“رياح السلام” تعود إلى الصفر
بقلم /محمد الحاضري
شنت دول العدوان عدة حملات إعلامية بالتزامن مع حربها الإجرامية وحصارها على الشعب اليمن بهدف تفجير الوضع الداخلي في البلاد، فبالأمس كانت حملة “أنا نازل” واليوم حملة “ثورة الجياع” وكلها تديرها “رياح السلام” بنفس الأدوات وبنفس الطرق ونفس الأشخاص؛ ولذلك نتيجتها صفر.
فرياح السلام تعتمد على ضخ إعلامي غير منطقي لتحميل مقاومي العدوان مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية وكأنه ليست على البلد عدوان يفرض حصار اقتصادي ويغلق المنافذ البرية والجوية والبحرية وينهب ثروات البلد النفطية في المناطق المحتلة، وممارساته الاقتصادية المجحفة طال أثرها السيئ كل المواطنين شمال البلاد وجنوبه.
هذا الضخ الكاذب يأتي من وسائل إعلامية تابعة لدول العدوان نفسها، أو عن طريق أدواتها وجميعهم معروفين للشعب بالفساد واللصوصية والنهب الارتزاق من دول العدوان، فقد تجرع اليمن طيلة العقود الماضية مرارة فسادهم حتى صار مصنفا من أفقر الدول وأكثرها فسادا على مستوى العالم ولم يتخلص من ذلك الوضع إلا بثورة شعبية في سبتمبر 2014.
وفي المقابل الطرف المقاوم للعدوان الذي يشكل أنصار الله رافعته الأساسية حالهم الاقتصادي كبقية الشعب وهم أول المتضررين من الوضع المعيشي المتردي، علاوة على ذلك قدم هؤلاء المواطنون المطحونون بالعدوان والحصار فلذات أكبادهم وآلاف الشهداء والجرحى للدفاع عن بلادهم فمقابر الشهداء منتشرة في جميع القبائل والقرى والمدن والحارات اليمنية دون استثناء.
وبالتالي فإن النتيجة الطبيعي لحملة العدوان الكاذبة لتحميل هؤلاء الضحايا مسؤولية ما يمارسه هو من حصار وقتل تسبب في تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية لليمن هي صفر على الأرض، لأن هؤلاء المطحونون هم الأرض وهم الواقع، وما نجحت به هذه الحملة أو ما يسمى رياح السلام هو فقط شيء من الضجيج والتشويش الإعلامي الذي يموله ملوك النفط، طمعا في أن تحقق الفوضى ما عجز به آلتهم الحربية.
فلو كانوا حريصين على الشعب اليمني فإن المليارات التي تم تمويل بها “رياح السلام” فقط كفيلة بإنهاء الأزمة الاقتصادية ناهيك عن إيقاف العدوان والحصار المسؤول الوحيد عما وصلت له اليمن من وضع اقتصادي متردي تسبب بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وأجهض الشعب اليمني هذه الحلقة من “رياح السلام” التي جاءت تحت عنوان “ثورة الجياع” وكان أولئك المتخمين القابعين في فنادق الخارج أبر المحرضين عليها بتمويل تحالف العدوان، كما أفشل مخططاته السابقة لتفجير الأوضاع داخليا، وسيثور فعلا في “ثورة جياع” حقيقية موجهة ضد من قتلهم وحاصرهم وأغلق المطارات والموانئ وجميع منافذ البلاد ليتحقق لهم النصر ويعيشوا بكرامة وحرية في بلادهم ويثأر لتلك الدماء التي سالت ظلما وعدوانا وبطرا.
مما لا شك فيه أن العدوان سيستمر في حملاته التضليلية وتحت مسميات أخرى، لكنها سوف تفشل مجددا؛ لأن الواقع هو آلاف الشهداء والجرحى الذين دفنتهم طائرات العدوان في منازلهم أحياء، وهو الحصار الذي أوصل البلاد إلى حافة المجاعة، والواقع أيضًا هي الملاحم البطولية التي ترسمها تضحيات شباب ورجال اليمن في جبهات القتال بإمكانات بسيطة لمواجهة آلة القتل الأمريكية الأحدث عالميا والتي كان جزء بسيط من ثمنها كفيل بإنهاء معاناة اليمنيين.