصف مواقع الجيش واللجان الشعبية في صرواح وساهمت في تغطية محاولات المرتزقة الفاشلة باتجاه كوفل.
بالتزامن مع العدوان استطاع أبطال الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على أكبر معسكرات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية كلها وهو معسكر “اللبنات” بمحافظة الجوف حيث كشف ذلك حجم التمويل السعودي المالي والعسكري وحجم الارتباط بينهما بكميات الأسلحة والذخائر السعودية التي تركها عناصر القاعدة في المعسكر بعد انهزامهم.
وتلى ذلك الانتصار تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية وسيطروا على عاصمة محافظة الجوف والتي اعدت من قبل واشنطن والرياض لتكون ملاذا للقاعدة يحقق الأمن للسعودية من ضربات الجيش واللجان الشعبية في الحدود.
خسارة القاعدة في اللبنات والجوف مثلت صدمة كبيرة لواشنطن والرياض واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز في ذلك الوقت أن الانتصار يفتح المجال للجيش اليمني واللجان الشعبية لشن هجمات وصفتها بالمميتة في عمق الأراضي السعودية.
ومنذ اندحار القاعدة من اللبنات والجوف شنت طائرات العدوان مئات الغارات على المعسكر والمحافظة صاحبتها عدد من المجازر بحق المدنيين وثقتها منظمات دولية اتهمت العدوان بقصف المدنيين عشوائيا.
مؤخرا أيضا دخلت أمريكا خط المواجهة المباشرة وشنت عدة غارات بواسطة الطائرات بدون طيار على معسكر اللبنات الذي فقدت السعودية وواشنطن بفقدانه حليفا مهما اسمه “تنظيم القاعدة”
- عشرات المليارات السعودية لواشنطن مقابل عشرات الاطنان من الأسلحة
منذ بداية العدوان وقعت السعودية عدة صفقات بعشرات المليارات لشراء أسلحة من واشنطن كان آخرها الخطوة التي انقذ بها البيت الأبيض حليفته السعودية ووافق على بيع 40 الف من الذخائر التابعة للطيران بعد ان نفد مخزون السعودية بفعل العدوان وذلك بقيمة 1.29 مليار دولار.
منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان طالبت من الرئيس الأمريكي وقف صفقة بيع الأسلحة للسعودية على خلفية قصف المدنيين في اليمن عشوائيا.
وقال جو ستورك نائب مدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا أن الإدارة الأمريكية على علم بالضربات العشوائية التي نفذتها الطائرات السعودية وأدت لمقتل المئات من المدنيين في اليمن.
واعتبر ستورك ان بيع ذخيرة للسعودية هو صفقة لقتل المزيد من اليمنيين وأن امريكا تتحمل جزءا من مسؤولية ما سيحدث مطالبا بوقف الصفقة حتى اجراء تحقيقات قانونية في الضربات التي اصابت المدنيين في اليمن.
وبخصوص النقطة الثالثة من الدور الأمريكي في العدوان والمتمثلة بالدعم اللوجيستي والمعلومات للعدوان فقد أعلن عنه من قبل البيت الأبيض في اول يوم من العدوان بشكل علني تجدد في عدة مراحل من الأشهر السابقة.
*صدى المسيرة