الخبر وما وراء الخبر

 *الشاعر الباليستي/ بسام شانع…. في حوار خاص مع “ذمار نيوز”.

640

ذمار نيوز | خاص | حوارات 26 محرم 1440هـ الموافق 6 اكتوبر 2018م

*اليمنيون القدامى وضعوا تفعيلات الشعر قبل الفراهيدي بمئات السنين.*

*لولا إيماني بقدرتي على التغيير…لما كنت شاعرا أصلا.*

بسام علي شانع… ظاهرة شعرية أسطورية متفردة، وشاعر باليستي مرعب…يمتلك معجما شعريا فذّاً…،تجاوز كل حدود المفارقة والإبداع والعمق، من حيث الجزالة، وقوة الألفاظ، وتراكيبه البلاغية المدهشة، ولما يكسوها من أحاسيس وطنية صادقة، وما ينسجه من قصائد مدوية تقض مضاجع العدوان.

بسام شانع…شاعر بسيط الحياة، كبير الأنفة والشموخ، لم لا، وهو القائل:

يــوم الوفا دربــه شــــــديد الوعورة
نمشي على روس إنتصاب المسامير

بسام شانع، شاعر مبدع، ومتجدد، ومبتكر، يمتلك أدوات التحليق في فضاء الإبداع الشعري، ويجيد التلاعب بالألفاظ، فيخلق نصوصاً بالتسية متفردة، ولغة جديدة في قاموسه الشعري الذي اكتسبه.

كان لنا شرف اللقاء معه في هذا الحوار حول تجربته النادرة، وكيف استطاع أن يصل إلى هذا المستوى من الكتابة الإبداعية…، فإلى التفاصيل:

*حاوره/ أمين النهمي.*

*-أهلا وسهلا بك شاعرنا المجاهد*

أهلا وسهلا بك أخي الكريم، وكل العاملين في “ذمار نيوز”.

*- من هو الشاعر بسام شانع؟*

مواطن يمني شديد الاستشعار للتكريم الإلهي، والفخر والإعتزاز بشرف إنتمائه وهويته اليمنية جداً، إلى مستوى أني لو لم أكن يمنياً لقتلت نفسي إحتراقاً بنار حسدي، لمن ينتمون لهذا الشعب اليمني العريق، ولكنت الأجشع في من يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله، لكن قد ربك ستر، وأنا بهذا لا أقلل من شأن أي شعب، ولا أي بلد، معاذ الله، وإنما هو شعورٌ حاولت اختزاله في تعبيرٍ مجازي، وعرضه في معرض بيانٍ يظهر مدى فخري وإعتزازي، بإنتمائي وهويتي اليمنية.

*- متى وجدت نفسك شاعرا؟، وماهي أول قصيدة كتبتها؟ وما الظروف التي دعتك لكتابتها؟*

نفسي هي التي وجدتني شاعرا، ولست أنا من وجدتها، لذلك لا أعرف متى، وكيف، ولا حتى أين هي، لم تخبرني إلى حد الآن، وأنا لم أسألها بعد، فكلما هممت بالسؤال، منعتني الخشية من ألا تجيب؛ فإن أخبرتني يوماً، أعدك أخي أمين، أن أول من سيعرف بذلك بعدي، هو أنت.

*- هل تؤمن بقدرة الشاعر على التغيير؟، وماهي وجوه هذا التغيير؟*

لولا إيماني بقدرتي على التغيير، لما كنت شاعرا أصلا، الشعر فكر، عواطف، إنارة، توضيح، يخاطب أعماق النفس، وميدان الشاعر هي النفس البشرية، والشاعر يمتلك القدرة على التغير، وذلك من خلال خلق القناعات، وحلحلت العقائد، وإيصال الحقائق، وكشف الغامض إلخ…..، فإذا أستطاع الشاعر الوصول إلى أعماق النفوس ومخاطبتها، امتلك القدرة على التغيير، وإذا تغيرت النفسيات؛ تغير الواقع المجتمعي، يقول الله سبحانه وتعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيراو ما بأنفسهم”.

*- كيف ترى الوضع العام للقصيدة الشعبية في اليمن؟*

الوضع العام للقصيدة الشعبية في اليمن من خلال بنيتها، تتميز عن القصيدة الشعبية في البلدان الأخرى بقربها للفصحى، وكذلك بأوزانها، وخاصة أوزان الزامل التي لاتوجد حتى في أوزان الفصحى التي أوردها الفراهيدي، فالزامل له أكثر من ثلاثين وزن، وكذلك البالة، والحميني أيضا، ولا أبالغ إن قلت أن اليمنيين القدامى وضعوا التفعيلات للشعر قبل الفراهيدي بمئات السنين، ولي في ذلك بحث لم ينته بعد، وإن شاء الله يتم جمعه، وطباعتة، ونشره قريباً.

*- سبق وأن قرأت لك قصائد كتبتها بالفصحى، فأين تجد نفسك أكثر مع قصيدة الفصحى أم مع القصيدة الشعبية؟*

أبحث عن نفسي أحيانا في قصيدة الفصحى، فلا أجدها إلا بصعوبة، وأحيانا لا يتطلب مني لإيجادها إلا أن أفتح عين الفكرة أو الموضوع، أما في القصيدة الشعبية لا أحتاج حتى لأن أبحث، فهي متواجدة بكثرة وبشكل دائم.

*- من وجهة نظرك، أيهما الأقوى تأثيرا في الوسط الجماهيري؛ قصيدة الفصحى أم القصيدة الشعبية؟*

القصيدة الأقرب إلى فهم الجماهير ،وإلى لهجتهم وأساليبهم في الكلام، ستكون بلا شك القصيدة الأقوى تأثيرا فيهم، وهذه السمات لا أكاد أجدها إلا في القصيدة الشعبية، وفصحى الجنيد.

*- متى، وكيف بدأت انطلاقتك مع المسيرة القرآنية؟*

في ثورة فبراير بعد الاختلاط بشباب الصمود في ساحة التغيير، وحصولي على ملازم الشهيد القائد، وقراءتها .

*- ماهو أول زامل كتبته للمنشد المبدع عيسى الليث؟، وكيف كان صداه في الوسط الشعبي؟*

(فك ذات الحلق)، الذي كان مطلعه:

فك ذات الحلق وأرمي وصب المذلق

شرّب المرتزق واسقي العميل المشقّى

صد زحف الفرق دمّر قوى الغزو واسحق

دن لا آخر رمق يصعد بروحك ويرقى.

وحظي ولله الحمد، بصدى شعبي كبير .

*- عرفك الجمهور من خلال الكثير من الفعاليات بلقب “الشاعر الباليستي”؛ فمن أين، وكيف حصلت على هذا اللقب؟*

منحتني هذا اللقب لجنة التحكيم في مسابقة شاعر الصمود، وذلك بعد أن تصفحت قصائدي، واستمعتها مني، وأعطتني أيضا درع منحوت عليه هذا اللقب.

*- كيف كانت مشاركتك في البرنامج الجماهيري شاعر الصمود؟ وهل أنت مقتنع بالمستوى الذي وصلت إليه فيه؟*

كان مرتزقة العدوان يعدّون لبرنامج شاعر عاصفة الحزم، مؤسسة دمون بدورها الوطني المناهض للعدوان ذهبت إلى وجوب الإعداد لبرنامج شعري اسمته شاعر الصمود، البرنامج سيعرض في رمضان، ولم يكن يفصلها عن رمضان إلا اياما قليلة، قد لا تكفي للإعلان عنه للشعراء، والإعداد له، ولكن بعون الله تضافرت الجهود وتجاوزت هذه العقبة، وطلب مني المشاركة في البرنامج، والمساهمة في إنجاحه، فأستجبت لذلك، ولم يكن يعنيني المستوى الذي وصلت إليه، بقدر ما كان يعنيني نجاح البرنامج.

*- ماهو الشيء الذي يميز الشاعر بسام شانع عن بقية الشعراء؟*

مثل هذا السؤال يطرح على النقاد، وليس على الشاعر .

*- يقال أن بعض الشعراء يكتبون قصائدهم؛ بينما البعض الآخر تكتبه القصيدة، فمن أي نوع أنت، وكيف تولد القصيدة لديك؟*

تكتبني وأكتبها، والأدوار متبادلة، فإن كتبتني ألقيتها أنا، وإن كتبتها ألقتني هي وهلم جرا…، فالقصيدة تتولد بتلاقح الأفكار بعد استيعاب مايحدث، وعقد قرانها بما يجب أن يكون.

*- من خلال قراءتنا لبعض قصائدك وجدنا أنها تحمل أبعادا وطنية وذاتية وإنسانية تعبر عن الإنسان اليمني وتمتزج في مجملها بالعزة والكبرياء وتتسم بالحماسة فهلا حدثتنا عن هذه الأبعاد؟*

الشعور بتطابق شخصي بين الشّخص ووطنه، وتعلّق خاص بالوطن، إلى جانب الرغبة في التضحيّة لغاية تعزيز مصلحة الوطن، والقلق الخاص حول صلاحه وخيره، والاستعداد للتفاني في الدفاع عنه والموت دونه،
شعوراً مناسباً وطبيعياً ناتجاً عن ارتباط الشّخص بالوطن الذي وُلد وعاش فيه، وشكلأً من أشكال الشكر للفوائد التي عاد بها هذا الوطن عليه كالعيش على تربته، وبين مواطنيه
وعملية بناء متنوعة ومتغيرة للنفس تعتمد على عدد هائل من الاعتقادات التي تكونت وتراكمت إلى جانب الفطرة والنخوة والأنفة وغير ذلك.

*- كيف ترى تجربتك مع المنشد المبدع عيسى الليث؟ وهل هناك جديد سوف تقدمه لجمهور الزامل؟*

تجربتي مع المنشد عيسى الليث تعتبر بالنسبة لي من أكثر التجارب نجاحا؛ لإن عيسى الليث؛ هو الصوت الذي يستطيع أن يوصل الرسالة التي يحملها الشاعر إلى الكثير من ما يتمنى أي شاعر أن تصل رسالته إليهم
فله مني التحية، وهناك أعمال جديدة نعد الجماهير بها قريبا.

*- سؤال كنت تود أنن نتطرق إليه، وغفلنا عنه ؟*

هل كانت وزارة الثقافة قريبة من الشعراء في هذه المرحلة؟

*-كلمة أخيرة في هذا اللقاء ؟*

أجدد الولاء لقائد الثورة السيد/ عبدالملك الحوثي، وكذلك أتقدم بالشكر للأستاذ الشاعر/ ضيف الله سلمان _ رئيس قطاع الشعر والإنشاد الذي أسسه، وعمل على احتواء الشعراء المناهضين للعدوان وتبني أعمالهم.

والشكر موصول أيضا لموقع “ذمار نيوز”، ولك أخي أمين.