السعودية وسياسة الإختطاف: الطاعة باتجاه البيت الأبيض.
ذمار نيوز | خاص | تقرير فؤاد الجنيد 26 محرم 1440هـ الموافق 6 أكتوبر، 2018م
أختفى الكاتب والإعلامي السعودي جمال الخاشقجي، إبن النظام السعودي ومستشار تركي الفيصل وزير الاستخبارات السعودي السابق.
خاشقجي كان يقول دائما أنه مع الأسرة الحاكمة ولا يطالب بتغيير نظام آل سعود، ويقول ان السعودية لن تسامح أحدا يعبث بامنها، لكن كل ذلك لم يغفر له لدى ولي عهد بلاده محمد بن سلمان الذي يطالب بولاية كاملة وعمياء.
موضوع اختفاء الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي إثر مراجعته لقنصلية بلاده في إسطنبول بتركيا، أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي، كما تسبب في قلق العديد من الجهات على مصيره ومنها المكتب الإعلامي للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، الذي علق على موضوع اختفاء خاشقجي بعد يومين على انقطاع أخباره في تركيا. وقال المكتب في بيان له، إنه يأمل أن يتم العثور على الصحفي جمال خاشقجي وأن يكون آمنا.
وحتى الان تؤكد السلطات السعودية أن خاشقجي غادر مبنى قنصليتها في اسطنبول، لكن السلطات التركية تقول إنه قد يكون مازال هناك. والحقيقة ان حادث الاختفاء المريب لخاشقجي يثبت أن لم يعد هناك مكان في العالم يأمن فيه معارضو ولي العهد السعودي على حياتهم، وهذا ما اكدت عليه مجلة “إيكونومست” البريطانية.
وقالت المجلة إنه -ومنذ تولي الأمير الشاب ولاية العهد العام الماضي- تم اعتقال آلاف المعارضين لمخالفات بأسباب مثل عدم تكرار نقاط الأحاديث الملكية، وتم اتساع النطاق الجغرافي للقمع.
وأشارت إلى أن معارضا سعوديا ساخرا بلندن، قال إنه تعرض للضرب من قبل “بلاطجة” من سفارة السعودية هناك، في إشارة من الصحيفة للمعارض السعودي غانم الدوسري.
وتأريخ النظام السعودي حافل جدا بالقمع والترهيب الذي لم يقتصر على ابناء الوطن بل طال احيانا مسؤولين اجانب بينهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي سافر فجأة الى الرياض ثم قدم من هناك استقالته من الحكومة. ولولا اتحاد القيادات اللبنانية وعلى رأسهم الرئيس اللبناني وقيادات حزب الله والضغوط الدولية المتمثلة في فرنسا لما كان الحريري ينعم بالحرية مرة اخرى وما كان احد يتوقع كيف كانت ستجري الأمور.
وقبل الحريري هناك سجل حافل للمملكة في عمليات الاختطاف خلال 3 سنوات الماضية، اختفى ثلاثة أمراء سعوديين يعيشون في أوروبا. وعُرف الثلاثة بانتقاداتهم للحكومة السعودية. وهناك أدلة على أن الأمراء الثلاثة اختطفوا أو رُحِّلوا إلى السعودية…حيث انقطعت أخبارهم ولم يسمع عنهم منذ ذلك الحين.
وهناك سوابق أخرى حيث اختطفت الرياض ورحلت 3 امراء سعوديين عارضوا الاسرة الحاكمة منهم الامير سيف النصر في لندن والامير تركي بن بندر جرى اختطافه من المغرب وقبل ذلك سلطان بن تركي الذي كان في سويسرا.
المعارض والسياسي السعودي البارز محمد المسعري ـ المقيم في لندن ـ. يقول: إن خطف وقتل المعارضين ليس غريبا على النظام السعودي، مضيفا في حوار مع “الجزيرة مباشر” إن عددا من الأمراء تعرضوا للاختطاف قبل سنوات، مثل تركي بن بندر بن محمد بن عبد الرحمن الذي بث مقاطع فيديو انتقد فيها الملك سلمان.
وبالرغم من كل هذا فان مصير خاشقجي لا يزال غامضا غير أن مصدر خليجي أكد أن السلطات السعودية أبلغت أنقرة، أمس، أن الكاتب السعودي جمال خاشقجي “بات في الرياض”.
واوضح المصدر أن عملية نقل الكاتب السعودي جمال خاشقجي إلى الرياض باتت مؤكدة، ونقل المصدر أن السلطات السعودية، وقرابة العاشرة من صباح أمس، تواصلت مع السلطات التركية وأبلغتها حسم مصير خاشقجي باستعادته، وأنه بات في الأراضي السعودية، مشيرا الى ان العملية تواطأ فيها أحد الضباط الأتراك.
على اي حال فان اختفاء خاشقجي لم ولن يكون آخر جريمة يرتكبها النظام السعودي طالما انه يعمل فقط لارضاء اسياده في البيت الأبيض، ولايزال العرض مستمرا..!!