الجنوب على وقع الإنفجار: لمن الغلبة في تصفيات الكبار.؟؟
ذمار نيوز | خاص، 28 محرم 1440هـ الموافق 8 اكتوبر، 2018م.
بعيداً عن محاولات تحريك الشارع الجنوبي من قبل المجلس الإنتقالي الجنوبي تمضي الجنوب وتحديدا مدينة عدن نحو مواجهة عسكرية محتملة بين المجلس الإنتقالي التابع للإمارات وحكومة هادي الفندقية وحزب الإصلاح. فشركاء صراع يناير الماضي لايملكان اي ثقل شعبي في الجنوب، ولا يستطيعان تحريك الشارع لعدم امتلاكهما حاضنة شعبية في الجنوب، ولذلك يعدان لجولة تصفيات دموية جديدة قد تدخل عدن في نفق العنف، وقد تدفع بالجنوب إلى الحرب الأهلية لاحدود لمآسيها برعاية تحالف العدوان الذي يدفع بالجنوب نحو الصراع للحفاظ على مصالحه وتحقيق مطامعه، ولذلك رغم إدراك التحالف بأن الأوضاع في عدن تتجه إلى مفترق طرق، وأن كل طرف يعد العدة لملاقاة الأخر والإجهاز عليه، لم يتدخل ليوقف تداعيات انحراف علاقة الإمارات بحكومة هادي وحزب الاصلاح والتي وصلت حدود متقدمة.
حكومة هادي التي وجدت نفسها الطرف الأضعف في الجنوب والمغدور به من قبل أبوظبي يشاركها الإصلاح الذي يتهم الإمارات باستلاب فاتورة النصر منه في عدن التي يزعم أنه حققها قبل ثلاثة أعوام، واصبح الحزب طرفاً خارج حسابات التحالف.
الإعداد المزدوج لمعركة عدن الدامية والتي يراها كل طرف من أطراف الصراع بأنها مصيرية ومن خلالها سيتحدد المصير السياسي لأحد الاطراف، بدأت فعليا بالتحشيد المتبادل من قبل أطراف الصراع، ذلك التحشيد الذي أخذ طابعا سريا من قبل حكومة الفنادق والإصلاح وعلنيا من قبل الإنتقالي التابع لأبوظبي.
فحزب الإصلاح بالشراكة مع حكومة هادي عمل على تعويض خسائره المادية التي مني بها خلال احداث يناير التي جرت مطلع العام الحالي وانتهت بمقتل ٤٠ شخصا وإصابة ٣٠٠ آخرين خلال المواجهات التي جرت بين وحدات تابعة لهادي واخرى تابعة للإمارات تمكنت من خلالها الإمارات إستلاب سلاح القوات الموالية لهادي والتابعة للإصلاح.
وعلى مدى الفترة الماضية تمكن الإصلاح من العودة مرة أخرى وتعزيز تواجده عسكريا، ولكنه عاد للعمل العسكري السري إستعداداً لمواجهة الإمارات.
الإمارات من جانبها فعلت عملياتها السرية ضد الإصلاح وتمكنت من تصفية عدد من القيادات الإخوانية في المدينة خلال الفترة الماضية، إلا أن كل المؤشرات تفيد بان توقعات أبو ظبي تفوق توقعات احداث يناير الماضي، فعملت على حشد المزيد من القوات وفرض المزيد من السيطرة على مداخل المدينة وتحديداً نقطة العلم، وعززت تواجد قواتها في محيط مطار عدن ومناطق اخرى.
الاستعدادات المتبادلة تجاوزت عدن إلى جبهة الساحل الغربي، حيث اكدت مصادر في ما يسمى بالمقاومة الجنوبية في الساحل الغربي، إن المئات من القوات الموالية والمعارضة للمجلس الإنتقالي أنسحبت من الجبهة وعادت إلى عدن للإنضمام إلى طرفي الصراع، ولفت المصدر إلى أن المئات من كتائب المحضار المحسوبة على هادي غادرت الدريهمي وعادت إلى عدن لمواجهة الإنتقالي.
ووفقا للمصدر فأن هناك محاولات لجر المئات من مسلحي العمالقة الجنوبية من التيار السلفي الرافض لدعوة الإنتقالي للإنقضاض على مؤسسات الدولة في عدن والجنوب، وقد عادوا إلى عدن للإنخراط في صفوف القوات الموالية لهادي.
التحشيد المتبادل والإستعدادات العسكرية التي تنذر بموجة دموية جديدة في عدن طالت القبائل واصبحت ايادي طرفي الصراع تتوغل في اوساط الكثير من القبائل، فقد عمل نجل الفار هادي “ناصر” قائد ما يسمى بقوات الحماية الرئاسية على تحشيد الآلاف من ابناء مديريات أبين التي ينحدر منها هادي، فيما تمكنت الإمارات من حشد المئات من ابناء قبائل شبوة للإنخراط في إطار القوات التي يقودها طارق صالح، وتم نقل تلك القوات إلى معسكرات بئر أحمد في عدن للتدريب على ايدي مدربين إماراتيين .