الخبر وما وراء الخبر

المغترب اليمني في السعودية .. معركة البقاء على قيد الحياة

52

في الـ(9) من مايو الماضي حذرت منظمة الهجرة الدولية من نوايا سعودية بترحيل (700) الف مهاجر يمني نهاية العام الجاري ، بعد قامت السعودية بترحيل اكثر من (17) الف مهاجر يمني حتى مايو المنصرم، وانتقد محمد كيري مدير عمليات منظمة الهجرة الدولية قائلاً ” لا يمكن للسعودية أن تعيد المهاجرين اليمنيين قسراً إلى اليمن؛ لاسيما وهي تقوم بقصف بلادهم “
الناشط الحقوقي جميل غانم قال في حديث لوكالة الصحافة اليمنية “لم يكن النظام السعودي يحمل أي مواقف انسانية طوال عهده، ولم تكن السعودية يوماً طرفاً في أي اتفاقية دولية في مجالات حقوق الانسان”،
واستشهد غانم بموقف السعودية من قضية الصومال بالقول “رغم ان النظام السعودي درج على تقديم نفسه قبل حقبة محمد بن سلمان باعتباره” راعياً للإسلام والمسلمين” ، إلا أنه لم يقدم على أي فعل يثبت ذلك، مكتفياً بتوزيع الثقافة الوهابية، دون توزيع أي مساعدات تذكر للعرب المحتاجين، بدليل موقف السعودية من قضية الصومال الذي تأكله الحروب والمجاعة منذ اكثر اربعة عقود، لكن السعودية لم تقبل لاجئ صومالي واحد على اراضيها رغم ان الصوماليين عرب ومسلمين !”.

ومع بدء العمليات العسكرية السعودية ضد اليمن لم تكلف المملكة نفسها عناء اتخاذ موقف واحد لمحاولة استمالة اليمنيين ولو من باب التظاهر بأنها تقف إلى جانبهم ، فخلال اربعة اعوام من الحرب، اخذت السعودية تضيق الخناق على المغتربين في المملكة عبر حرمانهم من ممارسة الكثير من المهن، وحصرهم في عدد بسيط من الاعمال لا تتوازى مع حجم الخبرة والاستعداد الذي غادر من اجله اليمنيون بلادهم وانفقوا مبالغ ضخمة في سبيل الهجرة إلى المملكة، فلا يمكن أن يتزاحم جميع المغتربين على مهنة بيع (الآيسكريم) والتي يمكن أن يصادرها عليهم النظام السعودي في لحظة مزاجية ، مثلما تم حرمانهم من مزاولة الكثير من الحرف ، بموجب قرارات تبدو مزاجية أكثر من أي شيء اخر الغرض منها
وصل إجمالي التحويلات التي يرسلها المغتربون في المملكة لأهاليهم في اليمن خلال العام الماضي قرابة (3,4) مليار دولار حسب تقرير صادر عن البنك الدولي في مايو الماضي ،بينما تعد تحويلات المغتربين المصدر الثاني للدخل القومي في اليمن بعد المشتقات النفطية، وهو الأمر الذي اثار حفيظة النظام السعودي الذي باشر في اجراءات الحرب على الاقتصاد اليمني عبر التضيق على العمالة اليمنية في السعودية، الايعاز إلى حكومة هادي بحجب حوالات المغتربين اليمنيين عن المناطق التي لم تتمتع بالاستقلالية بعيداً عن الاحتلال ، واجبار المصارف في المناطق المحتلة على دفع الحوالات لأهالي المغتربين بالعملة المحلية رغم أنها ارسلت بالعملات الصعبة .
ورغم الصبر الذي يبديه المغتربون اليمنيون على المعاملة الغير اخلاقية التي يواجهونها على يد السلطات السعودية، إلا أنه لا يمر يوم دون تصعد النظام السعودي اجراءاتها ضد المغتربين اليمنيين لتضيق الخناق عليهم لاجبارهم على مغادرة المملكة .
وبين مرارة التعنت السعودي ،والدمار الذي مزق بلاد اليمن في شتى مناحي الحياة، يقف المغترب اليمني حائراً، فلا تركه نظام ال سعود يعيش على ارضه، ولا منحه فسحة في للحياة في بلاده.